ظاهرة غريبة شهدها المنتخب الوطني منذ حلوله بالأراضي الأنغولية للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في دورتها 27 وكأنها لعنة تلاحق "الخضر"، فبعد أن تعرض عنتر يحيى لإصابة على مستوى الساق يوم 18 نوفمبر الماضي بمناسبة المباراة الفاصلة بأم درمان أمام المنتخب المصري توالت الإصابات على منتخب الجزائر وبالأخص على اللاعبين الأساسيين واضعين في كل مرة الناخب الوطني رابح سعدان في ورطة حقيقية، حيث يجد نفسه في كل مرة أمام حتمية البحث عن بدلاء قادرين على تعويض الفراغ الذي يتركه الأساسيون. فقد تنقل المنتخب الوطني الجزائري إلى أنغولا وفي صفوفه لاعبان يعانيان من إصابات قد تحرمهما من المشاركة في مباريات "الكان"، ويتعلق الأمر بكل من المدافع عنتر يحيى ووسط الميدان مراد مغني، فالأول تعرض لإصابة على مستوى الساق منذ أكثر من شهرين وبالضبط يوم 18 نوفمبر بمناسبة المباراة الفاصلة بين منتخبي الجزائر ومصر ورجحت الكفة إلى المنتخب الجزائري الذي تأهل بفضل صاروخية عنتر يحيى والتي زادت من حدة إصابته، فمنذ تلك المباراة لم يشارك قاهر الفراعنة في أي مباراة سواء في فريقه الألماني بوخوم أو مع المنتخب الجزائري في "الكان"، وهو ما جعل الناخب الوطني يعتمد في أول مباراة للأفناك أمام المنتخب المالاوي على مدافع أولمبي الشلف سمير زاوي، إلا أن الأخير خيب ظن سعدان واقترف أخطاءً فادحة جعلت المدرب يضطر مرة أخرى لإجراء تغيير آخر على مستوى الخط الخلفي وأقحم مدافع وفاق سطيف عبد القادر العيفاوي الذي بدوره عرف كيف يستغل الفرصة جيدا ويؤكد على إمكاناته الكبيرة ويقدم مستوى كبيرا كسب به ثقة الناخب الوطني رابح سعدان. مرض ڤاواوي منح فرصة ذهبية لشاوشي بعد عنتر يحيى الذي لا يزال إلى حد اليوم لم يلعب أي مباراة منذ أكثر من شهرين، جاء الدور على الحارس الأول للمنتخب لوناس ڤواوي الذي تعرض إلى مرض مفاجئ قبل يومين من دخول المنافسة الرسمية ب"الكان"، وتحتم عليه مغادرة مقر إقامة المنتخب بلواندا والسفر إلى فرنسا قصد إجراء عملية جراحية عاجلة باستئصال الزائدة الدودية، وهو ما منح شاوشي فرصة ذهبية مرة أخرى ليكون الحارس الأساسي بعد أن حصل على فرصة أولى أمام المنتخب المصري بأم درمان السودانية إثر غياب قواوي المعاقب، ولكن من حسن الحظ أن لقواوي خليفة ممتاز في حراسة المرمى وهو ما جعل الناخب الوطني ينام مرتاح البال في ظل تواجد شاوشي في صحة جيدة، إلا أنه سرعان ما تغيرت الظروف وتعرض شاوشي لألام على مستوى الظهر قد تجبره هو الآخر على ترك مكانه لزميله حارس مولودية الجزائر زماموش وهو الأمر الذي سيخلط كل حسابات الناخب الوطني، وأكيد سيصاب بالأرق كونها ستكون المباراة الأولى لزماموش مع المنتخب الوطني، ورغم عودة قاواوي إلى أنغولا بعد إجراء عملية جراحية ناجحة إلا أنه لن يتمكن من حراسة مرمى "الخضر" في "الكان" على اعتبار أنه خارج القائمة بعد أن تم تعويضه بالحارس أوسرير. مغني تابع المباريات من كرسي الإحتياط وبزاز غادر المنتخب واصل عداد اللاعبين المصابين في صفوف المنتخب الوطني في الارتفاع وكأن عين حسود أصابت "الخضر" منذ افتكاكهم بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم التي ستقام بجنوب إفريقيا من المنتخب المصري، فبعد عنتر وقواوي تعرض ياسين بزاز إلى إصابة على مستوى الركبة خلال المواجهة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره المالي، وقد يغيب لفترة طويلة عن الميادين وهو ما جعله يغادر "الخضر" نحو فرنسا لتلقي العلاج، وبذلك يحرم المنتخب من لاعب ممتاز ساهم بشكل كبير في الفوز على المنتخب المالي، وإذا كان بزاز قد غادر المنتخب فان الأمر يختلف بخصوص مراد مغني نجم لاتزيو الايطالي الذي فضل البقاء ضمن تعداد الافناك حتى يتماثل للشفاء ويشارك في أي مباراة رسمية، وهو ما دفعه لمتابعة المباريات من كرسي الاحتياط إلى جانب مهاجم الخور القطري الذي تعرض هو الأخر إلى إصابة قد تحرمه أيضا من المشاركة في باقي مباريات "الكان"، الأمر الذي أخلط كل حسابات الناخب الوطني على اعتبار أن المنتخب يعاني من نقص المهاجمين. العيفاوي وبوعزة أكبر المستفيدين ورغم أن لعنة الإصابات تطارد "الخضر" منذ مدة إلا أن أكبر المستفيدين من كل هذا يكون المدافع عبد القادر العيفاوي الذي تمكن من فرض نفسه في التشكيلة الأساسية في ظل غياب عنتر يحيى، إضافة إلى عامر بوعزة الذي عوض بزاز في المباراة الأخيرة ولعب كل المباراة تقريبا وهو الذي كان يدخل احتياطيا، وفي وقت بدأت التشكيلة الأساسية الوطنية تستعيد نجومها البراقة بعد شفاء عنتر ومغني تعقدت أمور الناخب الوطني أكثر واختلطت أوراقه بعد إصابة الحارس شاوشي، كما أنه سيجد نفسه ملزما على الاختيار بين بعض اللاعبين الذين أظهروا إمكانات كبيرة في المبارتين السابقتين وبين نجوم "الخضر" الذين يعتبرون ركائز المنتخب الوطني.