بعد حملة اليهود ضده في أمريكا و عاصفة مجنون ليلي في البحرين اد مرسيل خليفة مؤخرا من جولته الأمريكية محملا بروح أخرى وتحد جديد . في زمن لم يعد الكلام مجديا حتى لو كان شعرا يعتزل مرسيل خليفة الكلام و القول لينزف موسيقى. استعاض الفنان الملتزم بالموسيقى و الصرخات الوترية بعد أن جفت حنجرته في قاعات العالم . بعد الجولة الأمريكية التي قادته تحت راية الأغنية الملتزمة، حيث حاصره اللوبي اليهودي المتطرف هناك صدر عمله الأوركسترا لي الجديد، بعد أسطوانتي «مداعبة» و«تقاسيم»اختار مارسيل أن ينزف مجددا في " شرق " جاءت في شكل عمل ملحمي ولد في رحم التغيرات التي عاشها الفنان و عجن فيها روحه مع خيبات لبنان الأخيرة لا يمكن أن يكون غير هو كما عرفناه دائما مرسيل المناضل السياسي بصوته، الطفل في ضحكته . آخر مرة زار فيها الجزائر في مهرجان جميلة الماضي الذي خصص لدعم لبنان نزل في مطار سطيف إلى جانب مها الصالح و بوشناق و أحلام مستغانمي و منى واصف كان حزين النظرة متعب من هم الوطن الذي حمله طوال سنين في قلبه و روحه ليلتها عرفنا مرسيل ليس فقط الفنان و المطرب الكبير لكن الأب الحنون لرامي و بشار ، الخفيف الضلل و صاحب النكتة الحاضرة دوما و صاحب القلب الكبير الذي يسع كل أحزان الوطن العربي من المحيط إلى الخليج مارسيل خليفة الذي يسجل بعمله الأخير محطة جديدة في حياته الفنية يستحضر فيها أعماق الموسيقى الشرقية وتراثها المكتوب و يعلن لجمهوره انه بكل بساطة قد تعب من حمل القضية وهو " المناضل دوما بلا عنوان " . «شرق» التي تعزفها الأوركسترا ألفيلها رمونية الإيطالية (بقيادة كارل مارتن" تعلن ميلاد زمن جديد في مسيرة مارسيل الفنان دائما الملتزم دوما والمتحدى أبدا لكل أشكال التدجين هو الذي علمنا أن ننتظر " سبتمبر في بيوت من خشب أن نصغي لما عسى قد تقوله الرياح لشباك بيت فقير ؟ هو الذي تعب من السؤال عن و الصراخ " لا ما هذه شرعة الكون لن تبقى المركبة تجرها عقول الحمير " هو هذا مارسيل الذي فضح كل إخوة يوسف من زعماء الورق و النمور الورقية المتشبثة بكراسيها عندما غنى " أنا يوسف يا أبي " فطارده الرقيب و فتحت في وجهه نيران التعصب هو " مجنون ليلى " الذي ثار ضده البرلمان البحريني يعود اليوم في مزيد من الفن و الإحراج و يسجل إبداعا جديدا و وقفة جديدة يعلن فيها أنه المتعدد المواهب المتعدد الاهتمامات و الأرواح و الحيوات هو هكذا ببساطة مارسيل بدون تصنيف و لا مقارنة.