أكدت محاضر سماع الإرهابي "ب.محمد" وحشية الجرائم التي كانت تنفذها عناصر الجماعة الإسلامية المسلحة، وذلك بعد الفتوى التي أطلقها أبو المنذر مفتي الجماعة في عهد عنتر زوابري، الأخير الذي أمرهم بالاستمرار في تقتيل الشعب الجزائري، وتطبيق فتوى أبو المنذر بعموم الردة على كل فئات المجتمع، وهو الشيء الذي جاء في محضر سماع قعقاع كتيبة الحق قبل أسبوعين. وصلت قمة الشراسة التي تميز بها إرهابيو الجماعة الإسلامية المسلحة في عهد عنتر زوابري وبعد فتوى أبو المنذر، إلى التنكيل وتقتيل أهاليهم الذين لا يتفقون معهم في طرحهم، رغم أن أغلب أتباع ذلك التيار لا تصل مستوياتهم السادسة ابتدائي، حسب السيرة الذاتية التابعة لمحاضر استجوابهم، أين يتم تلقينهم بعض الأمور في الشريعة حسب أهواء أمرائهم. وقام أحد إرهابيي هذه الجماعة بولاية الشلف، بأمر رفقائه بضرورة قتل ابنته التي تم اختطافها رفقة بعض النسوة، وذلك فور وصولها إلى الجبل، حيث غلب هذا الأخير مبدأ قتلها على فكرة اغتصابها من طرف باقي الإرهابيين، فيما تم اغتصاب الأخريات من النساء قبل قتلهن. صرح الإرهابي المتهم "ب.محمد"؛ أنه التحق بالجماعات المسلحة سنة 1998 شهر مارس، على يد الإرهابي المكنى أسامة، وكان ذلك بولاية الشلف، حيث التحق بجماعة تضم 70 إرهابيا، تنشط تحت إمارة أبو ياسين كلهم مدججين بالسلاح، أين تم استقابله وإحالته على ساحة التدريب، ليشارك بعدها في أول عملية له رفقة 20 عنصرا، تم خلالها سلب الأموال والمؤونة وقتل هو شخصين؛ أحدهما ذبحا والآخر رميا بالرصاص. وقال المتهم أنها العملية التي نال بها ثقة رفقائه، وإمكانية الإعتماد عليه في كل العمليات اللاحقة، حيث قال أن الجماعة التي كان فيها تلقت أمرا من طرف الأمير الوطني عنتر زوابري، بشأن مواصلة التقتيل، وضرورة تطبيق ما جاء في الفتوى التي أطلقها أبو المنذر في عموم الشعب الجزائري، التي كانت بمثابة الحكم بالإعدام، حينها تم الهجوم على فيلا بها عناصر جماعة بن عائشة، الذين دخلوا في هدنة مع مصالح الأمن وتم اغتيالهم. وقال المتهم أنه رفقة مجموعة من عناصره تهجموا على بلدية تاجنة بالشلف حيث قتلوا حوالي 50 مدنيا، واختطاف 9 نسوة تم اقتيادهم إلى معاقلهم، أين تم اغتصابهن بوحشية وقتلهن، بعد أن توصلت قوات الجيش إلى تحديد أماكنهم، كما تم تنفيذ عملية أخرى بإحدى بلديات الشلف، أين تم اختطاف ثلاث نسوة وقتل آخرين، حيث تم اقتيادهن إلى المقر، ليتم قتل واحدة مباشرة لتواجد والدها ضمن الجماعة، فيما تم اغتصاب الأخرتين. وتحدث المتهم في محاضر استجوابه، عن أبشع طرق القتل والإغتصاب التي مورست ضد المدنيين العزل، حيث كانت كل العمليات ضد الرعاة وسكان ولاية الشلف خاصة بالمناطق النائية، أين كانت الجماعة تركز على الأرياف، بغرض الحصول على المؤونة واجتناب المواجهات مع قوات الأمن، كما تحدث عن عمليات قطع الطريق ضد مسافرين عبر الطريق الرابط بولاية الشلف. ولم ينجو لا الأطفال ولا النساء من وحشية هذه الذئاب البشرية التي ذكرها المتهم في تصويره الحقائق المرة، إذ تم إبادة العشرات من الأسر عن آخرها، وذلك على مستوى بلديات سيدي عكاشة، بوزغاية منطقة أولاد علال، وأغلب نواحي الشلف التي شهدت أقسى مراحل العشرية السوداء، وما يؤكد وحشية هؤلاء العناصر، قتل فتاة بأمر من والدها، لأنها كانت ستغتصب لولا حضوره، إلا أن شفاعته أدت إلى قتلها. وتم إدانة المتهم بعقوبة الإعدام، بعد ثبوت التهم المتابع بها، باعترافه الصريح أمام مصالح الشرطة القضائية، حيث تم إيداع تحويل المتهم إلى الإقامة الجبرية وفق مرسوم من وزارة الداخلية، نظرا لخطورته ومكانته في صفوف الجماعة التي كان ينشط لصالحها.