إستيقظ سكان المدينة القديمة "بلاص دارم" بعنابة، صباح أمس، في حدود الساعة الخامسة و54 دقيقة، على دوي انفجار قوي هز أركان حي عتيق بالمدينة القديمة... وأدى إلى انهيار شبه كلي لعمارة يعود بناؤها إلى القرن الماضي، تتكشل من طابقين، مما أدى إلى مقتل جميع أفراد عائلتين وهم نيام، إثر انفجار قارورة غاز أحدثت انهيارا لأسقف البيوت وأعمدتها على العائلات المشكلة من امرأة وابنها، وعائلة أخرى من الأم والأب وثلاثة أطفال قتلوا جميعا تحت الأنقاض. وفور حدوث الكارثة، تنقلت مصالح الحماية المدنية لعنابة معدمة بفرقة للإنقاذ والبحث في حدود الساعة السادسة صباحا إلى موقع الانفجار، وباشرت عمليات انتشال جثث الضحايا السبعة من تحت الردم، فيما قامت فرقها المختصة في الإسعاف بتقديم الإسعافات الأولية لثمانية أشخاص أصيبوا بجروح متفاوتة، منهم شخص وجد في حالة خطيرة تحت الأنقاض، جراء انهيار أجزاء من الطابق العلوي على الطابق الأرضي للبناية. جهود فرق الإنقاذ والإسعاف لعناصر الحماية المدنية تواصلت لغاية الساعة التاسعة صباحا، وسط الوحل والمياه وتحت أمطار غزيرة استمر تهاطلها طوال عملية الإنقاذ التي تم خلالها نقل القتلى إلى مصلحة حفظ الجثث لمستشفى ابن رشد الجامعي، فيما نقل الجرحى لعنابة في أجواء حزينة، وأمام المئات من سكان المدينة القديمة الذين كانوا تحت الصدمة. ورغم مضي أكثر من ثلاث ساعات على حدوث الكارثة، وحين كانت فرق البحث والإنقاذ للحماية المدنية تواصل البحث تحت الأنقاض للتأكد من عدم وجود ضحايا آخرين، توقفت العملية بكاملها إثر وصول موكب والي ولاية عنابة الذي حل على الساعة التاسعة، بعد أن عطل حركة المرور ونقل الجرحى، ما أحدث حالة من الفوضى والاضطراب لعناصر الحماية المدنية، بعد تجمع عشرات المواطنين الذين أبلغوه معاناتهم من مشاكل الحي القديم الذي توشك أغلب عماراته على الانهيار بسبب قدمها وغياب أي أشغال صيانة لها منذ الاستقلال، رغم وجود هيئة مكلفة بترميم البناءات القديمة استفادت من تمويلات من طرف البنك العالمي منذ عشر سنوات، إلا انها ظلت غائبة عن الساحة ويجهل لحد الآن أين صرفت اموال البنك العالمي. وتتعرض عمارات المدينة القديمة لعنابة دوريا للانهيار وانفجار قارورات الغاز التي تودي كل سنة بأرواح المواطنين الأبرياء بسبب افتقار الحي إلى شبكة للغاز الطبيعي وشبكة عصرية للكهرباء، مما يتسبب كل سنة في حدوث حرائق وكوارث دون أن تجد انشغالات سكان الحي صدى لدى المسؤولين على القطاع، رغم ان سكان المدينة القديمة لعنابة يعتبرون السكان القدماء لعنابة، إذ يعود تاريخ سكن أغلب العائلات بها إلى سنوات العشرينات من القرن الماضي، لكنهم حرموا من الاستفادة من سكنات لائقة.