فاجعة أليمة هزّت مدينة عنابة صباح أمس، عندما انهارت عمارة من ثلاثة طوابق على ساكنيها، محدثة كارثة حقيقية لم تشهد لها الولاية مثيلا منذ عشرية كاملة. وما زاد في حجم الكارثة، هو أن انهيار الطابق العلوي، أدى إلى انفجار أنبوب الغاز الطبيعي الذي حوّل المكان إلى نار، أتت على الأعمدة الخشبية لهذه البناية القديمة. الحادثة وقعت في حدود السادسة إلا الربع صباحا، وتواجدت الشروق بعد لحظات من الحادث ونقلت روايات الناجين وشهود العيان ورجال الحماية المدنية، فالحادث وقع في حدود الساعة الخامسة و45 دقيقة، إذ انهار سقف البناية الواقعة في الطابق الثالث، فأضرّ بالطابقين الأول والثاني، محوّلا العمارة كلها إلى ركام وردوم ولحق الانهيار انفجار أنبوب الغاز الطبيعي الذي أحدث حريقا مهولا، زاد من فزع سكان العمارة وما جاورها بحي خريسات حسين بقلب المدينة القديمة. وفي حدود السادسة وخمس دقائق، وصلت مصالح الحماية المدنية التي تدخلت بقوة وبدأت في انتشال جثث القتلى، وكان أوّل المنتشلين السيد بوخاتم ياسين، البالغ من العمر 47 سنة، الذي قذفه الانهيار من الطابق الثالث رفقة زوجته الحامل صوفيا التي كانت (رحمها الله) في شهرها السابع، ثم واصلت مصالح الحماية المدنية عملية البحث عن المفقودين تحت الأنقاض باستعمال المعدات الخاصة، في مثل هذه الحوادث، اذ تمكنت ذات المصالح وفي حدود الساعة 10.35د من انتشال جثث ضحيتين أخريين وهما المسماة (نسيمة، 47 سنة) و(ريان، 9 سنوات). علما أنه ولحدّ كتابة هذه الأسطر لاتزال عمليات البحث جارية عن مفقودين آخرين، يعتقد أنهم موجودون تحت الردوم. في حين، أشار بعض الجيران إلى أنهم لم يبيتوا في منازلهم، مما يبعد فرضية وجود ضحايا آخرين، علما أن الجرحى هم (ب. رضوان)، (ر. علي)، (ر. نصر الدين)، (ع. حورية)، (ن. فاطمة الزهراء) و(ب. ياسين) وصفت حالاتهم بالمستقرة. الناجون يتهمون مصالح البلدية والدائرة إتهم المواطنون الناجون من حادثة انهيار بناية (لابلاس دارم) بعنابة، أمس، المصالح بعنابة بالتسبّب الرئيسي في هذه الكارثة الإنسانية، كونها أهملت تماما شكاوي العائلات التسع التي كانت تقيم بالبناية الآيلة للإنهيار في أية لحظة، والتي يعود تاريخها إلى الحقبة الإستعمارية. وقال أحد الناجين (ب. رضوان)، إن البلدية والدائرة، كانتا على علم بالوضعية الخطرة التي كانت عليها البناية، في حين لم يتخذ أي إجراء من شأنه الحفاظ على سلامتها و(أبنائنا). وطالب المواطنون الناجون بضرورة فتح تحقيق في القضية مع المصالح التقنية للبلدية ومصالح دائرة عنابة، إضافة إلى مالكة البناية السيدة (ب. حورية) والتي حسبهم لم تحاول تقديم أيّ مساعدة للقاطنين بالبناية، حتى ولو شكوى للمصالح البلدية أو إشعار بالخطر، مكتفية بالمطالبة بمستحقات الكراء وفقط.. حسب قولهم. حقيقة أخرى، أراد المواطنون إيصالها هي أن حادث الانهيار سبق انفجار الغاز، أي أن الانهيار هو السبب في انفجار أنبوب الغاز، وليس العكس، حسب الرواية التي تحاول المصالح الرسمية ترويجها، لتجنب تحمل المسؤولية. الوالي يقف على الحادث ويأمر بخلية أزمة مباشرة وفور انتشار الخبر، انتقلت المصالح الولائية لولاية عنابة ورأسهم السيد والي الولاية إبراهيم بن غايو إلى عين المكان، للوقوف على هول الكارثة، حيث أمر المسؤول الأول بالولاية بتشكيل خلية أزمة تتكون من المصالح الولائية، مديرية السكن، الحماية المدنية، مصالح الأمن الولائي، المصالح البلدية والدائرة لتدارس وضعية المتضررين، خاصة وأن الإنهيار تسبب أيضا في تصدع بنايات مجاورة باتت مهددة بالإنهيار في أية لحظة، معرضة ساكنيها للخطر المؤكد. الفضوليون يغزون المكان والمواطنون تحت الخطر وجدت الوحدات المشتركة للتدخل نهار أمس صعوبة كبيرة في التعامل مع الموضوع بالنظر لغزو المكان من طرف الفضوليين، واستحواذهم على مداخل الأزقة التي كانت من شأنها أن تسهل عملية البحث عن المفقودين، علاوة على بقاء جدران عالقة بقدرة الخالق، معرضة إلى الإنهيار في حالة حدوث أي تهور من المواطنين، ما كاد أن يرفع من حجم الكارثة الإنسانية. ونشير في الأخير إلى أن الحادث خلف أيضا خسائر مادية تمثلت في تعرض سيارتين إلى التحطم الأولى كانت من نوع C3، والثانية من نوع "دايو نيبيرا". تغطية: نسيمة. ب وأحمد. ز اطبع هذه الموضوع عودة الى الخلف أغلق هذه الصفحة اضغط هنا لتحديث الصفحة