سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إرهابيون يسرقون بطاقات التعريف الوطنية لمواطنين من شبابيك الحالة المدنية بباتنة قصد استعمالها في شراء شرائح الهاتف النقّال لإجراء اتصالات بعيدا عن مراقبة مصالح الأمن
أفادت تصريحات إرهابيين ألقت عليهم مصالح الأمن القبض، قبل أشهر من الآن، في بعض مناطق ولاية باتنة؛ أن العناصر الإرهابية تكلف شبكات الدعم والإسناد التابعة لها، بالقيام بعمليات جمع بطاقات التعريف الوطنية لمواطنين عاديين بمختلف الطرق خاصة منها السرقة، والقيام بواسطتها بالإشتراك في مختلف شبكات الهاتف النقال، عن طريق اقتناء الشرائح الخاصة بذلك، وتقديم ملف الإشتراك باسم صاحب بطاقة التعريف المسروقة، وهذا قصد إجراء اتصالات هاتفية بين العناصر الإرهابية، بعيدا عن مراقبة مصالح الأمن التي تتمكن من وقت إلى آخر، من القبض على إرهابيين عن طريق اتصالاتهم الهاتفية، وفي حال تمكن مصالح الأمن من كشف تلك الاتصالات التي تتحدث عن إرهابيين وعن عمليات إرهابية، وعن كل ما يتعلق بهذه الجماعات، فإنه سيتم القبض على أصحاب بطاقات التعريف المسروقة، باعتبار أن الأرقام الهاتفية المستعملة، تم شرائهم ببطاقات تعريفهم المسروقة، ما يجعل العناصر الإرهابية في منأى عن الوقوع بين أيدي مصالح الأمن، وتعد شبابيك الحالة المدنية لمختلف بلديات الولاية خاصة منها الكبرى، المكان المفضّل لعناصر الدعم والإسناد، للقيام بهذه المهمات عن طريق سرقة بطاقات التعريف التي يضعها أصحابها أمام شبابيك الحالة المدنية، بغية استخراج بعض الوثائق الإدارية حسب ما جاء في قرار إحالة مجموعة إرهابية ، ويكون اختيار شبابيك الحالة المدنية للبلديات الكبرى، لأنها تعرف اكتظاظا من طرف المواطنين، وعادة ما يلجأ الراغبون في استخراج وثائقهم الإدارية من شهادات الميلاد والحالة المدنية والإقامة وغيرها، إلى وضع بطاقاتهم في شكل طوابير طويلة انتظارا للدور، وهي الفرصة التي يقتنصها أفراد شبكات الدعم والإسناد للقيام بسرقة ما تسنى لهم من بطاقات تعريف أو حتى رخص سياقة، وهو ما صرّح به المتهم " ع.ب " 37 سنة، المنحدر من بلدية مروانة، المتهم في قضية إرهابية سيحاكم من أجلها غدا الثلاثاء، الذي قال في تصريحاته لدى رجال الضبطية القضائية، أنه قام بسرقة ثلاث بطاقات تعريف وطنية من شباك الحالة المدنية لبلدية مروانة، بطلب من أحد عناصر كتيبة الموت، ليقوم بواسطة إحدى بطاقات التعريف لصاحبها "ر.ع"، بتكوين ملف تحصل من خلاله على رقم هاتف إحدى شبكات الهاتف النقال، الذي استعمله إرهابيون في اتصالات جرت بينهم، وحسب مصادر لها صلة بملف مكافحة الإرهاب، فإن ما تبقى من إرهابيين يسعون إلى الإستفادة من تكنولوجيا الإتصال الحديثة التي توفرها مختلف شبكات الهاتف النقال، بعيدا عن مراقبة مصالح الأمن، بعد أن شددت قوات الجيش ومختلف المصالح الأمنية، الخناق على بقايا التنظيم الإرهابي في ولاية باتنة، خاصة عبر المعابر والمسالك الجبلية التي كانت تتخذ معبرا للإرهابيين من منطقة إلى أخرى، لدرجة أصبحت فيها تلك التنقلات صعبة للغاية، وهو ما مكّن من وضع حد للقاءات التي كانت تجرى سابقا بين الإرهابيين للتخطيط، للقيام ببعض العمليات الإجرامية أو لإعادة ترتيب الأمور التنظيمية الخاصة بهذه العناصر الإرهابية، الأمر الذي حتم على بقايا التنظيم الإرهابي، إلى خلق سبل تواصل بينها، تكون بعيدة عن المراقبة الأمنية، عن طريق تسجيل اشتراكات الهاتف النقال بأسماء أصحاب بطاقات التعريف المسروقة. إلى ذلك؛ وأمام النزيف الحاد في صفوف الإرهابيين، فإن هؤلاء وبغية تدعيم صفوفها بعناصر، تلجأ إلى إجبار بعض الشباب على توفير أرقام هاتفية بأسمائهم الشخصية، حتى يتم توريطهم وبالتالي الإلتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية في الجبال، بعد أن يعلموا بأن مصالح الأمن تبحث عنهم، وهو ما جاء في تصريح ابن أحد الإرهابيين المقضي عليهم المدعو "ح.أ"، الذي تقدم إلى مصالح الأمن، مصرحا بأن الإرهابي "م.ب" اتصل به هاتفيا، وطلب منه إحضار نسخة من بطاقة تعريفه الوطنية، لشراء شريحة هاتف نقال.