للأسف هو نموذج لكثيرات فقدن أنوثتهن وتبخرت مع مبادئ أنشأنها لأنفسهن، والتي تنص على أن المرأة كالرجل تتحدى كل من يقف في وجهها، لاغيات بذلك قاعدة أن المرأة كلها عورة حتى صوتها العالي، فما بالك إن كانت تنتهج أساليب قد تغيب عن الرجل في مواقف الغضب، كما هو حال القضية التي عالجتها محكمة الجنح لمجلس قضاء العاصمة أمس، والتي اتهمت فيها ''ز.ياسمين'' التي تتجاوز 28 سنة والمتابعة بارتكابها جنحة الضرب والجرح مع التسبب في عاهة للضحية. حيث فصول القضية وحسب ما دار في الجلسة تعود إلى تاريخ أكتوبر 2009، بعد فسخ الضحية في قضية الحال خطوبتها ''ر''، الذي يعتبر جوهر النزاع بين الشابتين اللتين كانت تجمعهما صلة الصداقة، حيث وفي غضون أيام قليلة أعلن خطوبته على المتهمة في قضية الحال ما لم تتحمله ''فايزة''، أين ترصدت تحركاتها من بيتها الواقع في » لاڤلاسيار « والمحاذي لبيت ياسمين، إلى أن وصلت إلى السوق الشعبي لباش جراح، أين قامت بقص شعرها الذي كان يصل إلى حد الخصر، فجن جنون هذه الأخيرة وأمسكت بطنجرة كونها كانت أمام عربة لبيع الأواني المنزلية وضربت بها ''فايزة'' وأسقطتها أرضا وفورا ألقت الشرطة القبض عليها، وبعد التحقيق أكدت المتهمة أن فايزة هي من باشرت في الشجار، في حين أكدت فايزة وبعد أن سببت لها عجزا ل27 يوما وعاهة على مستوى الخد الأيسر وخياطتها ب13 غرزة، أكدت أمام هيئة المجلس أن ياسمين سبب انفاصلها عن خطيبها، حيث لم تحترم الصداقة التي جمعتها بها وطعنتها في ظهرها، كما أنها وبسبب ما سببته لها في وجهها حطمت مستقبلها، ما جعل النيابة العامة تلتمس عقوبة 10 سنوات حبسا في حق المتهمة، نظرا إلى الأضرار المادية والمعنوية التي سببتها للضحية، كما تطرق إلى نقطة أن المجتمع الجزائري صار يدق ناقوس الخطر لظاهرة استرجال النساء وافتقادهن لكل ما هو مرهف وعاطفي، وأن العقوبة التي يجب أن تسلط على أشباه النساء، عليها أن تكون عبرة لكل من تحاول التطرق إلى ذلك، كوننا في مجتمع إسلامي له طقوس، عادات وتقاليد خاصة، إلا أن محكمة الحال فضلت الفصل في القضية الأسبوع المقبل وإلى ذلك الحين تبقى ''ز.ياسمين'' وراء القضبان.