السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أختي نور، أتمنى أن تكوني بخير وجزاك الله كل خير على سعة صدرك للإستماع إلينا والصبر على معالجة نفوسنا أما بعد: الآن أشعر بالسعادة، لأني أكتب وأعبر عن كل ما في نفسي، لأني سأجد من يشاركني ويهون علي، وخصوصا أن هذا الأمر أجد فيه حرج كبير في البوح به لأي أحد. إن أكثر ما يزعجني في حياتي، هو القلق بشأن جمالي بشكل كبير، فأحزن كثيرا عندما يُعلق على خلقتي أحد علما أني إنسانة طبيعية، ولا يوجد بي أي إعاقة أو تشوهات، إلا أني حساسة من هذا الجانب، فقط كنت نحيفة جدا، مما جعلني أبحث عن المسمنات حتى زاد وزني، وزاد جمالي وكثر المادحون حولي، وفي حفل زواج أحد أقربائي لما رقصت انبهر الجميع وكثر المديح وقالوا أنها أجمل الحاضرات. أفرح كثيرا عندما أتذكر هذا الموقف، لكن بالرغم من ذلك شعوري بالنقص يزعجني كثيرا ويأسر أنشطتي وخروجي أيضا من المنزل، فأتهرب بعض الشيء من كثرة الزيارات لأني أخشى ألا أنال إعجاب الناس، لا أريد أن أركز اهتمامي على هذه الأمور، لكني أجده أمر خارج عن إرادتي ورغما عنّي للأسف. أهتم بلبسي كثيرا ومظهري أكثر، وحتى داخل البيت مع أهلي، أحب دائما أن أكون جميلة أمامهم، وكثيرا ما أضع مكياج ولو خفيفا، وأجد ذلك من أهم لوازمي. حتى أني في المناسبات، أرى الطويلة فأحزن على نفسي، والبيضاء فأعذب نفسي، وذات الجسم الجميل، وهكذا أشعر بالخزي وعدم الرضا على جمالي. أرى كثيرات من حولي، من اللواتي لا جمال لهن، مهما كان فأتعزى بذلك، لكني أحيانا أعود لأحزن وأقول لكن أنا ينقصني أشياء كثيرة، لست بيضاء لست طويلة عيوني ليست كبيرة وهكذا. أحيطك علما أنّي ذكية جدا، مما يسهل عليها التواصل مع الغير، مع أني تحسنت عما كنت عليه من قبل، لكني أبغي المزيد من التحسن، لذلك راسلتك عساني أجد لديك الحل انتظر الرد على أحر من الجمر، الممتنة لك مقدما. فوزية/ قسنطينة. الرد: حرص المرأة على نفسها وشكلها وجمالها، يعتبر من الأمور الطبيعية لكل أنثى، وهذا هو حال النساء منذ خلقهن الله تعالى، ولكن ما تقولينه لا يدخل ضمن الحرص الطبيعي، بل هو حرص مبالغ فيه كثيرا، فشخصية المرأة لا تكون فقط بجمال شكلها الخارجي، بل إن جمالها الحقيقي يكمن في أخلاقها وطهرها وعفافها وعقلها ورزانتها، وهذه أهم بكثير من الشكل الخارجي. من ناحية أخرى؛ لا تقلق المرأة على شكلها بهذه الصورة إلا عندما يكون ذلك تعبيرا عن مشكلة أخرى في نفسها، فقد تكون المشكلة خوف من الزواج أو عدم اطمئنان للمستقبل، وقد يكون غير ذلك. أنت محتاجة أن تتكلمي مع نفسك بصراحة وتعبري عن مخاوفك الحقيقية، وليس فقط قلقك على جمالك، فأنت بحاجة أن تسمحي لقلبك وعقلك أن يتكلم بحرية، لتعرفي المشاعر الدفينة، أو المخاوف التي قد لا تكون ظاهرة لك الآن، وهي السبب الحقيقي لمشكلتك. يمكن أن تقومي بذلك إذا كان عندك شخص تثقين به، بحيث تستطيعن أن تتحدثي معه في مثل هذه الأمور، وما أنصحك به، هو مقابلة مختص نفساني ليساعدك على تجاوز هذه الأزمة، ويجعلك تركزين على نقاط القوة والجمال في شخصيتك، وليس فقط على شكلك الخارجي، فأنت تحتاجين أن تحددي خطة لحياتك وتنفذيها، كما تريدين. أشعر أن بقلبك الكثير من الأمور التي تودين الحديث عنها، وأعرف أيضا أن ردي عليك قد لا يريحك تماما، كما أود أنا أو كما ترغبين أنت، لأن المسألة كما أراها تحتاج لجلسة خاصة، بحيث تتكلمين وتعبرين عما يجول بخاطرك، وهذا لا يمكن أن يتم إلا في مكان مجهز لمثل هذه الأمور، ومن الصعب عمل ذلك عبر أسلوب الرسالة عبر البريد، مثلما فعلت أنت، ثم الجواب عليها عبر الجريدة، مثلما فعلت أنا، اطمئني لأن وضعك قابل للعلاج ويمكن أن تتجاوزيه بسهولة وبسرعة أيضا، وسوف أكون بانتظار سماع الأخبار السعيدة منك إن شاء الله. ردت نور.