السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد. أنا فتاة من عائلة معروفة في التاسعة عشر من العمر، أدرس بالسنة الأولى جامعي لديا مشكلة أزعجتني وأقلقت راحتي تتمثل في الخوف، المفرط من كل شيئ! نعم فأنا خاف من كل شيئ حتى الأمور التي تبعث الشعور بالراحة والسعادة كالنجاح وسماع الأخبار السار، أجد نفسي أتلقاها بنوع من التحرز والخوف وعدم التقبل. والبداية كانت العام الماضي عندما تلقيت خبرا النجاح في الباكالوريا، أجهشت باكية خوفا من حدوث أي مكروه، فيعكر عليا حلاوة النجاح، وانتابني بعد ذلك الهواجس، ماذا لو ماتت والدتي وهي أعز إنسانة عندي؟ وماذا سيحدث لي بعدها؟ وكيف سيكون حالي، وعندما يشد تفكيري أبلغ درجة الحزن ويشتد بكائي، حيث أنسى أن ما أفكر فيه ليس حقيقيا، وهو أن يخرج من دائرة خيالي. أحيانا أتصور أني سأفقد سمعي أو بصري، وهذا ما يعجب الناس الذين أحبهم وأتمنى لهم الخير، وأمور أخرى أشعر بها حيث تولد في خيالي وتنموا لتتمخض في عقلي، وأشعر كأنها واقع أعيشه. لقد بدأت أكره نفسي، وهذا الأمر إنقلب علي بالسلب، خاصة حالتي النفسية التي أصبحت معكرة، فكيف أتخلص من هذا الحال؟ أم سأظل هكذا حتى أدخل عالم الجنون. الرد حبيبتي إن الحالة التي ذكرتها، مرضية تحتاج إلى علاج قد يطول، لأن الأسباب التي ينبعث منها هذا الخوف تكمن في أعماقك، وقد يستحيل أن يكشفها المريض بدون مساعدة الطبيب النفسي المختص، وذلك على مراحل تدريجية لعلها رواسب من الطفولة، تبقى في الذاكرة وقد تكون مشاعر سلبية متعلقة بتجارب مرضية لم تستوعبها طاقتك العاطفية بعد. فالأحاسيس المبهمة التي تنبع من الخيال لها صفات الأحلام، والأحلام تجد جذورها في العقل الباطن، هذا الأخير هو المستودع الذي يصب فيه نهر الذكريات منذ بداية الحياة، حتى تتوفر لديك فرصة لعرض حالتك على طبيب نفسي، أقترح عليك أنه كلما أصابتك مخاوفك هذه، عليك اللجوء إلى شخص قريب منك، فمثلا عندما تنتابك حالة البكاء، الناتجة عن خوفك، من وقوع المكروه لأمك، سارعي إليها واشرحي لها ما تخبئينه في صدرك، فمن خلال الحديث عن الظاهرة سوف تنكشف لك معانيها وأصولها، وقد يؤدي الحديث عنها، إلى الراحة نفسية مؤقتة، إستعيذي بالله من شر الشيطان، ولاتنسي أن زيارة الطبيب النفسي ليس عيبا وأنها في بعض الأحيان ضرورية للصحة والسلامة. ردت نور