بعدما وجد فريق شباب باتنة نفسه أمام ساعة الحقيقة وفي أخر محطة من منافسة السيدة الكأس، ها هو يراهن على العودة بها إلى عاصمة الأوراس وتقديم أحسن هدية في مشواره الرياضي بعدما ضاع منه هذا اللقب المرسم الرياضي 97 أمام اتحاد الجزائر أنذاك بهدف يتيم. لكن الشباب وبعد عودته هذا الموسم إلى حظيرة الكبار وخروجه من عنق الزجاجة سليما معافى في الأمتار الأخيرة من البطولة الوطنية بضمانه البقاء. يعول على صنع التألق وإنقاذ موسمه بإنجاز يعكس مدى سيطرة أبناء الأوراس على زمام المنافسة وإطاحتهم بأكبر وأعرق الأندية حتى تلك التي كانت تضع المنافسة ضمن أولوياتها من ذلك اتحاد البليدة، شبيبة القبائل ومولودية العاصمة رائد البطولة الوطنية الذي كان يبحث عن الثنائية. الشارع الباتني يعيش حمى الكأس لا حديث في الشارع الباتني هذه الأيام سوى عن كرة القدم وعما يفعله ''الشواية'' في منافسة السيدة الكأس بوصوله إلى المحطة الأخيرة التي سيواجه فيها الجار وفاق سطيف، وقد ضبط كل الباتنيين عقارب ساعاتهم على موعد المباراة التي تبقى نتيجتها حلما يراود كل سكان المنطقة وحتى الأوراس الكبير من باتنة إلى بسكرة، فأم البواقي وخنشلة وغيرها من المناطق الأخرى التي تأمل في رؤية السيدة الكأس تزور وتحط رحالها بعاصمة الأوراس لأول مرة في تاريخ المنافسة. هذا وفي جولة قادتنا الى بعض معاقل ''ليكابيست'' وجدنا الكل ينتظر الموعد بشغف كبير رغبة في الظفر باللقب الأول من نوعه للأندية الباتنية بعد فشل كل من مولودية باتنة سنة 90 أمام وفاق سطيف، و''الكاب'' سبع سنوات من بعد، هذا دون الحديث عن إهداره كذلك لكأس أول نوفمبر في نفس العشرية وكان ذلك أمام مولودية العاصمة. 200 حافلة لنقل الأنصار والقائمة مفتوحة خصصت إدارة الفريق لجنة الأنصار بالتنسيق مع بعض الجمعيات ولجان الأحياء أكثر من 100 حافلة لنقل أكبر عدد من المناصرين لمؤازرة أصحاب اللونين الأحمر والأزرق في هذا اللقاء الحاسم، حيث يتوقع المتتبعون حضور أكثر من 800 ''شواي'' بملعب 5 جويلية الأولمبي، هذا دون احتساب أولئك الذين سيتنقلون بسياراتهم وإمكانياتهم الخاصة، هذه الأعداد الهائلة من شأنها منح شحن إضافي لرفقاء القائد عريبي سليم للوقوف في وجه النسر الأسود السطايفي. وقد عمدت إدارة النادي ولجنة الأنصار منذ مطلع هذا الأسبوع إلى فتح التسجيلات للمناصرين وضبط قوائم المتوجهين إلى العاصمة قصد التحكم في سيرورة عملية توافد الأنصار وبالمرة تفادي أي انزلاق قد يحدث. ولو أن كل الأمور التنظيمية قد ضبطت على كل المستويات خصوصا بالعاصمة أين سيتم استقبال الوفد الباتني. الكل حاضر وكاب الغائب الأكبر أهم ما يميز هذه المواجه هو دخول تشكيلة مصطفى بسكري بتعداد مكتمل عدا غياب المهاجم أمين كاب الذي عاقب نفسه بنفسه في آخر خرجة للشباب أمام جمعية الخروب حينما تحصل على الإنذار الثالث الذي حرمه اتوماتيكيا من لعب المقابلة الموالية والتي لسوء حظه كانت نهائي كأس الجمهورية. وقد بدا اللاعب متأثرا ومتحسرا بهذا الغياب الذي قد يحرمه من معايشة ومقاسمة رفقائه نشوة الفوز إن حدث ذلك ومصافحة رئيس الجمهورية. وكانت ربما الورقة الثالثة التي أشهرها الحكم في وجه اللاعب قد أخلطت أوراقه رغم تحذيرات مدربه، وهو ما افقد زملاءه لذة وشهية التأهل الى النهائي وكذا ضمان البقاء ضمن حظيرة الكبار. الوالي يدعم الفريق ويقيم حفلا على شرفه هذا ومن المرتقب أن يستقبل والي ولاية باتنة عبد القادر بوعزقي عشية تنقل تشكيلة ''الكاب'' الذي سيكون سفيرا للولاية إلى العاصمة لملاقاة الوفاق السطافي في النهائي، لتبليغهم دعمه ومساندته لرفقاء بابوش. وتشجيعهم على بذل قصار جهدهم للعودة بالسيدة الكأس إلى عاصمة الأوراس التي تبقى بحاجة إلى مثل هذه الانجازات التي تنقص سجل الفريق الباتني. وكان والي الولاية غداة اقتطاع النادي لورقة التأهل إلى النهائي على حساب شبيبة القبائل قد أثنى على المجهودات والأداء المميز لأشبال بسكري خلال المشوار المقدم في المنافسة، حيث طالب رفقاء أمير بورحلي بضرورة جعل الكأس شاوية. وهو الدعم المعنوي الذي قد يزيد من عزيمة ''الشواية'' في أداء مقابلة في المستوى وإهداء المنطقة أول لقب في تاريخ المنافسة. ''الكأس في متناولنا وسطيف لا تخيفنا'' أكد مدرب ''الكاب'' مصطفى بسكري في تصريح خص به ''النهار'' أمس، أن أشباله على أتم الاستعداد لهذه المواجهة التي تعد حسبه مقابلة العمر والموسم بالنسبة لكل عناصر التشكيلة بمن في ذلك بعض اللاعبين الذين يريدون إنهاء الموسم بتتويج. وقال بسكري أن فريقه لن يتنقل الى العاصمة في ثوب الضحية أو للنزهة وإنما من أجل فرض كلمته وأداء المقابلة بكل عزيمة وإرادة، لأن كل اللاعبين سيدخلون بقوة ودون مركب نقص ناهيك عن رغبتهم في إظهار إمكانياتهم وقدراتهم الفنية خصوصا أمام فريق من العيار الثقيل أين سيكونون تحت الأنظار.