تمكنت القوات الخاصة للجيش الوطني الشعبي في عملية نوعية، من القضاء على إرهابي خطير بمنطقة زكري التابعة لولاية بجاية، استرجعت على إثرها سلاح كلاشينكوف ومسدس، ونقلت مصادر موثوقة ل"النهار"؛ أن العملية التي تقودها هيئة القوات الخاصة، تعد الأكبر من نوعها منذ مدة، حيث تحاصر قوات الجيش الوطني الشعبي قيادة الجماعة السلفية للدعوة والقتال الناشطة تحت إمرة أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، حيث يقود العملية ضباط في الجيش، بمساعدة معلومات يوفرها لهم "تائبون" من التنظيم، سلموا أنفسهم للسلطات. وأكدت المراجع أن زعيم التنظيم الإرهابي يتواجد ضمن القيادة المحاصرة بأعالي منطقة زكري، إذ لا يستبعد متتبعون أن تكون هذه آخر فرصة لقيادات التنظيم الإرهابي لتسليم أنفسهم إلى مصالح الأمن أو القضاء عليها من قبل قوات الجيش، التي خصصت معدات هامة لإنجاح هذه العملية الهامة. وكان متتبعون يعتقدون أن قيادات التنظيم الإرهابي تتواجد بأعالي أدغال تيزي وزو، غير أن الضغط المشدّد الذي مارسته قوات الأمن المشتركة على المنطقة، جعلت هذه العناصر تحاول الفرار إلى منطقة أكثر أمنا، لتفادي مواجهة مصالح الأمن، في ظل الإفلاس المادي والبشري، غير أن تفطّن قوات الأمن وتجربتها الميدانية حالت دون ذلك، إذ نجحت في تطويقها من كافة النواحي بمنطقة زكري ببجاية، أين ينتظر أن تقود قوات الجيش هجمات قوية مستعملة المعدات الثقيلة لدحر بقايا التنظيم الإرهابي، وكان دروكدال قد أمر بقاياه بالتوجه ناحية الصحراء، لإقامة قاعدة خلفية لنشاطه، في ظل وجود دعم للعصابات الإجرامية بمنطقة السّاحل الصحراوي، حيث ينشط كل من زعيم تنظيم القاعدة بالصحراء، مختار بلمختار المدعو الأعور والمكنى خالد أبو العباس، وعبد الحميد أبو زيد "حمادو عبادة"، في الإتجار بالسياح الأجانب، وترويج المخدرات، باعتبار المنطقة ملاذا آمنا يضمن الإستمرارية، بعد أن أصبحت المادة الرمادية للتنظيم، تنشط وتتواجد بشكل مكثف بهذه المنطقة الصحراوية، في ظل غياب تهديد أمني أو محاربة من قبل دول المنطقة. ولفت متتبعون أن عدد العناصر الإرهابية المتمركزة في منطقة الساحل، بلغ 200 إرهابي، من عناصر المادة الرمادية للتنظيم الإرهابي، المكلفة بتقديم الدعم المادي للتنظيم الإرهابي بالشمال، من خلال ريع أموال الفديات التي يتم جنيها من عمليات اختطاف السياح الأجانب، علاوة على الأموال التي يتم جنيها من العمليات الإجرامية، بالتنسيق مع عصابات الإجرام بمنطقة الساحل الصحراوي، على امتداد شمال مالي والحدود المتاخمة لموريتانيا، بوركينافاسو والنيجر، وعلى هذا الأساس، وجهت قيادات الإستخبارات وأركان دول المنطقة، وكذا قيادات قوات الأمن بالمنطقة، جل اهتمامهم إلى الساحل الصحراوي، من أجل التوصل إلى حل نهائي، يمكّن من القضاء على هذا التنظيم. وكانت وحدات خاصة تابعة للجيش، قد نجحت في عديد المرات في محاصرة أمير التنظيم الإرهابي بأعالي أدغال تيزي وزو، غير أنها لم تنجح في القضاء عليه.