أنا شابة في ال 22 من عمري، منذ أربع سنوات خلت تعرفت على شاب ووقتها كنت ما أزال أدرس في ومن فرط تعلقي به أهملت دراستي، رغم أني كنت متفوقة نجيبة وكان أملي كان النجاح فجأة، كل هذه الأحلام تبخرت ليصبح تفكيري مُنصبا على حلم واحد عشت على نبضاته سنوات من الزمن، وهو متى سيتقدم حبيبي لخطبتي؟! وعلى حلاوته خسرت نفسي ودراستي ومستقبلي ومن أجل تجسيده على أرضية الواقع رضيت بالذل وقبلت أن أعمل كخادمة في البيوت، بعد أن كنت أحلم بأن أكون شخصية مرموقة في المجتمع هذا لأن حبيبي طلب مني أن أتعاون معه لبناء عشنا المستقبلي.. كنت أشقى وأكِّد كل يوم وأضع راتبي في يده لأنه أوهمني بأنه في صدّد بناء بيت الزوجية.. لأن ثقتي فيه كانت عمياء وحبي له كان فوق الخيال صدقته ولم أشك أبدا في نبل أخلاقه وسلامة نواياه، إلى أن جاء ذلك اليوم الذي صحوت فيه على مفاجأة رهيبة صدمتني وجمّدت الدم في عروقي وهي أن حبيبي الأول والأخير يتأهب لخطبة قريبتي، وقتها طلبت لقاءه وحدثته في الموضوع، حينها أجابني بجفاء وبرود منقطعي النظير "كنت تظنين أني سأتزوج بامرأة مثلك. إنهرت ولم أجد كلاما أقوله سوى أني طالبته بمالي، وقتها مد يده وضربني ثم رحل! تصوري، أن فعلته أرقدتني الفراش، وبعد أن بدأت أتعافى سمعت بخبر خطوبته، إنهرت مُجددا وأقدمت على شرب لاسيدلأقتل نفسي وأتخلص من عذابي، ولكني لسوء حظي لم أمت وبقيت في المستشفى أتعذب حتى شفيت وعدت إلى مأساتي، والآن أنا جسد بلا روح، يئست من الحياة وأرغب في الموت. صدقيني لقد بذلت مجهودات للعودة لحياتي ولكن فشلت، كل محاولاتي راحت سدى، أرجوك لا تتخلي عني، ساعديني فأنا في أمس الحاجة إلى عونك. وهيبة/ مستغانم الرد: عزيزتي، صحيح إن ما مرّ عليك يهد الجبال ويرهق القلوب ويهدم النفوس، ولكن هذا لا يعني أبدا الإستسلام لليأس والقنوط، بل عليك أن تواجهي مرارة ذلك الواقع وتسعين بكل الطرق لمواجهته والتعايش معه، ولا يمكنك الوصول إلى هذه النقطة إلا إذا كانت لديك مرجعية دينية وإيمانا قويا، وهذا لا يمكن أن يتأتى لك إلا إذا جددت عهدك مع الله وسعيت للتقرب من جلاله، بكل الطرق ووسائل الالتزامات الروحية والشرعية، التي يجب أن تقومي بها على أكمل وجه كالحفاظ على الصلاة، والإكثار من الذكر والإستغفار والدعاء وطرق كل أبواب ونوافذ الخير والبر والصلاح. عزيزتي، علاوة على كل هذا، أريدك أن تدركي أنك ارتكبت خطئا فادحا لما رهنت نفسك ومستقبلك وحياتك بإنسان لا تربطك به علاقة شرعية، كان عليك أن تضغطي عليه ليحدد وضعه معك، وقتها تشرعين في عمليات التضحية التي قمت بها، ولكن أنت تنازلت حتى خسرت كل شيء. عزيزتي، أرجو أن تكوني استفدت من هذه التجربة القاسية وأتمنى أن تكون كذلك عبرة للفتيات اللواتي في مثل سنك، حتى لا يقعن في الهفوات والأخطاء التي ارتكبتها. يجب أن تكوني قوية ولا تدعي الشيطان يتلاعب بك أكثر من هذا ويجرك للأفكار السوداء، التي ستزيد في تعقيد موقفك، إذن دعي عنك كل هذا واحتسبي أمرك لله واسترجعي ثقتك في نفسك، وعودي للحياة على أسس صحيحة ومبادىء سامية، توكلي على الله واستعيني به وهو أكيد سيفتح لك أبواب الفرج والفرح. ردت نور