أنا سيدة في الثلاثين من العمر، نشأت في أسرة مستقرة، وكانت طلباتي مجابة، كوني الابنة الوحيدة بين إخوتي، ولم أكن أعاني من أية مشاكل حتى أنهيت دراستي الجامعية، عندما كنت في زيارة لإحدى صديقاتي، فالتقيت شقيقها مصادفة، رأيته لأول مرة، وكان لقاء عادياً وبسيطا لأفاجأ بعد أسبوع بها، تخبرني أن شقيقها معجب بي وبأخلاقي، وأنه يريد التحدث معي، لكني اعتذرت لها إلا أنها أقسمت لي بأن نيته حسنة وأنه يريد التعرف بهدف الزواج. لقد ترددت كثيرا عند هذا الكلام، ولكل إنسان لحظات احتياج وضعف، خصوصا أنني كنت في هذه الفترة أعاني من فراغ كبير، وفتحت له قلبي، فباح هو لي بكل شيء، عن حياته لمست منه خلال تلك المحادثات الصدق والعفة، حيث تقدم لخطبتي، وتم عقد القران، وبعد ذلك تعرفت عليه أكثر فأكثر. أحسست بحب جارف نحوه، كنت سعيدة ونحن نعد كل شيء، حفل زواجنا كان رائعا، سافرنا لقضاء أسبوع العسل وعدت لأنشغل بأمور البيت، ومرت الأشهر، أحسست أن مشاعري بدأت تتغير، اكتشفت أنه لم يكن ذلك الرجل الذي كنت ولازلت أحلم به، شعر هو بتغير مشاعري نحوه، فكان يبررها بالتعب والإرهاق، طلبت منه أن أذهب عند أهلي، فسمح لي قائلا إنها فرصة لتغيير الجو، لكن في قرارة نفسي كنت أجد في ذلك، فرصة لأختبر أحاسيسي ومشاعري نحوه، فأين هذه المشاعر والأحاسيس، لا لهفة، ولا اشتياق، اكتشفت أنني أعيش في وهم اسمه الحب، حتى عندما عدت من إلى البيت شعرت بفتور نحوه، لم أعد أستطيع الاهتمام به كعادتي. كبرت الفجوة بيننا، لم أعد أشعر بأنه زوجي، حاولت أن أحبه، لكني لم أشعر بأية عاطفة نحوه، علما أن الجميع يرون عكس ذلك ويستشهدون بسعادتي الزوجية، لكنهم لا يرون ما بداخل قلبي، لا أنكر أنه طيب القلب، ويثق بي ويحبني ويحترمني، ويحترم أهلي وأهله يحبونني وكأنني ابنتهم تماما، بصراحة لم أعد أنام الليل، لقد تغيرت كثيرا، لدرجة لم أعد أطيق نفسي، لا أعرف كيف أصارحه بحقيقة مشاعري نحوه فماذا أفعل؟ فلة / القل الرد: هكذا نحن يا عزيزتي نزهد فيما نملك، ونتمنى ما لا نملك، وما تملكه اليد تزهده النفس، ولو أن هذا الرجل خدعك وعذبك، أو خانك، أو أساء معاملتك لهمت به حبا وشوقا. سيدتي، لقد توفرت لك شروط الزواج السعيد، لكنك ستهدمين هذا الزواج بسهولة وأوهام، والحقيقة الغائبة عنك هي أنك حصلت على كل شيء بسهولة، وما نحصل عليه بسهولة نفرط فيه بسهولة أيضا. اعلمي أن الحب ليس كل شيء، وإنما هناك الأهم منه وهو الاحترام وحسن العشرة، عزيزتي، احمدي الله تعالى أن منحك هذا الزوج الصالح، وحاولي أن تنجبي طفلا يربط بينكما، لأن هذا من شأنه أن يعمق العلاقة، ويمهد أمامكما طريق السعادة. ردت نور