السلام عليكم وبعد: أعاني هذه الأيام من قلق وهواجس تؤرقني، وذلك لأنّي رأيت في هاتف زوجي صورة امرأة شبه عارية، والسؤال الذي أريد له جوابا، لماذا يحتفظ بهذه الصور؟ علما أنّه ملتزم ومستقيم، فلو أنّه غير ذلك لكان أهون. أعلمك يا سيدتي نور؛ أنّي لم أقصر معه في تحقيق كل رغباته الحسية والجسدية، لقد شككت في نفسي قلت لابد أنني لم أملأ عينيه، مما جعلني أبحث له عن عذر، ولكن هذا القلق يعاودني، لأنّي حساسة جدا وأحب زوجي لأبعد الحدود، لا أريد مثل هذه التفاهات أن تنال منّي، ماذا أفعل حيال ذلك؟ أحيطك علما أنّه يرفض المواجهة إزاء أي موضوع يتعلق بحياتنا، فكيف يمكن أن أمرر له بأن أمر كهذا يضايقني، ولكنني لا أعرف كيف أتصرف، أريد أن أقضي على هذه الحساسية الزائدة، لكنّي لم أستطع، وحتى لا أطيل عليك أطلب منك الآتي: كيف أجعله يترك عنه هذه الحركات، التي قد ستكون عاقبتها وخيمة، وكيف أقضي على الحساسية والأوهام الشديدة التي قد تدمر حياتي الزوجية وأنا لا أعلم. ياسمينة/ عين البنيان الرد: سيدتي الفاضلة؛ أحييك على ثقتك وعلى غيرتك، أما بالنسبة لمشكلتك فهي ذات شقين: الشق الأول: كيفية تنبيه زوجك إلى خطورة تصرفاته فيما يتعلق بالتهاون في النظر إلى صور النساء المتبرجات أو شبة العاريات، وامتلاك بعض منها في الهاتف، فيمكنك ذلك من خلال الطرق والأساليب غير المباشرة، مثل إسماعه بعض الخطب التي تظهر خطورة ذلك على النفس والدين والعلاقات الزوجية والإجتماعية، أو إهدائه بعض الكتب أو الكتيبات التي تظهر ذلك، وأيضا من خلال بعض أحاديثك غير المباشرة عن بعض الحوادث في الماضي والحاضر على سبيل التلميح غير المباشر، وكذلك من خلال المقربين إليه جدا، الذين يستطيعون التأثير عليه، ومن خلال جلساتك في أوقات تكونان فيها في حالة نفسية مهيأة لذلك من حيث الهدوء والإستقرار والإنسجام، ومن خلال محاولاتك الجادة للتقرب إليه والتقارب معه ومع نفسيته، وقد يكون الأمر هو نوع من التهاون وعدم الوعي والإنسياق لمثل هذه الأمور دون وعي. الشق الثاني: وهو مرتبط بالأول؛ فأنصحك بعد القيام بما سبق ألا تدعي مثل هذا الأمر يفسد عليك حياتك، وحاولي أن تقنعي نفسك بأن كل إنسان، خاصة في مرحلة معينة وظروف معينة يخطئ، وليس هناك من هو معصوم من الخطأ، وإنما عليك مساعدته ومساعدة نفسك على تجاوز هذا الأمر، والتخلص من عواقبه بطرق سلسة مقنعة، وألا تحمليه أكثر مما ينبغي، حتى لا يدمر العلاقة بينكما، وأن تحاولي اجتذابه إلى مزيد من الإيمان والتقرب إلى الله، بشتى الطرق والأساليب المحببة، فالحسنات يذهبن السيئات، وكذلك ادعي الله له بالهداية في السر والعلن. إن الهداية بأمر الله وتوفيقه، وحاولي أن تشغلي نفسك بأمور الصالحات والأشياء الطيبة التي تساعدك في حياتك وتقربك إلى زوجك، وتحببي إليه بشتى الطرق والأساليب الممكنة من حسن المظهر والتلطف والهدايا وكذلك بالتقارب النفسي معه وفهم نفسيته وشخصيته أكثر. وأنا أقول لك؛ تأكدي أن زوجك يحبك بالفعل وأنها مجرد سحابة ستزول إن شاء الله، وما عليك إلا العمل بجد واتخاذ الأسباب لمعالجة ذلك، ومنها ما اقترحته عليك. وفقك الله ومنحك السكينة والهدوء واستقرار النفس والسعادة الزوجية والتوافق بينكما. ردت نور.