السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سهيلة من تلمسان في الثامنة والعشرين من العمر.لا أعرف من أين أبدأ، مشكلتي بدأت بعد تخرجي من الجامعة، كنت مثل أي فتاة تحلم بالزّواج و العمل وإذا بكل الأبواب موصدة أمامي، والفشل يحيط بي من كل جانب، عندما يقترحني أي من أقاربي كزوجة لأي شاب، كل ما يحدث أن يرفضني ذلك الشاب، علما أنّني على قدر من الجمال والذّكاء وهذا بشهادة من هم حولي، حدث هذا الموقف مع أربع عرسان، في كل مرة يأتي الرفض من الطرف الآخر، ونفس الوضع في الوظائف ومسابقات الدّراسات العليا، الفشل و الرّفض دائما حليفي يا سيدة نور، ولا أعرف ماذا أفعل، أمنيتي العمل في مجال تخصصي الترجمة؛ لكنّي أخشى ذلك لأنّي لست متمكنة من اللّغة العربية. سيدتي لا أريد أن أكون ساخطة على الوضع، لكن قدرتي على التّحمل أوشكت على الإنتهاء و لا أعلم أين الخطأ، أربع سنوات على هذا المنوال، في كل مرة أمنّى نفسي بأمل، وإذا بي أصاب بالخيبة والحسرة، أنا يا سيدتي حبيسة المنزل، لا أخرج إلا للضرورة، والدي رجل ملتزم جدا لا يعطيني الحرية في الخروج، فالطريق الوحيد لتفريج الكبت والوحدة، الزواج أو الحصول على العمل. ما تعرضت له في الفترة السابقة، أثّر بالسّلب على حالتي النّفسية، فأنا أعاني من عدم التّركيز والنّسيان والتّشتت الذهني، بالإضافة إلى الحزن الداخلي والبكاء، أعلمك أنّي أقضي معظم أوقاتي في مساعدة أمي وفي القراءة، فهي الشّيء الوحيد الذي يهون علي، كذلك قراءة القرآن والكتب الدينية. سهيلة/ تلمسان الرد: عند التأمل في مشكلتك لاحظت ما يلي: أنت فتاة ملتزمة وهذه نعمة عظيمة، تمتلكين ذكاء يفتقده الكثير من النّاس، ولديك جمال الشكل والأخلاق، كما أنّك حريصة على السّعادة والطمأنينة وثقتك بنفسك جيدة، وتمتلكين مهارات لغوية ممتازة، لديك قدر من التفاؤل يحتاج للمزيد. وعليه أنصحك بالتالي: - مشكلتك مرتبطة بطريقة تفكيرك، فغيري من طريقة التّفكير وسيتحسّن السّلوك والإنفعال. - أحسني الظّن بالله ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء). - اعلمي أن الإبتلاء سنة الله في الحياة. - الصّبر والاحتساب والدّعاء لله. - فكّري في الموجود واتركي المفقود، فالموجود مثل التّدين والجمال والصّحة، والمفقود حاليا مثل الزّواج والعمل، فما تركّزين عليه يزداد فقدانه. - ثقي فيما عند الله، كما تثقين بقدرتك على النطق ابتعدي عن الأفكار التشاؤمية، فهي تدمر الطاقة الإنسانية. وبعد ذلك عاودي الإتصال بي إن لم تكن النتيجة إيجابية وفقك الله. ردت نور