لم تمر هزيمة ''الخضر'' أول أمس بملعب دبلن في العاصمة الإرلندية أمام المنتخب المحلي بثلاثية كاملة مرور الكرام على الجماهير الجزائرية التي كانت هذه النتيجة بمثابة الصدمة الكبيرة للعديد منهم كونهم كانوا ينتظرون نتيجة أفضل من تلك المحققة أمام المنتخب الإرلندي. حيث جعلت هذه النتيجة الشك يتسرب مرة أخرى إلى قلوب ومحبي محاربي الصحراء في قدرة فريقهم على البروز والتألق في مونديال جنوب إفريقيا خاصة أن الوقت غير كافٍ ولا يفصلنا عن دخول المنافسة الرسمية سوى 12 يوما فقط. هذا وقد عبرت معظم الجماهير الجزائرية التي صادفناها عن تذمرها الكبير من النتيجة المحققة والتي كانت ثقيلة جدا وغير مقبولة خاصة أنها الثانية من نوعها في ظرف ثلاثة أشهر، بعد هزيمة صربيا بملعب خمسة جويلية ليبقى تذمر الجزائريين أكثر وكبير من أداء زملاء زياني في مواجهة أول أمس والذي كان حسب الآراء التي رصدناها مخيبا تماما لكل الآمال التي كانت معلقة في غياب خطة لعب محكمة، حيث طغى على لعب أشبال سعدان اللعب العشوائي دون تنظيم مسبق والدليل غياب الانسجام بين الخطوط الثلاثة ما جعل الاستغراب والتشاؤم يطغى على مختلف أنصار ''الخضر'' خاصة أنه لا يفصلنا سوى أيام معدودات عن دخول غمار المونديال. الدفاع ثقيل.. شاوشي بنفس الأخطاء وبلعيد ذكرنا بمنيري أبرز نقطة لاقت استياء مناصري كتيبة محاربي الصحراء هو خط الدفاع الذي كان الأسوأ خلال هذه المواجهة، حيث ظهر غياب كل من عنتر يحيى والماجيك بوڤرة واضحا جدا في ظل الأداء الكارثي للمدافع الجديد للنخبة الوطنية بلعيد والذي كان خارج إطار المباراة ولم يلق أداؤه استحسان معظم الجماهير الجزائرية، حيث خيب كل الآمال التي كانت معلقة عليه لتعويض غياب الماجيك أو عنتر يحيى في حال حدوث أي طارئ، حيث شبهه بعض أنصار ''الخضر'' بالمدافع الدولي السابق منيري خاصة من حيث بنيته المورفولوجية التي تتسم بالثقل وأخطائه القاتلة، بالمقابل لم يتقبل أنصار ''الخضر'' الأخطاء الجسيمة للحارس فوزي شاوشي الذي ورغم أن الجميع أشاد بإمكانياته الكبيرة ودوره الكبير في تفادي ''الخضر'' لهزيمة نكراء إلا أن الجميع لم يتقبل معاودة حارس وفاق سطيف لنفس الأخطاء السابقة خاصة عدم تقديره الجيد للخروج لإلتقاط الكرات خاصة في لقطة الهدف الثاني والتي ذكرت الجمهور الجزائري بمباراة ملاوي الافتتاحية ضمن كأس إفريقيا الماضية. ليبقى الحكم على حارس سلافيا مبولحي سابقا لأوانه كونه حسب أراء مناصري ''الخضر'' لم يمنح له الوقت الكافي لإبراز قدراته ماعدا عدم صده لضربة الجزاء والتي تبقى معيار غير كافي للحكم عليه. حليش قلب الأسد.. مصباح المفاجأة السارة وقديورة أحسن في وسط الميدان يبقى قلب دفاع المنتخب الوطني رفيق حليش يحظى بنفس المكانة في قلوب الجزائريين الذين استقبلوا عودته إلى التشكيلة الأساسية لمحاربي الصحراء أول أمس بصدر رحب، خاصة أن أداءه كان مقبولا ولقي استحسان معظم الجماهير التي أكدت بأن حليش برفقة بوڤرة وعنتر سيكون أحسن بكثير بالمقابل لقي الأداء الكبير لمدافع ليتشي الإيطالي جمال مصباح استحسانا كبيرا من طرف الجماهير الجزائرية التي اعتبرته المفاجأة السارة في موقعة دبلن، حيث أبان عن إمكانيات كبيرة في الدفاع وكذلك الهجوم وشكل رفقة بلحاج قوة كبيرة ل''الخضر'' من الجهة اليسرى على عكس الجهة اليمنى التي تبقى نقطة الخلل الكبيرة في المنتخب الوطني كون توظيف لاعب ولفرهامتون عدلان قديورة لم يأت بالجديد حيث ورغم إقرار الجميع بالإمكانيات الكبيرة لهذا اللاعب لكنهم بالمقابل أكدوا بأن ''الخضر'' بإمكانهم الاستفادة أكثر من إمكانيات هذا اللاعب في وسط الميدان. منصوري كالعادة ولحسن ويبدة في المونديال ضروري وكعادته، لم يكن قائد كتيبة محاربي الصحراء يزيد منصوري في مستوى طموحات الجماهير الجزائرية التي كانت تتمنى أن يكون حافز المونديال فائدة كبيرة لهذا اللاعب من أجل تحسين مستواه، حيث أبدت معظم الجماهير امتعاضها من أداء منصوري الذي كان ظلا لنفسه طيلة المباراة وزاد من قلة الانسجام بين الدفاع والهجوم حيث يبقى حسب معظم أنصار ''الخضر'' غير مرغوب فيه في تشكيلة محاربي الصحراء، عكس زميله لحسن الذي نال رضا محبي كتيبة محاربي الصحراء الذين أكدوا بأن إقحامه بجانب يبدة سيعطي أكثر قوة لوسط ميدان المنتخب الوطني. زياني مايسترو كالعادة.. بودبوز يعد بالكثير وعبدون لم تمنح له الفرصة من خلال استجوابنا لأنصار ''الخضر''، لمسنا لديهم نوعا من الارتياح للآداء لاعب فولفسبورغ الألماني كريم زياني الذي يبقى القلب النابض لكتيبة المدرب رابح سعدان بدون منازع، حيث كان بشهادة الجميع أحسن لاعب في التشكيلة الوطنية خلال المواجهة الودية أول أمس ضد المنتخب الإرلندي ما يعكس أن اللاعب تحدى نقص المنافسة وتجاوز مشاكله مع ناديه ولما يتعلق الأمر ب''الخضر'' فإن زياني لن يخيب آمال كل الجزائريين الذين تعلقوا به كثيرا، بالمقابل ورغم أن دخوله كان متأخرا إلا أن الوجه الجديد في النخبة الوطنية رياض بودوبوز أثبت أنه لاعب موهوب ومن طينة الكبار ويعد بمستقبل باهر مع ''الخضر'' خلال مونديال جنوب إفريقيا، حيث كانت الدقائق التي لعبها متوسط ميدان نادي سوشو الفرنسي كافية جدا لمعظم محاربي الصحراء على أن هذا اللاعب يعد مكسب كبير للمنتخب الوطني في السنوات القادمة، ليبقى استياء الأنصار كبير جدا من اختيارات الناخب الوطني خاصة فيما يخص ورقة مهاجم نادي نانت الفرنسي جمال عبدون الذي يدخله سعدان دائما في وقت تكون الأمور قد حسمت بثلاثية مثلما حدث مع المنتخب المصري، ومنتخب صربيا رغم أن دخوله في كل مرة كان يعطي الرظافة ويحرك آلة ''الخضر''، حيث أعربت الجماهير عن أملها في أن تعطى الفرصة اللازمة لهذا اللاعب مستقبلا قصد تفجير طاقاته الكبيرة على غرار قادير الذي لم تكن الفرصة مواتية للحكم عليه. الهجوم كارثة وغزال لم يتغير لم تكن المواجهة الودية للنخبة الوطنية أول أمس ضد منتخب إرلندا معادلة جديدة لأنصار ''الخضر'' لإزالة مخاوفهم من المشكل الحقيقي الذي تعاني منه التشكيلة الوطنية، وهو عقم الهجوم، حيث كانت الخيبة كبيرة مرة أخرى لدى الجماهير الجزائرية التي تأكدت للمرة الألف أن ''الخضر'' بحاجة كبيرة لتدعيم نوعي في هذا الخط الحساس معيبين على الناخب الوطني عدم تدعيم هذا الخط والاكتفاء فقط بثلاثة مهاجمين فقط وهم جبور الذي كان غائبا عن العمل خلال مواجهة أول أمس، صايفي الذي كان دخوله متأخرا وغزال الكارثة الحقيقية في هجوم ''الخضر'' الذي لم يعد على الإطلاق يحظى بثقة الجماهير الجزائرية التي كانت تتمنى أن يعود بقوة ويحسن من آدائه لكن آداء غزال يبقى دائما محدودا، ثقيلا جدا، يركض في كل مكان ودون أية فائدة تذكر. الأمل يبقى في عودة المصابين ومطالبة سعدان بالإبتعاد عن الأحاسيس آراء أنصار ''الخضر'' التي رصدناها مباشرة بعد نهاية مواجهة المنتخب الوطني بنظيره الإرلندي كانت في مجملها متشائمة حول مستقبل المنتخب خلال مونديال جنوب إفريقيا، بالنظر إلى الأخطاء الكبيرة والفادحة المسجلة خلال موقعة دبلن، إلا أن الآمال تبقى دائما معلقة على عودة الركائز الأساسية في صورة بوڤرة، عنتر يحيى، مطمور ويبدة حيث يأمل الجميع أن يكون هؤلاء جاهزين للمونديال لان وزنهم كبير في التشكيلة وغيابهم عن ''الخضر'' معناه الكارثة. الجماهير الجزائرية طالبت بالمقابل الناخب الوطني رابح سعدان أن يكون في مستوى طموحات الشعب الجزائري والأمة العربية بصفة عامة خاصة من حيث وضع النقاط على الحروف مع المجموعة والابتعاد عن الأحاسيس في وضع التشكيلة الأساسية لأن الأسماء معروفة والجميع يدرك أن التشكيلة الأساسية للخضر واضحة وضوح الشمس.