الحراك الشعبي يتطور إلى رفض استقبال أعضاء الحكومة في كل الولايات مئات المواطنين يحاصرون وزير الطاقة داخل مطار تبسة الوزير عرقاب بقي محتجزا داخل المطار 3 ساعات كاملة قبل تهريبه على متن مركبة تابعة لفرقة BRI الاحتجاجات الرافضة للزيارة أجبرت الوزير ومرافقيه على «الفرار» عبر مسلك ترابي شهدت، أمس، ولاية تبسة حدثا استثنائيا خلال زيارة رسمية لوزير الطاقة، محمد عرقاب، الذي كان من المفروض أن يدشن ويعاين عددا من المشاريع التابعة لقطاعه. في كل من بلديات صفصاف الوسرى والماء الأبيض وبئر الذهب، إلا أن الزيارة تم إنهاؤها قبل أن تبدأ على مستوى مطار الشيخ العربي التبسي. وقد تنقل مئات المواطنين منذ الصباح الباكر، وذلك بعد رواج خبر الزيارة، ليلة أول أمس، عبر مواقع التواصل الاجتماعي على رأسها «فايسبوك». وتجمهروا على مستوى المداخل الثلاثة للمطار، حاملين معهم شعارات تنديدية بالزيارة والحكومة، وكل رموز النظام المغضوب عليهم، ورددوا هتافات رافضة للزيارة. مبدين إصرارا على عدم السماح للوزير والوفد المرافق له من الخروج، من خلال التأكيد على أنهم سينامون في المداخل وفي الطريق حتى يمنعوا أي محاولة للتنقل ومغادرة المطار. وهو ما حدث فعلا، حيث حاول على مدار ساعة من الزمن ممثلو السلطات المحلية رفقة مصالح الأمن والدرك الوطنيين تسهيل مهمة ممثل الحكومة في تنفيذ مهمة الزيارة. إلا أنهم فشلوا ولم ينجحوا أمام إصرار المواطنين الذين كانوا في حالة غضب وغليان مع المحافظة على سلمية وقفتهم، وبعد بقاء المركبات في رحلة مد وجزر داخل المطار،. اضطر الجميع إلى العودة مرة أخرى والجلوس داخل القاعة الشرفية، وبعد قرابة ساعتين اتفق الوزير مع ممثلي السلطات المحلية انطلاقا من المعطيات الأمنية المتوفرة. خاصة بعد قيام مواطني البلدية المعنية بالزيارة بتنظيم حركات احتجاجية موازية أمام المشاريع ورفضهم للحضور، بالإعلان عن إلغاء الزيارة وإنهائها. وبعد بقاء الجميع في حالة انتظار وترقب واستمرار وقفات المواطنين الذين كان من بينهم عشرات، الطلبة الجامعيين. تم إخراج الوزير عرقاب لوحده ونقله على متن مركبة تابعة لفرقة البحث والتدخل للشرطة، إضافة إلى مركبة أخرى على متنها ممثلو السلطات المحلية، على رأسهم الوالي. ومركبة ثالثة على متنها عضو مجلس الأمة ورئيس المجلس الشعبي الولائي، وتم سلوك طريق ترابي غير معبد من الجهة الخلفية للمطار. باتجاه طريق الكويف المؤدي إلى المركز الحدودي محمود قنز، إلا أنه وبعد السير كيلومترات عديدة، اعترضت طريقهم الكثير من الصعوبات بسبب وجود الأودية. ليعود مرة أخرى باتجاه معاكس نحو بلدية بولحاف الدير، وبعد محاولات وسير في طريق مهترئة توجد بجانبها العديد من الأودية والبرك التي تحتوي على المياه القذرة. تمكنوا أخيرا من المرور، ليبقى بعدها كامل الوفد الذي جاء من العاصمة وبعض ممثلي السلطات المحلية على غرار رئيس المجلس الشعبي البلدي ورئيس الدائرة والطاقم الصحافي داخلا. حيث تم منع خروج المركبات التي يتواجدون على متنها من طرف المحتجين لأكثر من ساعتين، وكمحاولة من الوزير رغم ما يحمله الأمر من تحايل على الواقع وتغليطا للرأي العام. توقف أمام أحد المشاريع التي توجد في إقليم بلدية بئر الذهب وبقيت هناك مدة من الزمن إلى غاية وصول طاقم التلفزيون العمومي الذي كان هو الآخر محتجزا داخل المطار. حيث أدلى بتصريح صحافي على أساس أنه أنجز الزيارة على أتم وجه، قبل أن يتم نقله مرة أخرى إلى ولاية قسنطينة، كل ذلك موازاة مع استمرار حالة الرفض والغضب من طرف المواطنين. الذين اعتبروا مجيء الوزير التابع لحكومة لا يعترفون بشرعيتها، هو استفزازا لهم وللحراك الشعبي السلمي ومحاولة لفرض الأمر الواقع.