ابدى رئيس حزب طلائع الحريات، على بن فليس رأيه في الحوار الذي دعا إليه الفريق قايد صالح خلال كلمته امس بولاية بسكرة. وقال بن فليس في بيان له :”مما لا شك فيه و لا نزاع أو خلاف حوله أن الحوار يمثل جوهر العمل السياسي المسؤول والبناء. كما يشكل أيضا الوسيلة المفضلة التي يتوجب توظيفها في حل الأزمات؛ إن حتمية الحوار فكرة و قناعة يتقاسمها الجميع و لا أحد يشك في ضرورتها القصوى و طابعها الاستعجالي المطلق في وجه الأزمة ذات الخطورة الاستثنائية التي يعيشها بلدنا. و عليه فإن رهان الساعة المفصلي يكمن في تفعيل هذا الحوار بتهيئة كل الظروف الملائمة لحسن صيرورته و نجاعته و نجاحه. فما هو جلي كل الجلاء أن بلدنا يواجه أزمة سياسية و دستورية ومؤسساتية. لكن ما هو أكثر جلاء وخطورة يتبين في الانسداد الكامل الذي يعترض سبيل البحث عن حل الأزمة. ومن هذا المنظور فإن أولوية الأولويات في هذه الساعات الحرجة تكمن في تجاوز هذا الانسداد وفسح المجال لتوافق حول مضمون هذا الحل. إن هذا الانسداد واضح المعالم و الأركان، فهو نتاج تعارض عميق و تباعد صريح بين مسار مبني على أساس تطبيق حرفي و حصري للمادة 102 من الدستور والمطالب المشروعة المعبر عنها من طرف الثورة الديمقراطية السلمية التي يعيشها البلد. في هذا السياق فإن ما يكتسي الصبغة الاستعجالية المطلقة هو العمل الحثيث على تجاوز التعارض والتباعد هذا بين المسار المتبع راهنا والتطلعات الشعبية الملحة. واختتم بن فليس بيانه بالقول: مجمل القول أنه يتوجب على كل حوار هادف وواعد وموجه نحو البحث عن حل فعلي وسريع للأزمة أن يتخذ موضوعا محوريا وعلة وجود من سد هذا التعارض و التباعد. و عليه فإن حوارا بهذه الميزات والمواصفات يقتضى مخاطبين ذوي المصداقية والثقة كما يتطلب وضع أطره الدقيقة و رسم أهدافه المتوخاة و تشخيصها بكل وضوح.