تشهد الإقامات الجامعية بالجلفة، هذه الأيام، حالة فوضى، داخل المطاعم التي أضحت تنعدم فيها أدنى شروط النظافة، خاصة وأن الوجبات الغذائية المقدمة رديئة. وحسبما تؤكده العديد من التقارير الطلابية، أصبح الشجار الكلامي حول وجبة الإفطار والسحور، هو عنوان مسلسل غير جديد، يروي ما يحدث من كوارث في الإقامات. خاصة و أنها تزامنت مع الأيام الأولى لشهر رمضان الكريم، و فترة الإمتحانات التي انطلقت خلال هذا الشهر الفضيل. ما أدى بكثير من الطلبة و الطلبات إلى هجرة إقامتهم و اللجوء إلى مطاعم الرحمة و عابري السبيل، في غياب للرقابة من قبل مسؤولي الإقامات الجامعية. هذا و كشف تقرير التنظيم الطلابي الذي تحوز “النهار”، على نسخة منه، أن كل من الاقامات الجامعية للبنات “شنوف لخضر” و “قرود أم الخير” و “مصيطفى امباركة”، تقدم وجبات باردة، باعتبار أن الأطباق المقدمة لهم، أحيانا ما تكون غير مطهوة جيدة، وخالية من أي ذوق. في ظل غياب المياه الصالحة للشرب، فضلا على الغياب التام أيضا لمادة الحليب، الذي يعد الأساسي في مائدة الإفطار، علاوة على أن الطالبات المقيمات بهذه الأحياء، يقفن لساعات طويلة في طوابير غير منتهية. الأمر الذي خلق تذمرا من أجل الحصول على وجبة إفطار باردة تغيب فيها النوعية و الذوق. و حسبما أوضح عدد من الطلبة ل “النهار”، فإن العديد من الطالبات أضحت تقفن على ظاهرة التشاجر اليومي، أثناء وجبة الإفطار، حيث أصيبت قبل أيام عدد من الطالبات بإغماءات. والسبب الطوابير اللامتناهية التي تمتد لمسافات طويلة داخل الطابور، فضلا عن مشاكل جمة على غرار نقص التغذية، و انعدام الماء، و غياب شروط النظافة، كما تعيش الإقامات الجامعية للذكور هي الأخرى، على غرار “شقرة بن لصالح” و “قويسم محمد للذكور” وضعية أقل من يقال أنها مزرية. حيث تشهد مطاعمها فوضى عارمة وتلاسن يومي للحصول على وجبة الإفطار و السحور التي أضحت لا تسمن ولا تغني. مع العلم أن بعض الطلبة لم يتحصلوا في كثير من الأحيان على وجبة الإفطار، ما أدى بهم إلى التوجه إلى “بيوت الرحمة”، خاصة مع الخروج المبكر للعمال و ترك الطلبة في الطابور. يحدث هذا كله، بعد أن أقر الديوان العام للخدمات الجامعية، على مجانية خدمة توفير وجبة “الإفطار و السحور”، ودفع مبلغ رمزي مقابل الوجبات المقدمة. لكن مسؤولي هذه الإقامات الجامعية ضربوا هذه التعليمات عرض الحائط وأصبحت الخدمة مقترنة بكل ما هو رديء وغير صحي.