تجاوزت الجماهير الجزائرية الصدمة التي تلقتها إثر إقصاء المنتخب الوطني من نهائيات كأس العالم المقامة حاليا بجنوب إفريقيا، وهذا بعد الهزيمة على يد المنتخب الأمريكي الأربعاء الماضي، بهدف دون مقابل، رغم أن الحلم الذي راود كل جزائري وعربي كان قريبا جدا، ولعل من أهم الأسباب التي جعلت الجماهير الجزائرية تتجاوز هذه الصدمة أو بالأحرى تتقبل خروج الخضر من الدور الأول، هو إقصاء أكبر المنتخبات العالمية من هذا العرس الكروي العالمي، على غرار منتخبي فرنسا وإيطاليا اللذين خرجا من الباب الضيق بدون أي فوز في المونديال. وبالأخص منتخب الأزوري حامل اللقب في الدورة السابقة والمرشح الأول لاعتلاء منصة التتويج والحفاظ على لقبه، و لكنه خرج من الدور الأول ودون تمكنه من الفوز في أي مباراة من المباريات الثلاث التي خاضها، وإنما اكتفى بتعادلين وهزيمة، والأمر نفسه مع المنتخب الفرنسي المدجج بالنجوم التي تلعب في أكبر النوادي الأوروبية على غرار ريبيري، هنري، إيفرا وأنيلكا وغيرهم عجز هو الآخر في التأهل إلى الدور الثاني، رغم أن مجموعته كانت أسهل بكثير من المجموعة التي تواجد فيها الخضر، إضافة إلى منتخب كوت ايفوار المنتخب الإفريقي الذي كان المرشّح الأول ليشرف الكرة الإفريقية والتأهل إلى الدور الثاني، ولعل النّتائج التي حقّقها منتخب المحاربين في المونديال، تعتبر إيجابية إلى حد كبير، وهذا حسب المناصر الجزائري الذي فكّر قليلا بعد أكثر من 48 ساعة عن الإقصاء، وبعد استيقاظه من الحلم الذي راوده منذ سنوات عدة، فقد تمكن المنتخب الجزائري من الوقوف الند للند للمنتخب الإنجليزي القوي والمرشح لافتكاك التاج العالمي للمرة الثانية في تاريخه، وأسال العرق البارد لروني وزملائه الذين انبهروا بالمستوى الراقي الذي قدمه مبولحي وزملائه في مباراة اعتبرها كل المتتبعين الأقوى من جملة مباريات الدور الأول، فالجزائري أصبح مقتنعا أن المنتخب بلاده خرج مع الكبار في الدور الأول للمونديال، وهو لايقل شيئا عن الآزوري أو الديكة وحتى الفيلة الإيفوارية. ''ماناش خير من إيطاليا، فرنسا والدانمارك على الورق....ولكن '' صحيح أن المنتخب الوطني لم يحقّق ما حققه الجيل الذهبي في مونديال المكسيك 82، ولم يسجل أي هدف في المونديال، إلا أن الجماهير الجزائرية فخورة بالأداء الذي قدمه أبناء الجزائر، وبعد خروج أكبر المنتخبات من المونديال الأسمر، أصبح شعار الجماهير الجزائرية :''ماناش خير من إيطاليا، فرنسا والدنمارك''، هذه المنتخبات التي تملك تاريخا عريقا في هذه المنافسة، خروج إيطاليا و فرنسا كان عزاء كل الشعب الجزائري، بعد خيبة الأمل التي أصابته بنهاية الحلم الجميل الذي بدا من ملحمة أم درمان بقذفة عنتر يحيى القوية وتجمع الجماهير الجزائرية على أن خروج الخضر من الدور الأول للمونديال ليس بالنكسة، وأن وصولهم إلى النهائيات في حد ذاته يعتبر إنجازا تاريخيا، على اعتبار أن الجزائر غابت لربع قرن عن كاس العالم. ''الخضر قدّموا أداء بطوليا يبقى التاريخ يشهد عليه.... هذا عزائنا وإلى جانب خروج أكبر المنتخبات في المونديال من الدور الأول، فإن عزاء الجزائريين الأكبر هو الأداء البطولي والراقي للاعبين في المباريات الثلاثة، وخاصة المباراة الثانية أمام المنتخب الإنجليزي، فيكفي أن بوڤرة استطاع أن يوقف النجم الإنجليزي روني الذي عجز في الوصول إلى مرمى الحارس مبولحي، كما لقنوهم درسا في كرة القدم الجميلة والروح الجماعية، فرغم خيبة الأمل إلا أنه لا يلتقي مشجعان إلا و كان حديثهما إيجابيا وأن المنتخب الجزائري خرج مع الكبار، وأنه استطاع الوقوف الند للند في وجه المنتخب الإنجليزي القوي، وأن الحظ لم يحالفه بدليل تسجيل عليه الأهداف في الدقائق الأخيرة من مبارتي سلوفينيا وأمريكا، رغم تقديم الخضر مستوى جيد في المواجهتين، وحتى وإن كان المناصر أو المشجع الجزائري يغضب ويصاب بخيبة أمل بعد أي هزيمة يتلقاها المنتخب الوطني سواء في المونديال أو في أي منافسة دولية أخرى، إلا أنه يبقى دائما وفيا لمنتخب بلده ودائما إلى جانبه ودائما يبقى يردد أن الجزائر مع الكبار، حتى وإن خرجت من الدور الأول من المونديال.