أعلن دبلوماسيون في باماكو أن ليبيا تمكنت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء من إجراء اتصال مع خاطفي النمساويين اللذين خطفهما تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" في تونس في 22 فيفري وقال دبلوماسي مقيم في العاصمة المالية باماكو طلب عدم كشف اسمه لوكالة الأنباء الفرنسية "علمت للتو أن ليبيا تمكنت من خلال وسطاء من إجراء اتصال مع الخاطفين" وأوضح أن "المفاوضات ستستمر" وان "الرهينتين في صحة جيدة". لكن مصدر على صلة بالملف قال ل "النهار"، مساء أمس، أن الاتصال تم على الأرجح بواسطة قبائل عرب التوارق "البرابيش" واستبعد أن يكون الاتصال قد تم بشكل مباشر مع الخاطفين لعدة اعتبارات أن الاتصالات تتم في كل مرة من طرف الخاطفين وفي أوقات محددة. وجاءت هذه المعلومات لتأكيد ما أوردته "النهار" قبل يومين من أن السلطات النمساوية قد طلبت رسميا من ليبيا يد المساعدة في إيجاد مخرج سلمي لقضية الرهينتين النمساويتين فولغانغ ابنر51 عاما واندريا كلويبر 44 عاما المحتجزين شمال مالي بمنطقة غير بعيدة عن الحدود مع الجزائر. وشاركت ليبيا بزعامة العقيد معمر القذافي الذي يتمتع بنفوذ كبير في كل منطقة الساحل، بقوة في الإفراج عن رهائن ماليين ونيجيريين محتجزين بيد متمردي الطوارق. وفي تشرين أكتوبر 2006، تم الإفراج عن ايطاليين احتجزتهما مجموعة متمردة، بعد 53 يوما من احتجازهما في النيجر بفضل وساطة ليبية. وبحسب مصادر مقربة من الملف، فان مؤسسة القذافي مكلفة بقضية الرهينتين النمسويين. وهذه المؤسسة الخيرية التي يديرها إبن الزعيم الليبي، سيف الإسلام القذافي، تعلن أن هدفها هو الدفاع عن حقوق الإنسان. وقد تدخلت في حل عدد كبير من قضايا خطف رهائن في السنوات الأخيرة. وكانت "مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية" التي يقودها ابن العقيد الليبي معمر القذافي قد شاركت بطلب من السلطات النمساوية والألمانية في أوت 2003 في نجاح المفاوضات مع مجموعة الخاطفين التابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة "عبد الرزاق البارا" بقصد تحرير 34 سائحا أوربيا تعرضوا للاختطاف وهذا مقابل فدية بقيمة 6.5 مليون أورو دفعتها مؤسسة القذافي التي شاركت في هذه المفاوضات.