اهتزت بلدية تين زاوتين وبالتحديد منطقة "لوغات" التي تبعد عنها بنحو 40 كلم، بإقليم ولاية تمنراست، على وقع مواجهات عنيفة بين قوات الدرك الوطني والحرس البلدي، ضد مجموعة إرهابية تنشط في منطقة الساحل، وتمكنت من التوغل داخل التراب الجزائري. أسفرت المواجهات الدامية التي هزت المنطقة، عن استشهاد 11 من أعوان الدرك والحرس البلدي، وفقدان المرشد الذي يعرف المنطقة في ظروف غامضة، بينما نقل أحد الجرحى إلى المستشفى لتلقي العلاج وسط حالة من الصدمة، بسبب هول الإعتداء وصفته المباغتة. وحسب مصادر محلية؛ فإن الإرهابيين نصبوا كمينا لقوات الدرك الوطني المصاحبة لعناصر الحرس البلدي في منطقة معزولة تقع بين بلدية تين زاوتين وعين قزام، على الحدود المالية النيجيرية الجزائرية وقد خلف تبادل إطلاق النار بين الطرفين، استشهاد 11 عنصرا من أعوان الأمن، منهم 8 شهداء في صفوف الدرك الوطني و3 من الحرس البلدي، نقلوا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة، إضافة إلى نقل الناجي الوحيد من عناصر الدرك الوطني إلى مستشفى تين زاوتين لتلقي العلاج، فيما اختطف "واغي بدع"، وهو دليل مختص في المسالك الصحراوية بالمنطقة، من طرف المجموعة الإرهابية. وأكدت مصادر "النهار" استيلاء العناصر الإرهابية على سيارتين رباعيتي الدفع، تابعة للدرك الوطني، أين يرجح استعمالهم لأسلحة ثقيلة على غرار "اربيجي"، بسبب الأضرار البليغة التي لحقت بجثث الشهداء، فيما أكدت فرار الإرهابيين إلى الأراضي المالية. و قد أكدت مصادر موثوقة ل "النهار"؛ خروج فرقة دعم كبيرة من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي والدرك الوطني ومواطنين من ولاية تمنراست، باتجاه بلدية تين زاوتين والحدود المالية، قصد تتبع آثار الإرهابيين الفارين والقبض عليهم واسترجاع المرشد المختطف الذي يعتبر من أندر المختصين بطرقات المنطقة، خصوصا منها الصحراوية، المتواجدين بالمنطقة، والذي تعتمد عليه مصالح الأمن في خرجاتها الميدانية، سواء لملاحقة الإرهابيين أو عصابات التّهريب التي تنشط عبر الحدود الجنوبية. عملية انتقامية على إحباط محاولات خطف السياح الأجانب جاء الإعتداء الذي استهدف قوات الدرك الوطني بعد نجاح مصالح الأمن في الفترة الأخيرة، من إحكام السيطرة على خلايا التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في منطقة تمنراست وإليزي، بتوقيف أزيد من 30 عنصرا ناشطا ضمن التنظيم الإرهابي الذي فشل في محاولة تنفيذ عمليات اختطاف ضد السياح الأجانب. ولاحظ محللون أن الإعتداء الذي انطلق من تراب دولة مالي وبالتحديد من منطقة "قاو"، جاء لمحاولة فك الخناق على التنظيم الإرهابي الذي نجحت قوات الجيش الوطني الشعبي في عزل خلاياه المتواجدة عبر التراب الجزائري، عن المجموعة المتواجدة فوق التراب المالي، مما خلق متاعب كبيرة للتنظيم الإرهابي، خاصة على مستوى العمليات الميدانية. ويعتبر هذا الإعتداء الأهم الذي يستهدف قوات الدرك الوطني منذ مجزرة المنصورة، التي راح ضحيتها في جوان 2009 أزيد من 19 دركيا، استشهدوا خلال تأديتهم مهامهم المتمثلة في تأمين العاملين في الطريق شرق غرب بولاية برج بوعريريج، وهي العملية التي راهن التنظيم الإرهابي للترويج لها عبر الإنترنيت، لكن مصالح الأمن نجحت في حجز تسجيلات الفيديو وعزلت بذلك خلايا التجنيد ضمن التنظيم الإرهابي.