بعد مرور 48 ساعة من الحادثة التي هزت مدينة تمنراست، وخلفت استشهاد 11 فردا من صفوف الدرك الوطني والحرس البلدي، ''النهار'' في منزل واغي بادة بن سيد اعمر؛ الدليل المختطف إلى حد الساعة من طرف الجماعة الإرهابية التي كانت وراء العملية. واغي باده ابن سيد اعمر المولود بتمنراست في 1950 متقاعد من الجيش سنة 2000، تم إدماجه كدليل في صفوف الدرك الوطني، من أجل استعمال خبرته ومعرفته بكل مسالك المنطقة المتشعبة خصوصا منها تلك التي يسلكها المهربون و الإرهابيون في الصحراء الجزائرية وحتى المالية والنيجيرية، تحديدا في منطقة تين زاوتين على الحدود المالية.شقيق المختطف واغي وفي تصريح خاص ل''النهار'' وعلى الرغم من أنه لا زال تحت تأثير الحادثة أكد أن شقيقه معروف باستقامته وليست له أية علاقات مشبوهة، مؤكدا أنه لم يتلق يوما تهديدا من طرف أية جهة أو يخير بين العمل تحت لواء المصالح الأمنية أو الإنضمام إلى الجماعات الإرهابية التي لا تربطه بها أية علاقة من أي نوع، وأكد أنه وعلى الرغم من انتمائنا لعائلة فقيرة ولا دخل لنا في الصراعات والمشاكل، إلا أننا عائلة وطنية وتدفع الغالي والنفيس من أجل الجزائر، فأنا وأخي أيضا ننتمي إلى مؤسسة الحرس البلدي. وأشار ذات المتحدث؛ إلى أن الحادثة نزلت على أفراد العائلة والقبيلة كالصاعقة، الأمرالذي تسبّب في تعرض والدة ''باده'' المعوقة والمولودة في 1930، بعد سماعها خبر الإختطاف إلى حالة إغماء استدعت نقلها على جناح السرعة إلى المستشفى لتلقي العلاج.الوالدة وأثناء تقرب ''النهار'' منها؛ أكدت قبولها للواقع وإيمانها بالقضاء والقدر، وأن ابنها فداء للوطن مناشدة رئيس الجمهورية شخصيا التدخل، من أجل استرجاع ابنها المتزوج من امراتين وأب ل 3 أبناء منهم فتاة وحيدة، كما أن له 18 حفيدا ينتظرون رجوعه إلى المنزل بفارغ الصبر.الأخ الأكبر ''بوشة''؛ أكد أنه حسب بعض الأقاويل غير المؤكدة، أن شقيقه المختطف أصيب أثناء العملية وحاول الفرار، إلاّ أن الجماعة الإرهابية تتبعت آثاره ونقلته على متن السيارة إلى جهة مجهولة، مرجحا أن تكون هذه العملية المقصود الوحيد منها، هو شقيقه قصد الإستفادة من خبرته في مجال المسالك والمعابر الصحراوية التي يستغلونها في عمليات التهريب و تموين الجماعات الإرهابية بمختلف المناطق.البيت العائلي بمنطقة قطع الوادي عرف منذ أن شاع خبر الإختطاف، توافد العشرات من أفراد العائلة و القبيلة، أين وجدنا أعدادا كبيرة من المواطنين من مختلف مناطق الولاية، وحتى الولايات المجاورة مثل إيليزي، ورڤلة وأدرار وعدد من القادمين من المناطق البعيدة بالولاية والمتاخمة للحدود، إضافة إلى أن رنين الهواتف لم يتوقف بين من يسأل عن الجديد أو يحاول الإدلاء بمعلومات عن المختطف.وينتمي ''باده'' المختطف إلى قبيلة جزائرية تارڤية تسمى'' تاقهنفيس''، والتي أكد ممثل عن أعيانها دعوتهم الحكومة للتدخل، من أجل استرجاع ابنهم واتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها تسهيل المهمة، فيما لمح عزم أفراد القبيلة والمواطنين على استعمال كل الطرق لاسترجاع ابنهم بالتعاون مع السلطات الأمنية والمدنية، أين قال الكل يعرف مكان تلك الجماعات الإرهابية في مالي، ونحن و أبناؤنا لن نتجاوز السلطات أو القوانين، إنما نبحث عن الدعم وتكثيف الجهود لضمان استرجاع ''بادة'' في صحة وعافية إلى أحضان عائلته ووالدته. حالة من الإستنفار يعرفها محيط منزل المختطف و جميع مناطق الولاية، رجالا و نساءا تجندوا جميعهم للبحث عن ''بادة''.''ع.ف''سيدة مقيمة في تمنراست من ولاية تيارت و على الرغم من أن لا علاقة تربطها بالأسرة، أكدت قائلة:'' عمي واغي أعرفه منذ أكثر من 5سنوات، وهو رجل خيّر ويحترمه الكبير والصغير في قطع الوادي، ونحن جميعا نستنكرهذه التصرفات و المحاولات لهز أمن المنطقة، ونطالب بعودة عمي واغي إلى أبنائه على قيد الحياة''. العائلة التي لم تخف تأثرها بالحادثة وغياب الأخ ''بادة''؛ أكدت أن سكان حي قطع الوادي والعائلة و القبيلة، لن تسكت عن هذه الجريمة التي راح ضحيتها 8 من رجال الدرك و 3 من الحرس البلدي عدد كبير منهم كثيرا ما تردّدون على منزل ''بادة''العائلي، وتربطهم بجميع أفراد العائلة علاقة أخوية طيبة، أين أكدّ الجميع أنّهم سيقفون بالمرصاد للجماعات الإرهابية.واغي باده قضى أكثر من 35سنة في الجيش، حيث تقاعد في سنة 2000، واختار الإستمرار في مهماته من أجل حماية هذا الوطن، قالت إحدى حفيداته بلغة تارڤية سليمة'' اباء مايقاء''؛ ومعناها أين أبي وهو الوالد و الأخ والأب لكل العائلة.أحد أفراد العائلة ''واغي بوشة''، قال نحن مستعدون للمساهمة من أجل القضاء على الإرهاب و سنحرر إبننا.الأمر الذي طرح علامات استفهام حول إمكانية خروج أفراد العائلة والقبيلة للبحث عن مكان اختطاف ''بادة''، خصوصا أن الجميع مطلعون على مسالك المنطقة وعارفون بها، ولديهم معلومات عن مكان تواجد الجماعات الإرهابية بالأراضي المالية، على غرار'' تيغارغار''، أين طالب جمع من المواطنين والشباب بتسهيل الإجراءات و تذليل العقبات أمامهم وتمكينهم من القضاء على الإرهاب واسترجاع ابنهم ''بادة''وجميع المختطفين ومن غرّر بهم. عائلات وقبائل الأهقار تتحدى الإرهابيين في تمنراست عبّرت العديد من القبائل وعائلات الأهقار عن تضامنها مع عائلة ''واغي باده''، المختطف من طرف الجماعات الإرهابية و طالبت بالإفراج عنه.وأكد الأعيان وزعماء القبائل أنّهم لن تغمض لهم عين إلا بعد عودة الرجل والأب والأخ يعمل كمرشد لجهاز الدرك الوطني مؤكدين تجندهم من أجل استرجاعه حتى خارج الأطر الرسمية لو استدعت الضرورة، تكرارا لسيناريو ما حدث الأشهر الماضية في منطقة القبائل، عندما تجند الموطنون من أجل استرجاع أحد أبنائهم من تيزي وزو.مصدر أمني أكد ل''النهار'' أن جميع القوات مجندة للبحث عن المختطف، مدعمة بالمواطنين الذين أبدوا تجاوبا كبيرا للمساعدة وتقديم كافة المعلومات للأجهزة الأمنية، وهو الأمر الذي من شأنه تذليل كافة الصعوبات والإسراع في عملية الإفراج عن المختطف.