بعد أيام قليلة من إقصاء الجزائر من المونديال هاهي العروض تتهاطل على لاعبي الخضر من شتى الفرق في أحسن البطولات العالمية من اجل الانضمام إلى صفوفها ،ليفربول ،ارسنال ،بوردو، مرسيليا ،شتوتغارت،وحتى برشلونة و غيرها من الفرق أصبحت تتسابق من اجل الحصول على اللاعبين الجزائريين الذين ربما لم يحلموا يوما بالوصول إلى هذا المستوى و لولا مشاركتهم مع المنتخب الوطني الجزائري التي رفعتهم و ساعدتهم على فرض إمكانياتهم و الحصول على فرصة مجارات الكبار لما عرفهم احد بعد ان كانوا يلعبون بالدرجات الدنيا في البطولة الفرنسية و البلجيكية. فالمنتخب الوطني هو الذي يصنع اللاعبين وليس العكس .و كما يبدو أن اللعب للمنتخب الوطني الجزائري قد أصبح اليوم حلم جميع اللاعبين المغتربين في كل البطولات العالمية لتمثيل الألوان الوطنية طبعا و للبروز في الساحة الدولية من جهة و أيضا من اجل الاستفادة من امتيازات اللاعب الدولي للإمضاء في اكبر الأندية العالمية. ناصري،مريم،بن زيمة ... ندموا على تضييع الفرصة والعنصرية تقضي عليهم بعد أن كان في وقت من الأوقات لاعبون مثل مريم،ناصري، بنزيمة و حتى إبراهيم حمداني و على بن عربية يتحاشون و يتهربون من حمل الألوان الوطنية و يفضلون تمثيل منتخب الديكة لكي يصنعوا لنفسهم أسماء في الكرة العالمية و كل منهم يريد أن يكون زيدان الثاني و يبني لنفسه مجدا في الملاعب الأوروبية ،أعلن بعض هؤلاء ندمهم على عدم اللعب للخضر على غرار ناصري الذي بكا بحرقة عندما رأي جميع عائلته وأصدقائه يهتفون بحياة بوقرة و زياني رغم انه هو أيضا ساهم في تأهل الديوك إلى المونديال و أعلن صراحة انه كان يريد أن يكون احد هؤلاء و هو الشيئ نفسه الذي حدث مع مهاجم ريال مدريد كريم بنزيمة عقب الفوز التاريخي الذي حققه رفاق عنتر يحي في ملحمة أم درمان السودانية حيث خرج جميع الجزائريين في كل البقاع ابتهاجا بجيل جديد من اللاعبين سيكون لهم شان كبير مستقبلا نالوا رضا امة بكاملها و خرجوا من ظلمات الدرجات الدنيا الفرنسية إلى أنوار البندسليغا الألمانية و الدوري الانجليزي الممتاز بفضل حملهم الألوان منتخب المليون و نصف المليون شهيد. من أندية متواضعة في الدرجات الدنيا إلى اعرق الأندية العالمية و إذا القينا نظرة خاطفة على سوق انتقالات اللاعبين في أوروبا فنجد بعض اللاعبين الجزائريين الذين يصنعون الحدث في الأندية الأوروبية التي تتصارع على ضمهم فبلحاج يلهث ورائه لازيو روما و ويستهام و مانشيستر سيتي وقبله كان برشلونة و نادي روما الايطالي ،و مجيد بوقرة مدافع رانجيرز يسيل لعاب ليفربول ،ارسنال و هامبورغ بينما اللاعب الشاب رياض بودبوز قريب جدا من ارسنال أو مرسيليا بينما يوجد حسان يبدا ضمن اهتمامات جوفتوس و ارسنال و كل اللاعبين الذين شاركوا في المونديال و حتى قبله في تشكيلة الناخب الوطني رابح سعدان صنع لهم المنتخب الوطني مجدا لم يتصوروه يوما و جعل أسمائهم تتداول في أقوى الأندية الأوروبية و أعرقها بعد أن كانوا قبل سنوات قليلة لاشيء على خريطة الكرة العالمية فإذا عدنا إلى سنوات قليلة مضت لم يكن احد يسمع بالمدافع مجيد بوقرة الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثانية الفرنسية ثم الانجليزية و كذالك الحال بالنسبة لنذير بلحاج الذي كان في أندية مغمورة في فرنسا رفقة كريم زياني و عنتر يحي و كذالك رفيق حليش الذي كان ينشط في نصر حسين داي و بفضل المنتخب أصبح الآن مطلوبا في الدوري الانجليزي الممتاز و كذالك الدوري الألماني ،فهؤلاء اللاعبون الذين قدموا كل ما لديهم من إمكانيات لخدمة المنتخب الوطني و إسعاد الجماهير الجزائرية كافئهم إخلاصهم للخضر منذ سنوات عديدة بإيصالهم إلى أعلى هرم الكرة العالمية لينافسوا نجوم الكرة الذين كانوا يشاهدونهم في التلفاز فقط .و رغم أن لا احد ينكر إمكانياتهم الكبيرة التي تسمح لهم دون شك في اللعب في أقوى الفرق إلا أن المنتخب الوطني هو الذي فتح لهم أبواب العالمية و فضله لا ينسى على هؤلاء اللاعبين. المنتخب الوطني أصبح يسيل لعاب جميع اللاعبين المغتربين و على الفاف اغتنام الفرصة و دون شك لن يمر تألق لاعبي الخضر في المونديال و تهافت الأندية العالمية على خدماتهم دون التأثير على الجيل الجديد من اللاعبين خاصة الذين ينشطون في المنتخبات الدنيا الأوروبية حيث أصبح هؤلاء يتمنون اللعب في صفوف الخضر و أصبح جميع اللاعبين الجزائريين الشباب داخل الوطن و خارجه يريدون السير على خطا بوقرة،زياني ،مغني ،يبدة و غيرهم بعدما كانوا يحلمون بزيدان خاصة بعدما حدث لبنزيمة ، ناصري و مريم الذين لم يستطيعوا إبراز إمكانياتهم في فرنسا بسبب العنصرية فالجميع حفظوا الدرس و الكرة الآن في مرمى الفاف التي يجب عليها الإسراع في استعادة أبناء الجزائر الذين يمكن استعادتهم خاصة في خط الهجوم على غرار فغولي لاعب فالنسيا و تافر،بلفوضيل،غزال، و محامحة رباعي ليون بالإضافة إلى عمراني مهاجم مرسيليا و براهيمي من ريين و غيرهم من المواهب التي يجب الاستثمار في إمكانياتها جيدا لضمان نتائج أفضل للخضر و هذا قبل فوات الأوان و وصولهم إلى المنتخب الفرنسي الأول الذي دون شك سيسعى لعدم تكرار ما حدث مع يبدا ،مغني و آخرون خاصة مع الوضعية الكارثية التي يمر بها الديوك. ''نحن هنا في باريس وليس الجزائر''... موجة العنصرية في فرنسا قد تخدم المنتخب الوطني من جهة أخرى، يبدو أن العنصرية والكراهية التي عادت للظهور بشكل واضح في فرنسا اتجاه أبناء المهاجرين وخاصة العرب والمسلمين لن تمر مرور الكرام على اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية الذين سيفكرون ألف مرة قبل اتخاذ قرار اللعب لغير منتخبات بلدانهم الأصلية، حيث سقط قناع أبناء نابوليون أمام العالم عندما طالبت الجماهير الفرنسية التي هاجمت مقر الاتحاد الفرنسي بحر هذا الأسبوع السلطات الفرنسية بتصفية المنتخب الحالي من اللاعبين الذين ينحدرون من أصول عربية أو الذين ينتمون إلى المعتقد الإسلامي وحتى أصحاب البشرة السوداء، كما طالبت أيضا في رسالة خطية بإقصاء الجزائريين من حسابات التركيبة التي ستدافع عن ألوان المنتخب الفرنسي في التحديات والرهانات المقبلة، ولعل القطرة التي أفاضت الكأس هي ما كتب على حائط مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم ''نحن هنا في باريس وليس الجزائر'' وهو تعليق يؤكد الحقيقة الخفية لهؤلاء. هذا الحقد الدفين سيخدم حتما المنتخب الوطني ففي ظل هذه الأجواء لن يجد مسؤلو ''الفاف'' صعوبات كبيرة مع اللاعبين المغتربين الذين أصبحوا يعلمون عن يقين أكثر من أي وقت مضى أنهم سيبقون جزائريين رغم أنهم ولدوا في فرنسا ولن يجدوا راحتهم إلا باللعب في صفوف ''الخضر''.