قال رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، إن الخطاب الذي ألقاه قائد أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، بتمنراست يضع معالم جد واضحة و هامة على طريق البحث عن حل الأزمة السياسية و المؤسساتية و الدستورية الخطيرة التي يعيشها بلدنا. وأضاف “ففي وقت غاص فيه و استنزف فيه النقاش الوطني قدراته و مقوماته في محاولات للفصل بين مَنْ مِنْ الخيار الدستوري أو السياسي يمثل أنجع السبل لتسوية الأزمة الراهنة، جاء خطاب تمنراست ليعرض قاعدة واقعية وصلبة، يمكن الانطلاق منها، سعيا لتجاوز الانسداد القائم”. وبالفعل -يضيف بن فليس- فإن هذا الخطاب يقترح اللجوء إلى الحوار الوطني كمقاربة و منهج و سبيل لا بديل له، لإخراج البلد من هذا الانسداد. وأكد أن هذا الحوار، يفرض نفسه كضرورة حتمية ومطلقة، لأنه يتجاوب مع الانشغال السائد عموما، والمتمثل في الحرص السائد على شق الطريق للخروج من الأزمة المحتدمة الأقل طولا و الأقل مخاطرة و الأقل تكلفة للبلد سياسيا و أمنيا و اقتصاديا و اجتماعيا. وأشار أن هذا الخطاب، يرتكز على ثلاثة حقائق سياسية بارزة، تقتضي التمعن في دروس ماض ليس بالبعيد لاستخلاص كل عبره المريرة، لتجنيب البلد تكرارها المؤلم و المأساوي. و ثاني هذه الحقائق السياسية متعلق بالتحولات الواسعة و العميقة، التي أفضت إليها الثورة الديمقراطية السلمية، والتي تفرض فرضا التجاوب مع مقتضياتها و متطلباتها. و ثالث هذه الحقائق السياسية، مرتبطة ارتباطا وطيدا بعامل الوقت الذي إن تم تجاهله، قد يزيد أوضاع البلد احتداما و اضطرابا و توترا، وإن تم أخذه في الحسبان قد يضعه في موقع قوة من أجل التصدي للتحديات الوجدانية غير المسبوقة التي تنتظره و التي لا خيار آخر له سوى رفعها و كسبها. وأورد أن هدف الحوار، هو تنظيم انتخابات رئاسية غير قابلة للشك أو الطعن أو الريب و الارتياب، و منهجية الحوار تتجسد في مبدأ الاستعداد و القبول بالتنازلات المتبادلة الكفيل بإظهار نقاط التلاقي و التوافق التي من شأنها أن تسرع بالوصول إلى التسوية العاجلة و النهائية للأزمة. وأوضح بن فليس أن الجيش الوطني الشعبي، ملتزم بواجبه التاريخي و متمسكا بمسؤولياته الوطنية، ويضطلع بدور المسهل لتعبئة الجهود و الاجتهادات الجماعية، وتوجيهها كلية نحو التسوية المنشودة للأزمة.