بعث رئيس الدولة عبد القادر بن صالح رسالة تعزية الى عائلة المجاهد السعيد عبادو أكد فيها أن الجزائر والاسرة الثورية فقدت في رحيل المرحوم “ابنا بارا ومناضلا شريفا ورمزا من رموز” ثورة نوفمبر المجيدة. وقال رئيس الدولة في رسالته: “يا لتصاريف الايام ما كاد الشعب الجزائري ينتهي من تبادل التهاني بحلول عيد الفطر المبارك حتى يفاجأ بنبأ انتقال ابن بار به الى رحمة الله وعفوه بعد ان امضى سحابة عمره في خدمته، مناضلا مخلصا في الحركة السياسية ، ومجاهدا صلبا في ثورة التحرير الوطني ومسؤولا ملتزما أسهم في بناء وتشييد الدولة الجزائرية الحديثة، إنه المغفور له بإذنه تعالى المناضل والمجاهد السعيد عبادو من الرعيل الأول الذي فجر ثورة نوفمبر وراح يدأب ويعمل بجد واجتهاد في تطوير وتنمية البلاد مع رفاقه في الجهاد دون أن يعطي لجسده حقه في الراحة إلى أن أقعده المرض ورحل عن دنيانا”. وأضاف السيد بن صالح قائلا:”لقد كان فقيدنا جنديا وضابطا في جيش التحرير بالولاية السادسة التاريخية، شهد المعارك و المنازلات مع عدو يفوقهم عدة وعتادا بصحرائنا الشاسعة، حيث قسوة الطبيعة وقلة الزاد، فكان عليه أن يقاتل على جبهتين بصبر وثبات، أن يدفع درء قسوة الطبيعة وابتلاء العدو”، مشيرا الى أنه “لولا الايثار والإقدام والإيمان الذي تحلى به رعيل نوفمبر في كل ربوع بلادنا أمام طغيان القوة وجبروت المحتل الغاصب، لما استطاع مجاهدونا عتق شعبهم وتحرير أرضهم، واستعادة راية الحرية والاستقلال”. “وقد كتب للمرحوم السعيد عبادو أن يصاب في إحدى المعارك الشرسة بجروح بليغة، ولكن يد الله كانت فوق أيدي أعدائه، فاعتقل وما ضعفت نفسه وما لانت عزيمته، رغم ما كابده بعد ذلك في سجون المستعمر، إلى إن حصحص الحق وافتكت البلاد حريتها، واسترجعت سيادتها، فطفق بنفس العزيمة مع أقرانه في مواصلة تشييد الدولة الجزائرية الحديثة، متسما بالنزاهة والاستماتة في الدفاع عن قيم البلاد ومصالحها، فكان في كل المواضع والمناصب التي تقلدها لا يألو جهدا في أداء واجبه المقدس”. وأكد رئيس الدولة في هذا السياق بأن الجزائر والأسرة الثورية “فقدت فيه ابنا بارا ومناضلا شريفا ورمزا من رموز نوفمبر المجيد. وإذ أسأل الله أن يتغمد الفقيد بأنعام رحمته، ويسقيه من فيض جناته ويكرم مثواه إلى جواره ويبوئه مكانا يرضاه بين الموعودين من الشهداء والصالحين في جناته”. وأعرب بن صالح في ختام رسالة التعزية عن تعازيه “الخالصة لأسره الفقيد وذويه ورفاق السلاح، داعيا لهم المولى أن ينزل في قلوبهم صبرا جميلا وسلواناً عظيما.