سهلت مديرية المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية كافة الإجراءات الخاصة باستيراد كمية 4 آلاف طن من اللحوم المجمدة الهندية، وسط تخوف كبير من طرف المستهلك الجزائري من نوعية اللّحوم التي تدخل لأول مرة السوق الجزائرية، بدءا من الفاتح أوت الدّاخل، في وقت كانت فيه المفاوضات الخاصة باستيراد اللحوم الطازجة من السودان، قد انطلقت قبل المفاوضات مع تلك الخاصة بالسلطات الهندية، لكن بدون نتائج إيجابية تذكَر إلى حد السّاعة. انطلقت المفاوضات بين مديرية المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية والسلطات السودانية الوصية، بخصوص استيراد اللّحوم الطّازجة عقب المباراة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره المصري، في إطار تصفيات كأس العالم 2010 بالخرطوم وبالتحديد شهر جانفي الماضي، لكن المفاوضات أصبحت تكتسي في الوقت الحالي طابعا سريا، رغم مالها من تأثير إيجابي على جيب المواطن، من خلال مساهمتها في تخفيض سعر اللّحم إلى أقل من 400 دينار خاصة خلال شهر رمضان، أين يكثر الطلب على هذه المادّة الحيوية. ما يحدث اليوم عكس ما كان متوقعا، بسبب تهاون وتلاعب مديرية المصالح البيطرية بالوزارة، بالملف الذي كاد يعصف بمصير العلاقات الثّنائية بين البلدين ''السودان والجزائر''، وعدم الإفراج عن نتائج المفاوضات التي استمرت إلى أكثر من ستة أشهر كاملة، ليبقى الأمر الغريب التّحول المفاجئ في القرارات والإعلان بين عشية وضحاها، عن استعداد ولأول مرة لاستيراد 4 آلاف طن من اللحوم المجمدة من الهند، وبسعر يقدر ب410 دينار للكيلوغرام الواحد مقابل 350 دينار للكيلوغرام من اللحم الطازج السوداني.وعليه؛ فإن ملف استيراد اللحم السوداني يكتسيه الكثير من الغموض ويؤكد أن أياد ''مافياوية'' في قطاع الفلاحة، وراء تعطيل المفاوضات إلى أجل غير مسمّى، خاصة وأن آخر التصريحات التي أدلى بها السفير السوداني السابق ل ''النهار'' أحمد حامد الفكري، أكدت أن سلطات بلاده على أتم الإستعداد للشّروع في التّصدير، فيما حمّل آنذاك مديرية المصالح البيطرية المسؤولية الكاملة في تعطيل المفاوضات لأمور تتعلق-حسبه- بالجانب الفنّي. مدير شركة سوتراكوف ل ''النهار'': ''سطو وزارة الفلاحة على ملف اللّحوم السودانية سيجبرنا على الإستمرار في استيراد اللّحوم الهندية المجمّدة'' أوضح، جهيد عبد الوهاب سفيزف، رئيس مجلس المديرين لمجمع ''سوتراكوف''، التابع لشركة تسيير المساهمات للإنتاج الحيواني، أمس، في اتصال مع ''النهار''، أن الأسباب التي كانت وراء استيرادهم للحوم هندية مجمدة، عوض لحوم سودانية طازجة بأسعار أقل من المجمدة، إلى عدم تلقيه ما أسماه لعرض صحي محرر من طرف مديرية المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية يمكن من خلاله استيراد أولى كميات اللحوم السودانية، وأن استيراد اللّحوم الهندية المجمّدة كان بعد موافقة المديرية السالفة الذكر على الملف، وإرسالها لعرض صحي للمجمع الذي يمثله لأسباب يجهلها، وأشار إلى أن أول كمية من اللّحوم الهندية ستدخل ميناء الجزائر تكون ب300 طن يوم الفاتح أوت الدّاخل، والثانية تكون بعدها بأيام قليلة تقدر ب500 طن، على أن يتم استقبال 4000 طن بصفة تدريجية مع منتصف الشهر الفضيل.وكشف المتحدث أن تكلفة الطن الواحد من اللحم الهندي المجمد المصدَر من طرف شركتي ''آلانا'' و''آمرونا'' تقدر ب3070 دولار، مقابل 410 دينار للكيلوغرام الواحد منه، وأفاد بأنه في حال ما إذا لقي اللحم الهندي إقبالا واسعا من طرف المستهلك، فإن مجمع ''سوتراكوف'' سيستمر في استيراده ما بعد رمضان، خاصة وأن استيراد اللحوم المجمدة التي كانت في وقت سابق من كل من البرازيل، قد توقفت بسبب إرتفاع الأسعار، والأرجنتين توقفت أيضا بسبب ارتفاع نسبة التضخم عندها، وبسبب ارتفاع حاجيات سكانها للمادة.