وصلت أولى الشحنات من اللحوم الهندية المجمدة إلى الموانئ في انتظار التأشير عليها من طرف المصالح البيطرية المختصة من أجل تسويقها للمستهلكين، ليحرم الجزائريون بذلك من اللحوم السودانية الطازجة التي كان من الممكن أن تخفض الأسعار إلى حدود ال500 دينار للكيلوغرام، بعد أن رفضت وزارة الفلاحة منح تراخيصات لبعض المتعاملين الكبار لاستيراد اللحوم السودانية. وكشفت مصادر موثوقة على صلة بملف استيراد اللحوم السودانية، أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ممثلة في مديرية المصالح البيطرية التي يديرها الدكتور بوقدور، تلقت طلبات لاستيراد اللحوم السودانية الطازجة، لكنها رفضت منح تراخيصات لبعض المتعاملين الذين قدموا دفاتر الشروط لأسباب تبقى مجهولة، وهذا عكس ما حاولت بعض مصالح الوزارة الترويج له بأن ''الوزارة لم تتلق أية طلبات في هذا الشأن''. وحسب مراجع ''النهار''، فقد وصلت أولى الشحنات من اللحوم الهندية إلى الموانئ الجزائرية، لكنها لا تزال تنتظر التأشير عليها من طرف المصالح البيطرية المختصة، ليتم بعدها إعطاء الضوء الأخضر لجلب باقي الكميات الكبيرة التي لا تزال تنتظر في الموانئ الهندية. وفي هذا الشأن، علمت ''النهار'' من مصادر مطلعة، أن أحد المتعاملين في مجال استيراد المواد الغذائية ممن فسح لهم المجال لاستيراد اللحوم الهندية، قام بإدخال 4 حاويات من أصل طلبية تحتوي على 64 حاوية لا تزال تنتظر التأشير عليها من مصالح الصحة البيطرية المختصة، علما أنه هناك تخوفات من رفض المصالح البيطرية لهذه اللحوم بسبب نوعيتها وعدم التأكد من طريقة ذبحها. التجار يعلنون مقاطعة اللحوم الهندية من جانب آخر، أكد الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار، أن دخول اللحوم الهندية الطازجة والمجمدة إلى السوق الوطنية لن يؤثر على أسعار اللحوم بصفة عامة، مبرزا أن أسعار اللحوم الطازجة مرشحة للإرتفاع خلال شهر رمضان المعظم، خاصة وأن السياسة التي اتبعتها وزارة الفلاحة لضمان وفرة المنتوج بأقل سعر لم تكن سياسة رشيدة. وكشف ذات المتحدث أن أغلبية التجار المختصين في تسويق بيع اللحوم قد نبهوا الإتحاد إلى أنهم سيرفضون بيع اللحوم الهندية سواء كانت مجمدة أو طازجة، بعد الشكوك التي راودتهم حول طريقة الذبح والنوعية، معربا عن أسفه لإلغاء قرار استيراد اللحوم الطازجة من السودان وهي العملية التي كان بإمكانها أن تضمن لحما ذا نوعية ب500 دينار للكيلوغرام كأقصى حد في السوق خلال شهر رمضان. عليوي ل ''النهار'': ''استيراد اللحوم سيتوقف نهائيا بعد رمضان'' أكدت الأمانة العامة الإتحاد الوطني للفلاحين رفضها الكامل لاستيراد اللحوم من الهند أو من دول أخرى، باعتبار أن ذلك يضر بمصلحة الموالين على وجه الخصوص ومصلحة الإقتصاد الوطني بوجه عام، وهددت بالرد على كل عملية من عمليات استيراد اللحوم تتم في الفترة التي تعقب شهر رمضان. كشف محمد عليوي، الأمين العام للإتحاد الوطني، أن قضية استيراد اللحوم من الهند قضية تخص متعاملين خواص وتخدم مصلحتهم على حساب إلحاق أضرار جسيمة بفئة الموالين، وأكد أن الأمانة التي يدير شؤونها تلتزم الصمت في الوقت الحالي أي قبل حلول شهر رمضان، تفاديا لتسجيل ندرة في اللحوم طيلة أيام هذا الشهر الذي يكثر فيه الطلب مقارنة بالعرض، أما في الفترة التي تعقب مباشرة الشهر الفضيل وبالتحديد بعد التنصيب الرسمي للفيدرالية الوطنية للموالين، فإن المنخرطين في هذه الأخيرة سيقفون وقفة رجل واحد ويدلون بكلمة واحدة لا تخرج عن إطار، المطالبة بتوقيف استيراد اللحوم على اختلاف أنواعها من أية دولة كانت. وعن الأسباب التي كانت وراء عزم اتحاد الفلاحين، المطالبة بالتوقف نهائيا باستيراد اللحوم بعد شهر رمضان، قال محمد عليوي'' إن الثروة الحيوانية التي تتوفر عليها الجزائر والمقدرة ب21 مليون رأس غنم قادرة على توفير 3 ملايين رأس موجهة للإستهلاك العام''، أما بخصوص ملف تصدير اللحوم الجزائرية نحو الخارج فإن ذلك يبقى مستحيلا - على حد تعبير المتحدث - بدعوة أن الإتحاد مشغول حاليا برفع عدد رؤوس الأغنام ليفكر فيما بعد في ملف التصدير. هذا، وأشار الأمين العام للإتحاد الوطني للفلاحين إلى أنه حتى ملف اللحوم السودانية، قد يكون لا فائدة من استيرادها في حال التأكد رسميا من إصابتها بأمراض، وهذا رغم الخدمة التي تقدمها للمستهلك الجزائري من حيث مساهمتها بشكل كبير في تخفيض سعر اللحم إلى 400 دينار للكيلو غرام الواحد. أما بخصوص أسعار اللحم المتداولة خلال شهر رمضان، فقد توقع المتحدث تسقيف السعر في حدود 500 إلى 650 دينار في المناطق الداخلية و700 دينار في المناطق الشمالية للوطن. حبيبة محمودي جمعيات حماية النشاط التجاري تدعو إلى مقاطعة اللحوم الهندية المجمدة دعا أمس، العديد من الجمعيات الناشطة في مجال حماية النشاط التجاري، إلى مقاطعة اللحوم الهندية المجمدة المزمع استيرادها قبل حلول شهر رمضان، عقب تداول إشاعات بانتشار ديدان ''السركوسيت''بها، وهي الإشاعات التي ردت عليها مصادر صحية من الهند أنها لا تشكل خطورة على صحة المستهلكين، في الوقت الذي تحفظت فيه العديد من البلدان العربية عن استيراد مثل هذه اللحوم. من جهتها تشرع اليوم جمعية حماية النشاط التجاري في القيام بحملات تحسيسية تدعو من خلالها المواطنين إلى ضرورة مقاطعة اللحوم الهندية، لما لها من أخطار صحية على صحة المستهلكين بالإضافة إلى الإختلاف الكبير في الديانات مما يرجح فرضية استهلاك لحوم محرمة، وفي سياق ذي صلة استغربت من عدم إقدام الحكومة على استيراد اللحوم من السودان باعتبارها سوقا مناسبا لاقتناء هذه المادة، لما للبلدين من تطابق في الدين والعوامل البيئية بالإضافة إلى قرب المسافة بين السودان والجزائر، في الوقت الذي أكدت فيه المصالح المختصة في مجال استيراد اللحوم مزايا اللحم السوداني الصالح للإستهلاك. هاجر. ح الأطباء يحذرون من تسجيل تسممات غذائية بسبب استهلاك اللحوم المجمدة كشف البروفيسور منصور بروري، مختص في الطب الداخلي، عن وجود احتمال كبير لتسجيل حالات تسمم بسبب استهلاك اللحوم التي تبقى مجمدة لأكثر من شهر. وأوضح الأستاذ في اتصال مع ''النهار''، أنه في حال عدم احترام شروط سلسلة التبريد تصبح اللحوم غير صالحة للإستهلاك، مشيرا في ذات الصدد إلى أنه بمجرد الإنقطاع في التزود بالتيار فذلك يتسبب في وقوع ما لايحمد عقباه. وفي ذات الصدد، أفاد المختص أن المشكل الذي يطرح نفسه بشدة، هو في حال ما إذا كانت تحمل اللحوم التي سيتم تجميدها ميكروبات وجراثيم بيئية، كما هو الحال بالنسبة إلى اللحوم التي تم استيرادها من الهند، مشيرا إلى أن عملية تكاثرها ستتوقف أثناء عملية تبريدها، إلا أنها ستكون عرضة للتكاثر بشكل أكبر مما كانت عليه بمجرد توقف التيار أو إخراجها من أجل الإستهلاك. وذكر الدكتور أن احتمال تسجيل حالات من التسمم على خلفية استهلاك هذا النوع من اللحوم كبير جدا، بالنظر إلى الشروط التي تم الإحتفاظ بها وظروف استيرادها، بالإضافة إلى بعض الأضرار البليغة التي يسببها تناول اللحوم بشكل عام على الصحة. أسماء منور