كشفت مجددا التسجيلات النهائية الخاصة بالتسجيلات الجامعية للمتحصلين على شهادة البكالوريا هذه السنة؛ ''تلاعبات '' مكشوفة بمعدلات الناجحين في دورة جوان 2010-2009 ، وتضخيما في الأرقام، من أجل تسجيل نسبة كبيرة في عدد الناجحين، وهي ''اللعبة'' التي لم تكن في صالح عديد الناجحين الذين وجدوا أنفسهم بين مطرقة المعدلات المتوسطة وسندان الرغبات عالية المعدل، ففي الوقت الذي تحصّل فيه تلاميذ على معدلات لم يحلموا بها طوال مشوارهم الدراسي، لم يتمكن آخرون ممن تحصلوا على معدلات بين 10 و 12 في البكالوريا، من الحصول على التخصصات المرغوب فيها، فيما أصبحت جامعة هواري بومدين المأوى الوحيد لاستقبال'' الطلبة المرفوضين ''، ممن تحصلوا على المعدل المطلوب، إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على التخصص المطلوب، بسبب تدني علاماتهم في مادتي الفيزياء والرياضيات. وإن كان وزير التعليم العالي والبحث العلمي قد كشف نهاية الأسبوع الماضي في ندوة صحفية؛ أن 48 في المائة من الطلبة المسجلين والناجحين في شهادة البكالوريا هذا العام، تحصلوا على رغبتهم الأولى، فإن 48 من المائة منهم لم يتمكنوا من الحصول على التخصصات المرغوبة و4 من المائة منهم تم تسجيلهم خارج تخصصاتهم، فيما تشهد مختلف مراكز التسجيل فوضى عارمة وغليان، اضطر العديد من الطلبة الجدد إلى التّخلي عن الدّراسة في الجامعة. الوزارة ترفع معدلات التّخصصات الأكثر طلبا ... ! من جهتها أقدمت وزارة التّعليم العالي والبحث العلمي على الرفع من المعدلات الخاصة ببعض التخصصات؛ كالطب والصيدلة مقارنة بالسنوات الماضية، نتيجة ارتفاع عدد المتحصلين على تقدير امتياز، وصل عددهم إلى49 تلميذا مقابل لا شيء السنة الماضية. وتسجيل5227 تلميذ تحصل على تقدير جيد جيدا، مقابل 35 تلميذا السنة الماضية، و24298 تلميذ تحصل على تقدير جيد مقابل 1728 السنة الماضية، ما دفع الوزارة إلى رفع معدلات التخصصات الأكثر طلبا وخاصة في الشعب العلمية والتّقنية. الحصول على أكثر من 15 للدّخول إلى عالم الطّب!؟ من جهة أخرى فقد وصل المعدل الأدنى لدراسة الطب إلى 15,35، أما المعدل الأدنى لدراسة جراحة الأسنان فقد وصل إلى هذه السنة 15,25، فيما وصل المعدل الأدنى لدراسة الصيدلة 15,94 في الوقت الذي كانت المعدلات الخاصة بهذه التخصصات لا تتجاوز 14 من عشرين السنة الفارطة، وفيما يتعلق بالمدرسة العليا للتكنولوجيا، فقد حدّد معدل 15,46 للحاصلين على بكالوريا رياضيات، و17,03 للحاصلين على بكالوريا علوم تجريبية، فيما حدّد المعدل الأدنى لدخول المدرسة العليا للإعلام الآلي ب 17,16، لشعبة الرياضيات، و18,02 لشعبة العلوم. الوزارة تعلن حالة الطوارئ ...! بالنظر إلى ارتفاع عدد الطلبة الذين اختاروا دراسة الطب، الصيدلة و جراحة الأسنان، بالإضافة إلى المدارس التحضيرية، فقد أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي رفع عدد المقاعد البيداغوجية وفقا لعدد الجامعيين الجدد، حيث تم رفع عدد المقاعد المخصّصة للطب من 4383 السنة الماضية إلى 8601، أما بالنسبة للمدارس التحضيرية، فقد تم رفع عدد المقاعد من 2469 إلى4510 هذه السنة، حسب ما أعلن عنه '' رشيد حراوبية'' في تصريحاته الأخيرة، غير أنها تبقى غير كافية مقارنة بعدد الطلبة الذين اختاروا دراسة هذه التخصصات الأكثر طلبا، حيث وصل عدد الذين اختاروا المدارس التحضيرية إلى 74402، فيما وصل عدد الطلبة الذين اختاروا دراسة الطب بمختلف تخصصاته، إلى 68912 حسب تصريحات ذات الوزير. تلاميذ يتحصلون على معدلات لم يحلموا بها وجهوا إلى تخصصات خارج رغباتهم وفي سياق ذي صلة؛ كشف عدد من المتحصلين على شهادة البكالوريا خلال التسجيلات النهائية، أنهم لم يتمكنوا من الحصول على التخصصات المرغوبة فيها، على الرغم من حصولهم على معدلات خيالية لم يحلموا بها سابقا طيلة مشوارهم الدراسي، و قد استغربت ''حنان '' وعائلتها حصولها على تقدير جيد بمعدل 14، على الرغم من أنها لم تتحصل على هذا المعدل طيلة مشوارها الدراسي، إلا أن حصولها على هذا الأخير لم يمكنها من دراسة الطب، بعد أن وصل المعدل الأدنى إلى 15,34، بعد أن كان 14 السنة الماضية. أما '' ماتيا '' التي تحصلت على معدل 11,95، فأخبرتنا أنّها تفاجأت بعدم قبولها في تخصص البيولوجيا ولا في أي تخصص من الرغبات العشرة الأولى المقترحة، على الرغم من أنّها اختارت هذه الرغبات وفقا لدليل البكالوريا الذي تحصلت عليه رفقة شهادة النّجاح وانتهى بها المطاف لتوجيهها إلى شعبة التكنولوجيا بجامعة باب الزوار. جامعة باب الزوار مأوى الطّلبة ''المرفوضين'' من جهة أخرى؛ استقبلت جامعة باب الزوار العديد من الطلبة الذين تم رفض رغباتهم، على الرغم من حصولهم على معدلات مرتفعة أو حتى معدلات تتناسب والتخصص المرغوب، إلا أن المحبط في الأمر يقول أحد المسجلين أنه لم يتمكن من الحصول على التخصص التي اختاره ووجه إلى جامعة باب الزوار، لأني تحصلت على نقاط متوسطة في مادتي الفيزياء و الرياضيات وبما أن التخصص المطلوب يتطلب احتساب المعدل الإجمالي يضاف إليه النقاط المتحصل عليها في مادتي الفيزياء والرياضيات مقسوم على ثلاثة، وهو المعدل النهائي للقبول، وإن كان المعدل أقل من المعدل المطلوب في التخصص، يتم إلغاؤه في ورقة الرغبات''، وهي الحالة التي شهدها العديد من الطلبة المرفوضين في تخصصات معينة، منها الطب الصيدلة والبيولوجيا وغيرها، وجهوا إلى جامعة باب الزوار بسبب معدلاتهم المرتفعة، مقارنة بالنقاط المتحصل عليها في مادتي الفيزيائي والرياضيات المنخفظة، ما يجعل المعدل العام غير مقبول في التخصص المطلوب. الأمين الوطني لاتحاد التربية والتكوين يصرح: معدلات النجاح هذه السنة'' مبهرة'' و منافسة ''شرسة'' للحصول على التخصصات المرغوبة من جهته أكد الأمين الوطني المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين '' مسعود عمراوي '' في تصريح ل''النهار''، أن النتائج النهائية لشهادة البكالوريا هذه السنة كانت جد مرتفعة و''مبهرة''، مقارنة بالسنوات الماضية، حيث لاحظنا أن عدد المتحصلين على تقدير امتياز وصل إلى 49 تلميذا، فيما وصل عدد المتحصلين على تقدير جيد جيدا وجيد، إلى أكثر من 29 ألف تلميذ على المستوى الوطني، وبالتالي ستكون المنافسة على التخصصات المرغوبة في أوجها، حيث لن يتمكن الحاصلون على المعدلات المقبولة، من دراسة التخصصات المرغوب فيها، خاصة وأن الجامعات لها نسب معينة لكل شعبة وبالتالي ستكون المنافسة قوية جدا لكل الشعب، حتى وإن تم إضافة مقاعد بيداغوجية جديدة، إلا أن ذلك لا يكفي لاستيعاب الأعداد الكبيرة جدا من الطلبة الجامعيين الجدد، ممن تحصلوا على شهادة البكالوريا هذه السنة. من جهته أكد رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي'' مزيان مريان '' في تصريح ل''النهار ''؛ عن حدوث أزمة مرتقبة داخل الجامعات الجزائرية، بالنظر إلى تدني المستوى التعليمي للمتحصلين على البكالوريا، موضحا:'' لا أعتقد أنه تم تضخيم معدلات الناجحين هذه السنة، كل ما في الأمر أنّه تم الإعتماد على الدروس المبرمجة في الفصلين الأول والثاني، بالإضافة إلى سهولة أسئلة الإمتحانات التي كانت متوسطة جدا، الأمر الذي سيؤدي حتما إلى ارتفاع نتائج شهادة البكالوريا ''، موضحا أن هناك العديد من العوامل التي أثّرت سلبا في الموسم الدراسي الماضي.