شكلت المسلسلات المصرية طبقا مهما على المائدة التلفزيونية في شهر رمضان على مدار العقود الثلاثة الماضية بالجزائر على مدار العقود الثلاثة الماضية بالجزائر، وكان الجزائريون أكثر الشعون إلى حد الجنون، التقليد في الأسماء والصفات والتصرفات. ولكن رمضان 2010 يختلف عن كل شهور رمضان التي خلت في عهد التلفزة الجزائرية، بسبب المقاطعة الفنية والثقافية التي ظلت مستمرة بعد مرور 9 أشهر عن واقعتي القاهرة وأم درمان، وما تلاها من تشنج في العلاقات بين البلدين والشعبين. فالفنانون المصريون الذين اقحمهم بعض الإعلاميين في اللعبة ضلوا الطريق هذا العام إلى قلوب الجزائريين، فلا يحيى الفخراني ونور الشريف ولا عبلة كامل أو يسرى استطاعوا قلب المواقف في الفترة التي سبقت الشهر الفضيل، ويبدو أن انشغالهم بالنشاط أنساهم تشدقات بعضهم عن الجزائريين على خلفية مباراة كرة قدم. وسيدرك الفنانون في مصر أهمية الجزائريين والشعب الجزائري في رمضان، أين تكون مسلسلاتهم أقل متابعة من قبل وأقل شهرة وينعكس ذلك على المداخيل، وقد كانت الدراما المصرية حاضرة بشكل ثابت في التلفزة الجزائرية على مدار السنة وبأكثر كثافة في رمضان، لكن منذ واقعة السودان وما ترتب عنها من افتراءات مصرية على الجزائريين، توقف بث المسلسلات المصرية على الشاشة الجزائرية، والجزائريون قاطعوا من تلقاء أنفسهم حتى في الفضائيات الأخرى الأعمال المصرية، كما خلت منذ مدة محلات الكاسيت من أشرطة الفنانين المصريين. وتجلت المقاطعة الثقافية لمصر من خلال أيضا عدم توجيه دعوات للفنانين المصريين في مختلف التظاهرات التي شهدتها الجزائر خلال فترة الصيف الحالي، وهم من كانوا نجوما في كل التظاهرات التي سبقت في الأعوام الماضية ويستقبلون بالورود ليلقوا بشهادات التكريم في الشارع، كما فعلت يسرى وغيرها من الفنانين الذين لا يمكن وصف بعضهم إلا باللئام يأكلون الغلة ويسبون الملة.وسيجد الجزائريون هذا العام في المسلسلات السورية والخليجية الطبق البديل عن مائدة المصريين المحشو بعضها بالسم. وتمنى عادل إمام النجاح للمنتخب الجزائري في كأس العالم لأنه عربي، كما ادعت هيفاء تماما، لكن الجزائريين لن تنطلي عليهم تصريحات استهلاكية زادت كلما قرب رمضان. فرمضان الجزائر هذا العام ولأول مرة سيكون من دون دراما مصرية، مما يطرح من جديد مسألة عودة تطبيع العلاقات الثقافية بين البلدين وسد الشرخ التي أحدثته أزمة المباراة التأهيلية لكأس العالم وإصرار المصريين على عدم الإعتذار، سواء للاعبين الذين أصيبوا أو للأمة الجزائرية التي مُست في مقدساتها، وعندما يتم ذلك قد تعود درامتكم إلى شاشتنا ويحتضنها الشعب لأن الشاشة الجزائرية ملك عمومي لكل الشعب الجزائري ولا يمكنها أن تكون خارج إرادته أو تسير ضد التيار.