لا أحد اليوم بإمكانه أن ينكر أن شهر رمضان أضحى لصناع الدراما موسما أساسيا من خلال إنتاج مسلسلات خاصة للعرض خلال هذا الشهر، كما أنه أضحى كذلك لمسؤولي التلفزيونات والفضائيات العربية مجالا للتسابق من خلال إنتاج برامج وعرض أرقى الانتاجات الدرامية وكذلك عرض حصري وشراء جميع حقوق البث لأضخم المسلسلات، وهذا كله سعيا للكسب المادي من خلال تحقيق نسبة مشاهدة عالية على مدار ال 30 يوما المقبلة. فمنذ أزيد من شهر، شرعت الفضائيات العربية في بث مقتطعات من المسلسلات التي ستعرضها خلال شهر رمضان المعظم، ومن القنوات من خصص برامج كاملة للتعريف بالشبكة الرمضانية، ومنها من جعلت أركانه في برامج يومية تناول كل يوم مسلسلا معينا مما سيعرض واستضافة أبطاله وتشويق المشاهد وشده لمتابعته طيلة الشهر الفضيل. الملفت للانتباه هذه السنة، هو الشعارات التي تتيحها بعض القضائيات العربية، حيث أطلقت كل واحدة شعارا خاصا بها يتبع الومضات الإشهارية للمسلسلات الرمضانية، في حين خصصت له بعض القنوات زاوية في أعلى الشاشة أو في أسفلها، كتب عليها الشعار، وهو أمر لم تشهده في الماضي. "الشعار" على ما يبدو أضحى موضة رمضانية دارجة بين الفضائيات، تزداد انتشارا سنة بعد أخرى، ولعل أول من أطلق هذه الموضة مركز تيلفزيون الشرق الأوسط، أو كما يعرف بتلفزيون "الأم بي سي" السعودي الذي يتبنى منذ سنوات نفس الشعار يردده كلما حل شهر الصيام، ألا وهو شعار "رمضان يجمعنا"، في حين اعتمدت قناة "روتانا خليجية" شعار "جاك ماتمني تهنى.. والحاضر يعلم الغائب"، المبني على أسلوب التشويق من أجل شد الانتباه ولفت الأنظار إلى ما ينتظر المشاهد على هذه القناة خلال الشهر الكريم. ولعل أطول شعار لرمضان 2009، هو ذلك الذي اعتمده تلفزيون الحياة المصري والمتكون من لا كلمات "اسأل مجرب من رمضان اللي فات، رمضان يقربنا"، وكأن هناك تأكيد على نجاح هذه القناة في رمضان الماضي، لذا فالنجاح وارد أيضا هذا العام، في حين يمر شعار قناة "شام" السورية على الشاشة دون نطق، وهو الأمر الذي يجعل منه شعارا هادئا إن لم نقل لطيفا دون إحداث أي ضجيج، إذ يظهر شعار "أجمل وأحلى" صامتا بعد كل ومضة إشهارية لمسلسل رمضاني. أما الشاشات المغاربية، فقد تبنى كل من التلفزيون المغربي ممثلا في القناة الأولى شعار "رمضاننا أحلى على الأولى" وقناة "حنيبعل" التونسية شعار "محلاها لمة"، وهذا دليل على أن الشعار التلفزيوني في رمضان أضحى موضة بدأت بالمشرق ووصلت إلى المغرب، بالرغم من أننا نسجل غيابها بعد على قنواتنا المحلية، أو بالأحرى على "اليتيمة" وما يتفرع عنها. وفي انتظار تبني التلفزيون الجزائري لهاته الموضة التي أصبحت على ما يبدو جزء لا يتجرأ من الرسالة الإعلامية أو استراتيجية إعلامية خلال الشهر الكريم، تبقى هذه الشعارات أبواقا مرفوعة شهر لهذا التلفزيون أو ذلك خلال أيام الصوم وحتى قبلها، إلى أن يثبت فحواها ونتحقق من صحتها بعد انقضاء شهر الدراما والبرامج الفنية، عفوا شهر الصوم والعبادة.