السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أريد أن أطرح عليك مشكلتي، أنا أم وأعاني من حالة نفسية، حيث أنّي لا أستطيع أن أقول لأبنائي وبناتي كلمة حلوة، وفي نفسي أتمنّى أن أقولها. مثلا عندما أرى ابنتي أتمنّى أن أحضنها، وعندما أصل إليها أجد نفسي لا أستطيع فعلا ذلك مما يدفعني للإنسحاب، ما يجعلني أجلس مع نفسي كي أعاتبها. لأنّي عجزت عن تحقيق ما تفعله كل الأمهات. ما الحل يا سيدة نور، فحتّى زوجي يعاني منّي ويشتكيني كثيرا، لأنّي لا أقول له كلاما حلوا فأرجوك أسعفيني للتّخلص من هذا الداء، لأنّي أتمنى أن أكون تلك الأم والمرأة المليئة بالحيوية والكلام المعسول الطّيب. فوزية/ تيزي وز الرد: عزيزتي لقد قرأت رسالتك وأسأل المولى الكريم أن يحقق أمانيك وأن ييسر لك أمرك، ويسعدك في حياتك إنّه جواد كريم، وأشكرك على ثقتك بالجريدة ،وإن شاء الله تجدين ضالتك عندنا أما بعد: وإجابتي تتلخص فيما يلي: إعلمي أنّ المشكلة التي تعانين منها لا تؤثر كثيرا على حياتك، لأنّها تتعلق بمسألة إظهار الحب الذي هو موجود في داخلك أصلا، وتبقى حاجتك إلى ترجمته إلى أقوال وأفعال، لذلك أقول لك تجنّبي التّركيز في تفكيرك على ما تعانين ولا تعتبريها مشكلة أصلا، وحدثي نفسك أنّك قادرة على إظهار هذا الحب مثل الأمهات الأخريات، واللاتي ربما يكن أقل منك في التعلم والإدراك، ولا تعاتبي نفسك ولا تلوميها على عدم إظهار ذلك بالأفعال فقط، وتجنبي التفكير الكثير. فإذا رأيت ابنتك مثلا ضميها إلى حضنك وقولي بصوت خافت في البداية، أحبك وبعض الكلمات الجميلة. وأما بالنّسبة لزوجك، فحاولي بطرق أخرى في البداية، مثل أن ترسلي له رسالة عبر الهاتف النقال وتكتبين فيها ما يحلو لك من الكلمات الرّقيقة، فإذا أكثرت من هذه التّصرفات فسيخف عليك ما تعانين منه بإذن الله. صارحي زوجك بما تشعرين به، واطلبي منه مساعدتك على ذلك بما يستطيع، واعلمي أن ما تعانين منه، إنما هو نتيجة تراكمات سابقة، وربما يكون لها زمن طويل وعليه فيجب عليك التحلي بالصبر في علاجها، لأنّه يحتاج لمراحل فلا تستعجلي النّتائج، والأحسن ممّا سبق كله، أن تقوي صلتك بالله وألحّي عليه بالدّعاء فهو نعم المجيب. ردت نور