قال مصطفى ولد لمام الشّافعي، مستشار الرئيس البوركينابي ، والوسيط بين الجماعات الإرهابية، ودول المختطفين من قبل التنظيم الإرهابي بمنطقة السّاحل الصّحراوي، أنّ جماعة عبد الحميد أبو زيد واسمه الحقيقي حمادو عبادة زعيم تنظيم السلفية بمنطقة السّاحل الصحراوي، قامت بإعدام الرّهينة الفرنسي ميشال جرمانو ذبحا. وأوضح الشّافعي في حديث لموقع إعلامي إسباني، عن ظروف مفاوضاته مع التّنظيم الإرهابي، بخصوص الرّعايا الإسبان ألبرت فيلالتا، وروكي باسكوال، أنّه زار خلال أشهر الإختطاف التسعة مخيمات التنظيم الإرهابي بمنطقة الساحل الصحراوي، على الأقل عشر مرات، وفي جميعها كان يتفاوض وجها لوجه مع مختار بلمختار، أمير كتيبة الملثمين وزعيم المجموعة التي كانت تحتجز الإسبانيين، ولفت المتحدث الذي كان يروي مغامراته بصفة "البطل"، أنّه حاول إنقاذ حياة ألبرت فيلالتا:"لقد تركته الرصاصات الثلاث التي أصابته في حالة حرجة لكنه، بفضل الله، تعافى لأنه لم يصب بالتهاب"، مضيفا:"بعد أسبوع من الإختطاف كنا قد تمكنا من إيصال أدوية ومضادات حيوية إليه"، وهي المعلومات التي تؤكد دعم هذا الأخير للتنظيم الإرهابي بالأدوية ولما لا الأسلحة والأموال، لأن نشاطه في مجال الوساطة أصبح مهنة تستهويه. وعاد ولد الشافعي للحديث عن العملية العسكرية المشتركة بين القوات الموريتانية والجنود الفرنسيين، موجها أصابع الإتهام في قضية إعدام جرمانو إلى الحكومة الموريتانية، وقال أنه يوم الهجوم الموريتاني الفرنسي 22 جويلية، كانت فرصة بقاء ألبرت وروكي منعدمة، "في ذلك اليوم حاولت فرنسا تحرير الرهينة ميشال جرمانو، الذي قتل في نهاية المطاف ذبحا على يد الإرهابيين، "أما اليوم "الإثنين 23 أوت" فهو أسعد الأيام"، وهاجم المتحدث الحكومة موريتانيا وعلى رأسها ولد عبد العزيز، كونها عرقلت المفاوضات المتعلقة بتحرير جرمانو، حسبه، "رغم أنّهم في النهاية سلّموا الخاطف من أجل مبادلته بالإسبانيين". وكشف المتحدث عن أسباب التباين في أنباء إفراج التنظيم الإرهابي عن الرعايا الإسبان من عدمه، حيث قال أنّ الحكومة الإسبانية لم تكن ترغب في الإعلان رسميا عن نهاية الإختطاف قبل الساعة الواحدة "من يوم الإثنين"، لكن الخبر انتشر مساء الأحد، بينما كانت الحكومة تعتبر أن الأخطار التي يواجهها كل أجنبي في شمال مالي، قد تؤدي إلى إفشال العملية، وهو ما حاولت مدريد تجنبه بتكذيب نبأ إطلاق سراحهم. وكشف الشّافعي من جانب آخر، عن ممارسة إسبانيا ضغوطا على الرئيس الموريتاني أساسية، من أجل موافقته على الإفراج عن عمر الصحراوي، لكي تتم مبادلته بالرهينتين. ويرى ولد الشافعي أنّ مطالب "القاعدة" كانت "مبالغا فيها جدا"، حيث كان الإرهابيون في البداية يطالبون مقابل تحرير الإسبانيين بالإفراج عن الجهادي الموريتاني المعروف الخديم ولد السمان و14 آخرين من "القاعدة" محتجزين في موريتانيا.