تعتبر زاوية سيدي عون الله ببلدية توسنية في تيارت ، من أعرق الزوايا في المنطقة وأنشطها في السنوات الأخيرة، أين تخرّج منها مئات الطلبة والحافظون لكتاب الله وخاصة من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم العاشرة، حيث وصل عدد المتخرجين في الدفعة الواحدة أكثر من 50 حافظا أتمّوا الحفظ في فترة لا تتجاوز 3 سنوات. ويشارك هؤلاء الشباب المتخرج من الزاوية في المسابقات الوطنية المعروفة خاصة بأسابيع القران، التي تنظمها وزارة الشؤون الدينية كل سنة، كما شاركوا في المسابقات الدولية في المملكة العربية السعودية، أين احتل ابن شيخ الزاوية خالد عون الله المرتبة الأولى وطنيا في الحفظ في الأسبوع الثالث للقرآن، ما جعل والده يذرف الدموع وهو يشاهد فلذة كبده في التلفاز يفتتح حفل تكريم الناجحين من طرف رئيس الجمهورية في الجامع الكبير. وتخلى الطفل عن دراسة المناهج الدراسية المقررة من قبل وزارة التربية في السنة الأولى ابتدائي، وتفرغ لحفظ كتاب الله الذي تمكن من ختمه في غضون أربع سنوات، ليعود بعدها إلى دراسة المقرر الدراسي حيث أعيد إدماجه في الصف السادس إبتدائي، لما له من ذكاء ثاقب بدليل حلوله ضمن قائمة المتفوقين. وأغلقت الزاوية أبوابها لفترة من الزمن بعد وفاة الشيخ المؤسس، قبل أن يعيد الإبن الصادق، وهو الشيخ الذي جرب السياسة فاعتزلها لأجل إعادة إحياء عمل الزاوية من جديد، بعدما زهد في المسؤولية نظرا لكونه كان رئيسا لبلدية توسنينة فترة من الزمن، قبل أن يقرر اعتزال الناس في خلوته واستثمار أمواله الخاصة في تحفيظ القرآن لأبناء المنطقة. وجعل الشيخ الصادق المنطقة المحيطة بالزاوية عرشا من حفاظ كتاب الله قبل أن تنفتح مرة أخرى، وتبدأ في استقبال الطلبة المسافرين بعدما تم بناء مسجد كبير ومرقد بطريقة عصرية، هدفه توسيع الدراسة في الزاوية إلى العلوم الشرعية وأحكام الفقه، حتى يجعل من طلبته أئمة مساجد ودعاة في المستقبل، بتضافر جهود المحسنين والإدارة الوصية لدعم الزاوية.