تلعب الزاوية من حيث تدري أو لا تدري دورا سياسيا فعالا، بالاضافة الى دورها الديني والاجتماعي، بحيث يتردد عليها مئات الآلاف من الطلبة، المحبين، المعوزين... والساسة الطامعين في كسب رضاهم، فالزاوية اليوم مؤسسة قائمة بذاتها ويطمح شيوخها أن تصبح بديلا عن التفكير السلفي الجهادي وترفض رفضا قاطعا كل من يشكك في وطنيتها اثناء حرب التحرير، فكثير من قادة الثورة ورموزها ابناء زاوية، وعلى رأس قائمتهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي بشر وهو في "حجر" الشيخ الهبري مؤسس الزاوية الهبرية "أم الزوايا" أنه سيكون له شأن عظيم. وتقترح المرجعيات انشاء زاوية جامعة لكل الطرق تكون بمثابة المتحدث الرسمي باسمها، ولا يكون ذلك حسب شيوخها تحت وصاية مديرية في وزارة الشؤون الدينية، لأنها ببساطة أكبر من ذلك، خاصة وأنها تمثل أكثر من 4 ملايين مورد. "نريد ان نكون حزام أمن يقي الجزائر من شرقها الى غربها من الأفكار المتطرفة التي أثبتت أنها طامة كبرى، فنحن أهل الزوايا نركز في منهجنا على عنصرين أساسيين، الدين الحنيف والعلم الحديث" هذا الكلام لمرجعية من مرجعيات الزوايا في الجزائر، الشيخ المجاهد سي جيلالي حفيد سيدي يحيى بن صفية، وهو من سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام، قابلناه بمقر زاويته بالدائرة التي تحمل اسمه الواقعة على بعد 20 كلم من الحدود المغربية بولاية تلمسان. الشيخ جيلالي لمن لا يعرفه هو قائد الناحية العسكرية الخامسة أثناء حرب التحرير الوطني وصديق حميم للمرحوم الرئيس هواري بومدين ومقرب من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. هذا الرجل لا يعرف الدبلوماسية وبلا تردد قال مقاطعا ابنه عضو مجلس الأمة الذي حاول عدم تسييس دور الزاوية، قائلا نحن نركز على الدين والذكر والعلم وفقط، غير أن هذا الكلام لم يحظ بتأييد الأب الذي فصل في مسألة التأييد السياسي ولمن يكون، قائلا.. "نحن مع جبهة التحرير الوطني الثورية" مضيفا أن مساندته للرئيس من الأمور المسلم بها "هذا الرجل اعاد الاعتبار للزوايا وهو ابننا نحبه ويحبنا".. دار هذا الحوار في ورشة بناء زاوية كبيرة ستكون -حسب سي جيلالي- معلما تنويريا وقطبا دينيا في المنطقة.. "للإشارة فقط، فإن الأرض ملكية خاصة، وأجرة اليد العاملة ادفع نصفها من أموالي الخاصة، وكل ما اطمح اليه هو تكوين ألف طالب، وما ادراك ما معنى تكوين الف طالب لدى الصوفية". وأضاف سي جيلالي، صاحب العمامة البيضاء، أنه من باب الاحتياط ولقطع الطريق امام حملة الفكر السلفي الجهادي يقدم لأجهزة الأمن نسخا من ملفات الطلبة الذين يرغبون في الانتساب الى زاويته "حتى يتم تمحيصها والتحقيق فيها". ويدرس حاليا بزاوية الشيخ جيلالي صالح التي لم يكتمل بناؤها بعد أكثر من 500 طالب جاءوا من مختلف الولايات مثل باتنة وتبسة، وهي البداية الأولى لأن تكون زاويته في المستقبل جامعة قرآنية. اما الناطق باسم الشيخ سيدي محمد بلقايد، الامام معزوز احمد، الذي وجدناه بسيدي معروف بولاية وهران المقر الرئيسي للطريقة الهبرية الدرقاوية الشاذلية الصوفية المبدأ والمشرب، فيقول إن طريقته "لا تمنح تأييدا سياسيا لأحد، فنحن نفضل أن نكون خارج اللعبة السياسية، وليس ذنبنا ان تزورنا الأحزاب في المواعيد الانتخابية في محاولة منها لكسب التأييد ونحن ضد من يتذكر الزاوية في الانتخابات وينساها بعد ذلك، وعلى كل لا بد من الإشارة إلى أن الرئيس بوتفليقة هو الرئيس الوحيد الذي زارنا، ونحن نعترف بما قدمه لإعادة الاعتبار للزاوية". ويضيف الإمام معزوز، الذي استقبلنا في ذات القاعة الجميلة التي استقبل فيها الشيخ بلقايد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أن الزاوية بعد فترة ركود عرفت فيها الزاوية "الحڤرة" تعيش اليوم نهضة حقيقية وتساهم بشكل فعال في تلقيح الشباب الجزائري ضد مرض التطرف والانحراف. ويقول معزوز إنه "بالرغم من تعاطفنا مع بوتفليقة الذي أوصانا به خيرا شيخنا المرحوم بلقايد إلا اننا متواجدون في الميدان قبل ان يصبح رئيسا". وتأكيدا للعلاقة الحميمية التي تجمع الرئيس بالزاوية البلقائدية، كشف الإمام معزوز عن علاقة قرابة عائلية تجمع والدة الرئيس بالشيخ سيدي محمد بلقايد. وفيما يخص الشيخ الغافور، وهو معلم من معالم الموسيقى الدينية الصوفية، التقيناه خلال تجمع للأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني بتلمسان، أسر لنا أنه وفي على العهد لهذا الحزب الذي هو في الحقيقة حزب الرئيس والزاوية المنشاوية موجودة منذ 1965 شيخنا هو سيد احمد حفيد الشيح الهبري بن عودة، ومؤسس النمامشة هو سيد احمد ابن النمامشة ولد في تلمسان في 1305ه الموافق ل 1828م المتوفى يوم الأحد 8 ربيع الأخير 1403ه الموافق ل 23 جانفي 1983م، مشاييخها سيدي قدور بن عاشور الندرومي والشيخ بن يلس التلمساني توفي في دمشق 30 نوفمبر 1927 جد الأب ساري علي الغوثي حاج الدين، زاوية بن يلس الموجودة حاليا في سوريا منذ 1920 توفي في دمشق في 30 نوفمبر 1927م وتتلمذ على يد سيدي الحاج محمد العزاوي الهبري مقدم الشيخ الهبري الذي جاء من جبل زناتن بالمغرب. اما بن يلس التلمساني، حسب الشيخ ساري رئيس اتحاد الزوايا في الغرب الجزائري، فإن من ابرز اتباع الزاوية المنشاوية الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فيما يتبع زاوية بن يلس مؤسس الحركة الوطنية مصالي الحاج، وهو ما يفسر ان الزاوية الهبرية حسب المصدر ذاته "أم الزوايا" لأنه تخرج منها شيوخ أخذوا الذكر من الشيخ الهبري وأسسوا بدورهم طرقا أخرى، والاختلاف بين طريقة وأخرى -حسب ساري- هي بعض الأذكار السرية التي لا يعرفها الا شيوخ الطرق لينقلونها لخلافائهم في الزاوية، واستشهد الشيخ ساري بحادثة اثرت فيه كثيرا في السنوات الأخيرة، تتمثل في المرض الذي اصاب الشيخ الغافور في الثمانينيات، وحينها يقول الساري "اقسم الأطباء ان حالته مستعصية ولا يمكنه ان ينقذ من الموت، فنصحه الشيخ سيدي بن عودة ابن النمامشة بالاختلاء بنفسه وقراءة بعض الأذكار السري، فكانت المفاجأة الكبرى بالنسبة لي -يقول ساري- وهي أن الشيخ الغافور لا يزال حيا وبصحة جيدة، وقد رجع الى الغناء في آخر زيارة للرئيس بوتفليقة لتلمسان الذي طلب منه الغناء قائلا له أمام جموع الحاضرين "لا بد لبلبل تلمسان أن يغني". يقول الشيخ ساري علي حكمت، الأمين العام للاتحاد الوطني للزوايا ومنسق المنطقة الغربية، التقيناه في عيادته المتخصصة في الجراحة ببلدية تلمسان، إن زوايا الغرب تلعب بالاضافة الى دورها الديني دورا اجتماعيا وحتى اداريا، بحيث تتوسط بين المواطن والادارة في قضايا السكن، الشغل .... الطلب علينا كبير الى درجة اننا خصصنا اياما لاستقبال شكاوى المواطنين" وحسب الشيخ الذي يتزعم زاوية ساري الغوثي في تلمسان هناك يوميا ما يعادل 10 طلبات لإنشاء زوايا جديدة، ويعتبر هذا المسؤول ذلك بالإيجابي، ويقول "فتح زاوية يعني غلق سجن" بالنظر الى الدور المهم الذي تقوم به الزوايا في تربية النشء تربية دينية وعلمية تقيه من الانحراف والتشدد، وهو ما يفرقنا عن التفكير -يقول ساري السلفي الجهادي "كانوا يتهموننا بالسير وراء السلطة والانصياع لأوامر السلطان، قد يكون ذلك صحيحا، غير أن تجربة السنوات العشر الأحيرة أثبتت خطر الاسلام الجهادي على مكتسبات الأمة" وهو ما يفسر حسب الشيخ ساري لجوء السلطات السعودية في السنوات الأخيرة الى غض الطرف عن انشاء الزوايا بأرضها، لأنها مقتنعة بأن التفكير الوهابي لم يجد نفعا في نشر الدين والاسلام. وحسب الشيخ الطبيب، فإن عدد اتباع الزوايا ومحبيها والمترددين عليها قد يفوق أربعة ملايين شخص، ولكم أن تستنتجوا الدور الرئيسي للزوايا بناء على هذا الرقم الذي يحلم كل حزب سياسي أن يصل اليه" ويضيف المصدر ذاته ان هناك اكثر من 9 آلاف زاوية في الجزائر على أقل تقدير، لأن هناك من الزوايا التي ترفض طلب الاعتماد من وزارة الشؤون الدينية. وانتهز الأمين العام لاتحاد الزوايا الجزائرية الفرصة للتأكيد أن مرجعيات الزوايا ستقدم قريبا مشروعا يتضمن فصل الزاوية من الناحية التنظيمية عن وزارة الشؤون الدينية حتى تصبح الزاوية مستقلة في تسييرها، وحسب ساري فإن الفكرة من وراء هذا الاقتراح هي خلق الزاوية الجامعة التي ستلعب دورا اكثر أهمية مما هو عليه الأمر الآن، وترجو المرجعيات ان يدعم الرئيس هذا الطلب "نريد مثلا ان تكون الشهادات التي نمنحها لطلبتنا معترفا بها من طرف الدولة، وقد يسهل تحقيق ذلك بفضل انشاء الزاوية الجامعة التي ستكون لها صفة مؤسسة على غرار المجلس الاسلامي الأعلى لطلب المساندة مثلا". وفيما يخص قضية منح الدعم السياسي، يقول الناطق الرسمي لاتحاد الزوايا إن معظم الأحزاب السياسية زارت الزوايا من اجل الظفر بدعمنا لها، وموقفنا مساندة حزب جبهة التحرير الوطني، وهذا لا يعني اننا ضد الأحزاب الأخرى تماما مثل الأب الذي يفضل إعطاء مقود السيارة لابنه الأكبر، ولكن هذا لا يعني انه يكره أولاده الآخرين. فتسييس الزاوية حسب ساري ليس بدعة، فنحن نريد أن نتبع سيرة الأمير عبد القادر شيخ الزاوية القادرية وتلميذ الشيخ محيي الدين بن عربي الذي كان شيخ سيدي بومدين" . وسبب اختيار حزب جبهة التحرير ليس بالصدفة حسب السيد ساري، لأن من يمثل هذا الحزب في الوقت الحالي من البطانة الصالحة والباطن هو المسؤول الذي يثق فيه الملك يسمع له ويسمعون اليه، والأكثر من ذلك -يضيف السيد ساري- فإن رئيس حزب جبهة التحرير الوطني يتميز بالتواضع، لأن التواضع من سمات رجال الصوفية الذين يؤمنون بأن الملك لله، وهو هدف التربية الصوفية والمنهج الصوفي، وقد شرعت الزوايا في حملتها منذ الجمعة الماضي، حيث انتقلنا رفقة السيد طيب لوح الى زاوية الشيخ العياشي، وهي زاوية موجودة في عين ثالوث بعين نحالة القرية الاشتراكية الأولى في الجزائر، وهي زاوية تتبع الطريقة العلوية عندها ما يعادل 200 طالب يحفظون القرآن الكريم وكونت 21 ألف طالب وإماما، والتقينا بابن المؤسس وهو الشيخ العياشي، وحينها اعلن الشيخ مساندة الزاوية لحزب جبهة التحرير الوطني. وتأييد الزوايا لحزب جبهة التحرير الوطني هو في الحقيقة، حسب الدكتور ساري، تأييدا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان والده مقدم الزاوية الهبرية، ويروي الشيخ محمد العشعاشي، وهو ممثل الطريقة الهبرية بتلمسان، أنه يتذكر ذاك اليوم الذي وضع فيه الشيخ الهبري الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على قدميه "حجره" وقال "إن هذا الطفل سيكون له شأن عظيم" والهبري مؤسس الزاوية الهبرية هو اب الزوايا، حيث كان شيخ طلبة بن يلس، سي العربي التشوار، ساري علي غوثي حاج الدين ومحمد بلقايد الذي لم يتجاوز سن ال 17 سنة عندما انشأ زاويته التي حافظت على الطريقة الهبرية، لذلك تعتبر حسب العارفين وريثة الطريقة الهبرية. شخصيات ووزراء أتباع الزاوية تنتمي بعض الشخصيات السياسية من رؤساء ومسؤولين الى الزوايا، مما يؤكد دورها الجوهري في الحياة السياسية في الجزائر، من اهم هذه الشخصيات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو من زاوية النمامشة مؤسسها هو سيد احمد بن النمامشة التلمساني ولد بتلمسان في 1305 ه الموافق ل 1828م توفي الأحد 8 ربيع الأخيره الموافق 23 جانفي 1983م مشاييخها هو سيدي قدور بن عاشور الندرومي وشيخ بن يلس التلمساني الذي اسس بدوره زاوية ينتمي اليها الزعيم الجزائري مصالي الحاج مؤسس الحركة الوطنية، فيما يعتبر رمز من رموز الثورة التحريرية السيد حسين ايت احمد ابن شيخ زاوية معروفة في بلاد القبائل كان شيخها والده الشيخ محند او الحسين وكذلك الأمر بالنسبة للرئيس الراحل محمد بوخروبة المعروف بهواري بومدين الذي وإن كان لا ينتمي الى زاوية الا أنه حسب الشيخ الحملاوي رئيس زوايا الشرق ترعرع وتتلمذ على يد مشايخ الزاوية الحملاوية قبل أن ينتقل الى جامع الزيتونة، وذكر ذات المصدر أن كلا من عبد الحميد مهري وعلي كافي الوجهين التاريخيين المعروفين هما ابناء زاوية الرحمانية، الأول في ميلة والثاني بشمال قسنطينة، واكثر من ذلك بالنسبة لعلي كافي فإن والده كان شيخا يدرس القرآن في الزاوية. ومعروف ايضا أن الجنرال وسفير الجزائر بالمغرب، السيد العربي بلخير، هو من زاوية الشيخ بلحول القادرية بمستغانم، فيما ينتمي وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد نور الدين يزيد زرهوني لزاوية سيدي قدور بن عاشور أو مثلما يطلق عليهم في تلمسان "الزراهنة" أما بالنسبة لوزير العدل، السيد طيب بلعيز، فإنه تابع للزاوية القادرية البوتشيشية المتواجدة في سيرتا بمغنية على غرار وزير الصحة واصلاح المستشفيات، السيد عمار، تو ورئيس المجلس الدستوري، بوعلام بسايح، وقد اسس الزاوية البوتشيشية عبد الحفيظ الصوفي والمؤسس الأول هو بوتشيش جاء من المغرب. وينتمي وزير التضامن الى الزاوية الدرقاوية التي اسسها مولاي العربي الدرقاوي نسبة لدرقة المتواجدة بالمغرب، فيما ينتمي الأمين العام لرئاسة الجمهورية، السيد مولاي قنديل، لزاوية الأميرة بالغزوات، والأكثر علما أن الوزير السابق للتربية السيد مصطفى شريف شيخ زاوية سيدي احمد بن يوسف بخميس مليانة على غرار وزير الشؤون الدينية الذي يعتبر كذلك ومثلما هو معروف من أتباع زاوية هدية بتيارت، فيما يبقى وزير البريد، السيد بوجمعة هيشور، من أتباع الزاوية الرحمانية في الشرق على غرار الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين السيد عبد المجيد سيدي سعيد الذي ينتمي هو الآخر للرحمانية، لكن ببلاد القبائل، حيث نجد وزيرة الثقافة خليدة تومي التي تعتبر من الأتباع المتشددين لزاوية سيدي علي مولود للطريقة الرحماية كذلك. ويفسر الشيخ بوترفاس محمد، الأمين العام لزوايا الغرب، سبب تقديس اهل الزوايا للرجال الموردين لها أو اتباعها بوصفهم شرفاء، كون ان مرجعيتهم في آخر المطاف الرسول عليه الصلاة والسلام، سواء كان ذلك من السلالة أو عن طريق اتباع سنته وطريقته، الأمر الذي يفسر سبب تفضيل شيوخ هذه الزوايا "الشريفة" خاصة تلك التي تنتمي الى سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام الزواج لبنات الشرفاء فقط، ويبرر هؤلاء هذا التوجه بمثال اعطاه لنا الشيخ بوترفاس قائلا "قد يحدث الزوج الذي لا يكون شريفا أن يهين الزوجة التي تكون من سلالة شريفة، وهو ما يعني شتم الرسول وشتم النبي -حسب أبو ترفاس- من أخطر الكبائر عند الصوفية الى درجة أن من يشتم الرسول يجوز فيه القتل تطبيقا لحديث الشافعي الذي قال حسب بوترفاس "لا يجوز شتم اهل البيت، ومن سب الرسول له حكم القتل". عزوز سعاد:[email protected]