يجدد غدا المنتخب الوطني الجزائري الموعد مع غمار مباريات تصفيات كأس إفريقيا للأمم المقررة بالغابون وغينيا الإستوائية عام 2012، عندما يتبارى بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة مع نظيره التنزاني في أولى جولات المجموعة الرابعة، التي تضم إلى جانب كل من إفريقيا الوسطى والمنتخب المغربي في مواجهة سيكون فيها « الخضر » أمام خيار الفوز والظفر بالنقاط الثلاث دون سواهما، إذا ما أرادوا تعزيز حظوظهم في اقتطاع تأشيرة التأهل إلى النهائيات المقبلة، والتي ستعرف تنافسا شديدا بين هذه المنتخبات الأربعة، ويسعى أشبال الناخب الوطني رابح سعدان بعد الهزيمة القاسية في الإختبار الودي الفارط أمام الغابون وما صاحبها من موجة انتقادات من الشارع الرياضي الجزائري والأنصار، إلى توظيف كامل أوراقهم بغية تحقيق نتيجة إيجابية ومن ثم رد الإعتبار لأنفسهم، لأن هذه المرة رفقاء بلحاج يدركون جيدا أن التعثر في لقاء الغد لا يكون أي مجال للتدارك، وهذا باعتبار أن تضييع النقاط الثلاث داخل القواعد من شأنه أن يراهن حظوظهم كلية في لعب ورقة التأهل، وهو ما يتوجب على العناصر الوطنية أخذ هذا الجانب بعين الإعتبار وتفادي أية حسابات قد تعقد من مأمورية الفريق المونديالي. المأمورية صعبة جدا أمام تنزانيا ولا مجال هذه المرة للخطإ وبالنظر إلى الظروف التي عرفها المنتخب في الفترة التي أعقبت نهاية الإختبار الودي أمام الغابون، في ظل عدم جاهزية بعض اللاعبين وإصابة وغياب أبرز الكوادر الأساسية عن لقاء الغد، فالأكيد أن مهمة « الخضر » سوف لن تكون سهلة كما سبق وأن أقر بذلك الناخب الوطني الذي اعترف بصعوبة الرهان، في ظل المعطيات سالفة الذكر، علاوة على أن التشكيلة تدرك جيدا أن تسجيل التعثر أو التفريط في النقاط الثلاث أمام المنافس من شأنه أن يرهن حظوظه في التنافس على ورقة التأهل، خاصة وأن كتيبة سعدان لن تجد في كافة الأحوال أي مجال للتدارك في الرهانات المقبلة، وهو ما يجعل الخطأ ممنوعا على محاربي الصحراء في هذا الرهان الهام. التعثر سيعجّل برحيل سعدان وحاشيته ورد فعل قوي منتظر من الأنصار على الموندياليين ولأن مباراة الغد أمام تنزانيا تكتسي أهمية بالغة والتي من خلالها يتحدد مصيرنا في هذه التصفيات على خلاف مباراة الغابون الودية الأخيرة، فإن التشكيلة الوطنية ستكون مطالبة بالإنتفاضة في لقاء هذا الجمعة وتحقيق الفوز الذي قد يشفع لهم بإعادة الثقة لأنصارهم الذين بدون شك، لن يتسامحوا هذه المرة أمام رفقاء مبولحي لأن اللاعبين يدركون جيدا أن تسجيلهم لأية نتيجة سلبية من شأنه أن لا يكون في صالحهم، خاصة إذا علمنا أن العلاقة بينهم وبين الجمهور سادتها في الآونة الأخيرة حالة احتقان كبيرة، ليبقى الوضع مرشحا للتعقيد أكثر لو فشل سعدان في التوفيق في خرجته الأولى من هذه التصفيات، والتي من خلالها بدون شك يتحدد مستقبله على رأس العارضة الفنية للخضر، أما بتحقيق نتيجة ايجابية قد تشفع له بمواصلة مشواره أو التعثر الذي سيرسم بنسبة كبيرة رحيله رفقة مساعديه وهو السيناريو الذي لا يتمناه طبعا ابن باتنة. تألق الشبيبة قاريا سيضع اللاعبين أمام محك حقيقي وضغط كبير لصنع النتيجة وما يزيد من صعوبة مأمورية رفقاء زياني في تحقيق نتيجة ايجابية أمام تنزانيا، هو أن اللاعبين سيكونون أمام خيار البحث عن تحقيق المكسب الذي سيعيد فيه الفرحة والبسمة للأنصار، الذين يريدون أن يكون فريقهم في المستوى لتشريف الكرة الجزائرية كما تألق في السابق الممثل الجزائري شبيبة القبائل، الذي صنع تأهله إلى الأدوار المتقدمة من دوري أبطال إفريقيا حديث معظم اللاعبين الذين لم يتوانوا في الإشادة بالأداء البطولي والإنجاز الذي حققه أبناء جرجرة على حساب فريق القرن، وهي المعطيات التي بدون تأكيد ستكون حافزا لهم لمواصلة هذه الدينامكية بالرغم من أن المهمة ستكون صعبة للغاية، وهذا في ظل الضغط الكبير الذي سيفرضه الأنصار عليهم يوم المقابلة. زياني، حليش ومطمور يعودون وقادير، لحسن وعنتر يغيبون وشاقوري في أول ظهور له ستستفيد التشكيلة الوطنية على خلاف الإختبار الودي الفارط أمام الغابون من عودة بعض العناصر التي لم تسجل حضورها في الحادي عشر أوت الفارط بملعب 5 جويلية، والأمر يتعلق بكل من الثلاثي زياني الذي لم يشارك بسبب الإصابة رفقة مطمور، في حين حليش كان خارج القائمة بعدما أعفاه سعدان من خوض اللقاء لأن في تلك الفترة كان ابن حسين داي منشغلا بالتعاقد مع النادي الإنجليزي فولهام، وهي العودة التي من المنتظر أن تكون في صالح سعدان الذي يراهن كثيرا عليهم لقيادة المنتخب لإبقاء النقاط بملعب تشاكر بالبليدة في أمسية الغد، في المقابل يعد لقاء تنزانيا استثنائيا بالنسبة للوافد الجديد شاقوري الذي ينتظر أخذ فرصته مع التعداد في أول ظهور له مع الخضر. فيما سيسعى شاذلي إلى تأكيد مكانته وفرض وجوده بعد عودته مجددا إلى التشكيلة، في المقابل فإن الناخب الوطني مرشح لإحداث تغييرات كثيرة خاصة بعد عودة المصابين وجاهزية العناصر الأخرى، فيما سيفتقد المنتخب إلى الثلاثي قادير ولحسن وعنتر لأسباب مختلفة. معالم التشكيلة الأساسية ستحدد اليوم على هامش آخر حصة تدريبية في تشاكر سيجرى اليوم أشبال سعدان آخر حصة تدريبية لهم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة الذي يحتضن مواجهة الغد، والتي سيقف من خلالها عند وضع الروتوشات الأخيرة وتحديد معالم التشكيلة الأساسية التي سيستعين بها أمام تنزانيا، ولو أن الناخب الوطني يكون قد وضع في مفكرته في الحصص السابقة قائمة 11 المرشحين لأخذ مكانهم في التعداد. مبولحي مرشح لأخذ مكانه ضمن الحراس ويبدة قد يكتفي بلعب شوط واحد الأكيد أن الناخب الوطني من المنتظر أن يصادف مشاكل كثيرة في تحديد القائمة التي سينوي الإعتماد عليها، طالما أنه ليس له خيارات كثيرة باعتبار أن أغلب العناصر افتقدت في الآونة الأخيرة إلى المنافسة، على غرار يبدة الذي كان منشغلا في الآونة الأخيرة بقضية انضمامه إلى نابولي الإيطالي، وهو ما يجعل مشاركته في لعب 90 دقيقة أمرا غير وراد، على عكس الحارس مبولحي الذي وإن عاش نفس سيناريو يبدة إلا أن سعدان قد يستنجد به لحراسة عرين الخضر أمام تنزانيا، لاسيما وأن ڤاواوي لا يتواجد في أحسن إمكاناته، ليأتي زماموش في المركز الثاني الذي مازال يملك حظوظا لخلافة حارس النادي البلغاري في أي طارئ. علينا أن نلعب الهجوم ويجب الحذر من الهجمات المرتدة للتنزانيين طالما أن المنتخب الجزائري سيكون هو صاحب المبادرة في صناعة اللعب باعتبار حاجته إلى الفوز والنقاط الثلاث، إلى جانب استفادة « الخضر » من عاملي الملعب والجمهور، فإن سعدان مطالب بالإعتماد على طريقة هجومية محضة مع إعطاء دعم لخط وسط الميدان الذي سيكون له الدور الكبير في مد المهاجمين بكرات حاسمة، وتشير كل المعطيات إلى أن سعدان من المنتظر أن يقحم الثنائي جبور وغزال في المقدمة فيما سيكون مطمور الورقة الهجومية الثالثة، في المقابل فإن دفاع « الخضر » يتعين عليه أخذ احتياطاته كثيرا من الهجمات المرتدة والسريعة من جانب لاعبي المنافس، الذي سيحاول استغلال الهفوات التي قد يقع فيها رفقاء حليش.