السّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا سيدة متزوجة منذ 14سنة، أم لخمسة أطفال وعاملة بالقطاع العمومي، كل هذه المعطيات يا سيدة نور، لم تشفع لي عند زوجي الذي لا يحترم ظروفي، ويفعل العكس لأنّه دائما يرفض طلباتي، ورجائي عندما يتعلّق الأمر بمصلحتي. زوجي يا سيدة نور، أنهكني بطلباته غير المنتهية، ولأنّه واجب علي تلبية كل ما يرغب به، فأنا حاضرة بالجهد حتّى في أحلك ظروف تعبي وإرهاقي، ولأنّه التمس منّي الطّاعة والإنصياع لأوامره، راح يستغلني أبشع استغلال، وذلك بدعوى الأقارب والجيران للإفطار معنا. هذا الأمر كما تعلمين يا سيدتي، يتطلب مني المزيد من الجهد، وأنا كما أخبرتك في بداية الرسالة منشغلة بأبنائي الخمس وكذلك بعملي. لقد حاولت التّحدث معه بخصوص هذا الموضوع لكنه يرفض المناقشة، بحجة أنّه رمضان ويجب عليه الإحسان للناس والأقارب والجيران. رغم أنّي لا أمانع بخصوص هذا الأمر، إلا أنّي أرغب في تنظيمه، فلا بأس أن يفعل ذلك مرتين على الأكثر في الأسبوع. ماذا عساني أن أفعل؟ بخصوص هذه المسألة، علما أن حالتنا المادية متوسطة، ولابد علينا من بعض التقشف لأجل توفير بعض المال للدخول المدرسي، والعيد الذي لم يعد يفصلنا عنهما إلا أياما قلائل. مليكة / العاصمة الرد: من المؤكد يا عزيزي أن زوجك يفعل ذلك عن طيب خاطر وحسن نية، فهو يريد استغلال الشهر الفضيل في أعمال الخير، ليجني الثواب ولم يفكر في غير ذلك من الأمور المادية، أو ما يتعلق بكونك تشعرين بالتّعب وأن ظروفك لا تسمح لك بذلك لهذا السبب، يجب أن يكون لحديثك معه طريقة أخرى، من خلالها تعرفين كيف توصلين الفكرة لزوجك، هذا إذا كانت أسبابك حقيقية، عساه يتفهم الموقف. أحب أن أخبرك بشيء يا عزيزتي، إن ما فعلته وأنت مكسورة الخاطر ودون رغبة منك، وعدم الرضى قد لا يحتسب لك بل عليك، فالصدقة يا عزيزتي والإحسان يتطلبان قبل كل شيء النية الصادقة، والرغبة ثم الفعل لوجه الله تعالى. وليس لسبب آخر ولا لشيء، لأن من يتق الله يجعل له مخرجا، أما بخصوص الأمور المادية، فهي تدبير من عند المولى عز وجل وكل ما يتعلق بالأرزاق، فهو من شأنه، لا يمكن للإنسان حتى لو تدبّر أموره واستعمل سياسة التّقشف، أن يغالط الله لأنّه الرازق الأول والأخير. ردت نور