السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أنا فتاة في السادسة والعشرين من العمر مخطوبة منذ أشهر، وقد كان خطيبي يشجعني على ارتداء الحجاب، فكانت نفسي الأمّارة بالسوء تمنعني، كنت أقول له أنّنا لما نتزوج إن شاء الله سأرتديه، وبأنّي لا زلت مقصّرة في صلواتي، ولا أحافظ عليها فكيف أرتديه؟ سأحسب نفسي منافقة لو فعلت ذلك، لأنّ الحجاب ليس لباسا فقط، بل هو أسمى من ذلك، لأنّ المرتدية له يجب أن تطبق تعاليم الدّين كما هو، المهم يا سيدة نور حاولت جادة أن أرتديه في شهر رمضان وخطيبي كان دائما يشجعني على ارتدائه، ويقول لي أن الحجاب سيشجعك على الحفاظ على صلواتك وأنك جميلة وستكونين أجمل بالحجاب، لقد ارتديته لكن للأسف، لست راضية على نفسي وصلاتي لأني أهملها بسبب ظروف عملي، فأصبحت في هذه الأيام أفكر بنزعه، لأنّي لا أقدر عليه من شدة الحر، كما أصبحت أحس بأنّي مخنوقة، أنتظر وقت دخولي للمنزل حتى أزيله لكي أتنفس. صدقيني أنا أحب جدا الحجاب منذ صغري، وأحب البنات المحتجبات وأعرف أنّه عفة خصوصا في هذا الزّمن، الذي أصبح فيه عجب العجاب، صديقاتي يقلن لي أنك أهملت نفسك منذ ارتدائك للحجاب، لكن لا أكترث لهن، وخطيبي يقول لي أنّي لا أتصور رؤياك بدون حجاب، أنا في حيرة من أمري وفي دوامة، أرجوك سيدة نور لا تبخلي علي بنصائحك، فأنا محتاجة لها في هذا الوقت. صونيا/ بجاية الرد: عزيزتي؛ إنّ الذي يتمسّك بهذا الدّين سلوكا وأخلاقا يكون من المجاهدين، لأنّه يجاهد الشّهوات والرّغبات، ويجاهد شياطين الإنس والجن. عزيزتي؛ إنّ الحجاب هو زينة الفتاة وجمالها وعفّتها وكرامتها ومحل طهرها، فإنّك بحجابك تأمنين الذّئاب البشرية التي تنهش الأعراض بعيونها، لقد خلقك الله تعالى يا عزيزتي لرسالة معينة، وهي عبادته وطاعته، وغدا ستلقينه طال عمرك أم قصر، وسيسألك عن كل شيء، فسيري في طاعته، ولا تلتفتي إلى همزات الشياطين فتضلك عن السبيل القويم. واعلمي أن هناك بنات من أجل أزواجهن اخترن التعري والسفور، بعد أن كن محجبات وعفيفات، وأنت والحمد لله زوجك يعينك على طاعة الله، فنعم الزوج. عزيزتي؛ إنك تحتاجين لمزيد من الغذاء الروحي، فأكثري من الصلاة والذكر، خاصة ونحن في رمضان وتلاوة القرآن، فهذا غذاء للروح يقوي إيمانك، ويزيد تمسكك بدينك، فاجتهدي ولا تتركي للشيطان سبيلا، فيصدّك عن سبيل الله، أسأل الله أن يوفقك لما يحبّه ويرضاه. ردت نور