السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد: أنا شاب في الثلاثين من العمر، أعمل طبيبا في إحدى العيادات الخاصة، تعرفت على زميلة لي في العمل، على قدر من الجمال والأخلاق تحمل الكثير من الصفات الجميلة، أحببتها ولكنّي من تعاملي معها، وجدت أنّها تعرف الكثير من الشباب على سبيل الصّداقة البريئة، نصحتها بأنّه لا توجد علاقة صداقة بين شاب وفتاة، لكنها تقول أن ذلك من عوامل التحضر، وأنّها تساعدهم في حل مشاكلهم، وهم أيضا يفعلون الشيء نفسه دون مقابل. لقد سمعتها تتحدث معهم مدة طويلة، من خلال الهاتف، هذا ما جعلني أخاف عليها، لأنّي أحبها بصدق، وأرى فيها الكثير من الخير، وضحت لها أن ما تفعله، يعتبر مدخلا للشيطان الذي يكون له مسالك ودروب لا يعلم مداها إلاّ الله، أخاف عليها أن تستمر حتّى تصدم، وفي هذه الحالة سوف تسمى المسميات بأسمائها الطبيعية، وتعرف أنّه لا توجد صداقة بين شاب وفتاة. سيدة نور، أريد أن أنقذها من ذلك المستنقع لأنّي أحبها، وخصوصا أنّه لا توجد لديها سابق خبرة، ماذا أفعل؟ فأنا حقا أحبها وأرغب بها شريكة لحياتي. كريم/حجوط الرد: إن هذه الفتاة التي تتحدث عنها، عليك أولا أن تنصحها نصيحة واضحة، نعم فقد تكون علاقات بريئة ولا تتعدى حدود الكلام، ولكن المهم أنّها تشعر بأنها مهمّة وسط قطيع الشباب الجائع، فهذا ينظر إليها وهذا يتكلم معها، وإن لم يحدث بينهم شيء مما حرم الله، إلا أنّه نوع من الإشباع النفسي، وهذا دلالة على وجود نقص في نفسيتها، شعور داخلي بالنقص، فهي تريد أن تستثمر هذا القدر من الجمال في الحصول على أكبر قدر من المعجبين، وأن تشعر أنّها وسط دائرة الضوء، وأنّها مرجع وملاذ، فمن عنده مشكلة يرجع إليها، ومن عنده مصيبة يتحدث إليها، ومن أراد مشورة فليتكلم معها، تريد أن تلعب الدور المهم في حياتهم، مثل هذه الفتاة لا تصلح أن تكون زوجة بمعنى الكلمة، في الوقت الحالي. فإن استجابت ووجدت أنها بدأت تنضبط وتضع النقاط على الحروف، فلك أن تتقدم إليها، وإذا لم تستجب فأنصحك أن تتركها، لأنّها لا تصلح لك، وأنت إن خطبتها، قد لا تستطيع أن تتخلص من هذا الأمر بسهولة مما يسبب لك مشاكل معها، لأنّها ستتهمك بأنّك تشك فيها وأنك لا تثق فيها، وأن غيرتك زائدة، وأنّك رجل مريض وتفتح أمامك ملفات لا نهاية لها. أتمنى لك التوفيق، وأسأل الله أن يوفقك للخير وأن يعينك على اتخاذ القرار المناسب الذي يخدمك، ولا يتعارض مع الرجولة، وإذا كان فيها من الخير فأسأل الله أن يوفقك لها وألا يحرمك منها. ردت نور