السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد: أريد منك النصيحة يا مدام نور بخصوص هذه القضية، تقدم لي شاب منذ حوالي سنة، عن طريق أصدقاء والدتي، فالبرغم من أنني أعمل بمنصب مرموق، لكن لم يتقدم لخطبتي كثير من الشباب، بالرغم أنني على قدر من الجمال، ومن عائلة كبيرة ربما لهذه الأسباب، فإن الكثير يتراجع في اتخاذ قرار التقدم لي، عمري 32 سنة أشعر كثيرا بالوحدة، وإليك قصتي: فبعد أن تقدم لي هذا الشاب، الذي هو في بداية حياته ولديه سكن في بيت أسرته، لديه كثير من الأخوات والإخوة، ارتحت في البداية له، هذا ما جعلني أوافق على الخطوبة، لأن والدي عرف من الناس أن أخلاقهم ممتازة وهذا ما فرحني كثيرا، خاصة أنه في البداية قد أبدى لي حبا وحنانا كنت أفتقده، فكنا نتكلم بالساعات ولكن لاحظت بعد فترة ارتباطه الشديد بأسرته، فهو يحمل همهم جميعا، فأحسست أن هذا الحب سوف يشاركونني فيه، أنا لست أنانية، ولكن في كثير من الأحيان يجعلني آخر اهتماماته، وبالرغم من هذا كنت راضية، فكنت لا أنام حتى أطمئن عليه، ولأنني أحببت كلامه حتى القليل كان يكفيني، على الرغم من حزني ومعاتبتي له كثيرا، بأنني آخر اهتماماته. بعد فترة من الخطبة بدأنا نستعد للزواج، فحدث أنه بعد ستة أشهر أصبح يستعجل الزواج، وقبل عقد القران بأسبوع، فاجأني خطيبي بكارثة لم أكن أتصورها، وحكاها لي وكأنها أمر عادي، أن بعض الأشخاص قد قاموا بالنصب عليه وقام بإمضاء شيكات بدون رصيد، و حكم عليه غيابيا، وأنه لن يسجن ولو اقتضى الأمر، فسوف يقوم بدفع المبلغ لهؤلاء الأشخاص، وقد علل لي أنه كان لا يريد أن يحملني همه، حتى لا أقلق فبكيت وأنا قد جهزت كل شيء للزفاف، وقمت بدعوة جميع الأهل والأصدقاء، فقال لي أنه سوف يشرح كل شيء بالتفصيل ولكني لم أحتمل فالصدمة قوية. وبعد أن قمنا بالسؤال عن القضية؛ علمنا أن الحكم الذي وقع عليه، قدر بثلاث سنوات نافذة، وحددت جلسة لإستئناف الحكم بعد توقيت الزفاف بأسبوعين، ليس ذلك فحسب، وأنه كان خاطبا قبلي ولم يصارحني أيضا، وربما بعض الهدايا كانت لخطيبته الأولى. مع العلم أنه يعمل طبيبا ووالده كان مديرا، وبعد التقاعد أصبح يتاجر في العقارات، ولكنه لم يخبرني بأي شيء عن هذا الأمر. بالرغم أنه فات وقت كبير على هذا الموضوع، وأيضا أنا متأكدة أنه نسي كل شيء كان بيننا. فهل هذا الشخص يصلح كزوج للمستقبل، و هل هذا الفعل يعتبر غش وخداع؟ أم أنا التي تخليت عنه؟ ليلى / العاصمة الرد: أبدأ من حيث انتهيت بسؤالك، ثم أناقش معك الأسباب وأحلل الدوافع. فحسنا فعل والدك وأسرتك بفسخ الخطوبة، ورد الأموال وهم فعلا أدرى وأوعى بهذا، ولديهم من الحب لك وخبرات الحياة ما يكفي، فردا على سؤالك بأن هذا الشخص يصلح كزوج للمستقبل أم لا ؟ وهل أنت ظلمته أم لا؟ أقول لك بكل صدق وأمانة وإخلاص كأخت أو صديقة أولا، وكإنسانة لي خبرة كبيرة في مجال النصح والإرشاد، إنك لم تخطئي أبدا، وهذا الشخص لا يصلح للزواج منك، وهو غير أمين عليك وأهله أيضا ليسوا أمناء وليسوا أهلا للزواج والمصاهرة. إن كل شيء فعله معك محل للريبة وموضع للشك، بل هي في الحقيقة قرائن ضده بداية من الإهتمام والحب المصطنع، في البداية ثم انصرافه عنك إلى أهله بشكل جائر، ودون أدنى مبالاة، وإنما خضوع تام لهم ولوالدته. وهذا ليس بشيء جيد، فهو إما ضعف في الشخصية أو سيطرة من الأسرة والأم بشكل خاص، وهو أمر سلبي جدا في التربية، قد يعود عليك بالفشل التام في حياتك الزوجية، رغم تنازلاتك الشديدة وحسن ظنك واعتقادك بألا تكوني أنانية، فلابد من أن يكون لزوج المستقبل وضوح واستقلال في الشخصية وقدرة على التميز والنضج، وهذا غير متوافر فيه ولا في أهله وأسلوبهم في التعامل والتربية لقد حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات غيابيا، لكنه أخبرك نصف الحقيقة بعد فوات الأوان، حيث لا ينفع الندم حينئذ، وأنت تقولين إنه حتى لم يبال بك بالتكلم مباشرة، بل من خلال وسطاء أو رسائل، فأين الصدق والشفافية... إنه مجرد جشع ومقامر. أقول لك بكل صراحة، دعيه يذهب غير مأسوف عليه ولا على أهله أو مصاهرتهم. أنت مقبلة على الحياة، فأدعو الله أن يوفقك للخير والجئي إليه دائما، واستخيريه ولا تقلقي فأنت جوهرة مكنونة حقيقة ودون أي مبالغة، وإن شاء الله سيكون لك كل الخير، وصدقيني أنك تستحقين كل الإحترام والتقدير والسعادة. أدعو الله أن يوفقك لذلك فقط بشريني بذلك، وأرجو أن تتحصلي على الجريدة، لأني لن أعيد لك الرد مرة أخرى حتى نترك الفرصة لباقي القراء. ردت نور