يتواجد الشارع الرياضي الجزائري في حالة من الذهول ويطرح العديد من التساؤلات بسبب النتائج الأخيرة المحققة من قبل المنتخب الوطني الجزائري سواء في المباريات الرسمية أو الودية، بحيث لم تفهم الجماهير الجزائرية سبب الحالة التي وصل إليها منتخب المحاربين الذي كان يرعب كل منافسيه في الماضي القريب وكان سببا في قتل حلم الفراعنة في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا هذا العام. ولعل من أهم الأسئلة التي يطرحها المناصر الجزائري هي لماذا يحدث كل هذا لكتيبة المحاربين؟ حيث لم يفهم إلى حد الآن الأسباب التي جعلت منتخبا موندياليا استطاع أن يترك بصمته في أكبر تظاهرة عالمية رغم أنه لم يحقق أي فوز ولكنه استطاع أن يوقف واحدا من أكبر المنتخبات في العالم ألا وهو المنتخب الانجليزي، تتراجع نتائجه بطريقة مذهلة ولم يحقق أي فوز منذ عام تقريبا، بحيث كان آخر فوز حققه في مباراة رسمية أمام المنتخب الإيفواري لحساب الدور ربع النهائي من نهائيات كأس الأمم الإفريقية بأنغولا شهر جانفي المنصرم، فبالرغم من إحداث عدة تغييرات بداية من إقالة المدرب السابق رابح سعدان عقب أول تعثر أمام المنتخب التنزاني على أرض ملعب البليدة وتعيين ''الجنرال'' بن شيخة محله والذي بدوره أقدم على عدة تغييرات في تشكيلة ''الخضر'' كانت أولها إبعاد بعض نجوم المنتخب المحترفين على غرار بلحاج وغزال بعد أن قدما مستوى متواضعا خلال المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره منتخب إفريقيا الوسطى في ثاني مباريات التصفيات لأمم إفريقيا 2012، إلا أن ذلك لم يشفع للمحاربين الذين قدموا مستوى متواضعا جدا في المباراة الودية الأخيرة أمام منتخب لوكسمبورغ رغم أن التشكيلة طالتها عدة تغييرات، حيث لم يتمكن اللاعبون الشبان والذين أغلبهم من المحليين من إعادة الروح إلى المنتخب العربي الوحيد المشارك في كأس العالم بجنوب إفريقيا، ليبقى الجزائريون في انتظار عودة ''روح أم درمان'' التي كانت وراء عودة الكرة الجزائرية إلى الساحة العالمية بعد غياب دام ربع قرن. وليست الجماهير الجزائرية الوحيدة التي تفهم ما حدث للمنتخب الوطني، بل حتى التقنيون والمطلعون على خبايا بيت ''الخضر'' لم يجدوا تفسيرا لما يحدث للمنتخب المونديالي الذي قد يرهن حظوظه في التأهل والمشاركة في نهائيات كأس الأمم المقبلة، وهذا في حال حقق أي تعثر في المباراة المقبلة المنتظرة أمام المنتخب المغربي شهر مارس المقبل، حيث أكد لنا العديد من المدربين والتقنيين أنهم لم يجدوا أي تفسير على اعتبار أن كل الظروف مهيأة لرفقاء بوڤرة لتقديم أفضل ما عندهم خاصة وأن البعض منهم يتألق في البطولات الأوروبية مع نواديهم. هل سيحدث ''الديكيليك'' بعد إقصاء الخضر؟ ورغم كل التغييرات التي أحدثت على مستوى المنتخب الوطني إلا أن الديكيليك لم يحدث ولا زالت النتائج الايجابية غائبة عن ''الخضر'' الذي ينتظره كل الجزائريون الظهور مجددا في كأس إفريقيا 2012 من أجل افتكاك اللقب هذه المرة بعد أن تألق في الدورة السابقة واكتسب بعض الخبرة، إلا أن ذلك لن يحدث إلا بعد حدوث الديكيليك ولن تغفر الجماهير الجزائرية أي تعثر أمام المنتخب المغربي في الجولة المقبلة، حيث يخشى الجميع أن يحدث الديكيليك بعد إقصاء المنتخب الوطني من التصفيات أين ستحل الكارثة الحقيقية ويحل المنتخب ومعاقبة اللاعبين الذين لم يسبق لهم وأن عوقبوا حتى أولئك الذين تسببوا في مهزلة سلوفينيا، وقبل هذا وذاك فإن لمنتخب المحاربين فرصة جيدة لإحداث ''الديكيليك'' قبل موعد المغرب عندما يواجه المنتخب التونسي وديا في شهر فيفري المقبل.