سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غالبية الجزائريين مع ''البارصا'' ''زكارة'' في كريستيانو ومورينيو.. والريال في خبر كان مع زيدان ''النهار'' ترصد حركة الشارع الرياضي وتحضيراته قبل ساعات فقط من ''الكلاسيكو''
بالنظر للغط الكبير والكلام الكثير الذي أحدثه الكلاسيكو الأشهر في إسبانيا والعالم، بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، وقبل انطلاق صافرة البادية بسويعات، تنقلت ''النهار'' إلى بعض الأحياء الشعبية في العاصمة لمعرفة حيثيات قصة الحب الأزلي للجزائريين وولعهم بفريقي برشلونة وريال مدريد والذي تجذّر في قلوب شباب العاصمة في السنوات العشر الأخيرة، إلى درجة تخطت حد المتابعة والتشجيع عبر التلفاز، ووصلت إلى حد السفر إلى إسبانيا ومشاهدة النجوم عن قرب. وقبل ساعات عن المباراة الواعدة التي ستجمعهما في الدوري الإسباني على أرضيّة ملعب ''كامب نو'' تنقلنا من لاستقصاء آراء الجزائريين ومعرفة مدى اهتمامهم بهذا العرس الكروي، وماهي تحضيراتهم وتكهناتهم بالنتيجة النهائية لموقعة ''كاتالونيا''، ولعل الشيء الذي وقفنا عليه هو أن 99 من الجزائريين وبدون مبالغة يناصرون نادي برشلونة على حساب ريال مدريد الذي نقصت شعبيته منذ رحيل الأسطورة زين الدين زيدان، وبداية من الصبيحة وبالضبط على الساعة الحادية عشر انطلقنا نحو أول نقطة في زيارتنا حيث اخترنا حسين داي لمعرفتنا المسبقة بعشق أبناء هذا الحي للكرة الإسبانية ونادي برشلونة بالتحديد، وبمجرد وصولنا إلى هناك صادفتنا بعض التجمعات الشبانية والتي حسبناها في الوهلة الأولى عراكا أو شيئا من هذا القبيل، لنكتشف فيما بعد أنهم في نقاش ساخن حول اللقاء الهام، ولأننا وجدنا ما كنا نبحث عنه وخرجنا من أجله اقتربنا من بعض الشباب الذين التفوا حولنا بمجرد أن كشفنا عن هويتنا وكذا سبب تواجدنا هناك، وبدا الكل يعد ميزات برشلونة ونقاط قوته وسر نجاحه، ولعل أول من تحدث إلينا هو ''عمي عمار'' صاحب أحد المقاهي في حسين داي، والذي قال لنا أنه يعشق ''البارصا'' حد الجنون وأنه لا يستطيع الصبر حتى موعد اللقاء، حيث قال في هذا السياق ''ما صبت وقتاش يبدى الماش'' ،ورغم سنه المتقدم نسبيا إلا أنه كان يتمنى لو كان بإمكانه السفر إلى إسبانيا لمشاهدة اللقاء عن كثب، ولعل الشيء الطريف الذي لمسناه من هؤلاء حبهم الكبير لغوارديولا مدرب البارصا ولاعبه الأرجنتيني ميسي ''وكرههم'' لمورينيو ومهاجمه كرستيانو رونالدو، وبالرغم من أن الكره هنا لا يتعدى ميدان التشجيع في كرة القدم إلا أننا اكتشفنا أن الجزائريين يحبون ميسي كثيرا لتواضعه وشخصيته الطيبة التي لا تختلف كثيرا عن شخصية مدربه، وبالمقابل هناك من أكد أنه يناصر برشلونة ''زكارة'' في مدرب الريال البرتغالي جوزي مورينيو ومهاجمه رونالدو، على غرار ''عليلو'' الذي يملك محلا للملابس الرياضية والذي قال في هذا الشأن ''أنا أناصر برشلونة (زكارة) في مورينيو ورونالدو''، ولم يكن هذا رأي ''عليلو'' فقط بل هو رأي العديد من الشباب الجزائري الذين أرجعوا سبب عدم حبهم لكل من مدرب الريال ومهاجمه، للشخصية التي يمتازان بها والتي تبدو متعجرفة وفيها نوع من الغرور والتكبر، حسبهم، والتي لم يستسغها عشاق الناديين من الجزائريين، لكن هذا من دون شك لا ينبع من نقص كفاءتهم وإمكانيتهم التي لا يختلف فيها اثنان. ''مخاطرات'' بالجملة على ''الشواء''، رهان على ميسي وأعلام برشلونة غزت محلات العاصمة ولعل الشيء الطريف الذي لمسناه خلال تجولنا في العاصمة هو الحديث عن تنظيم ما يشبه الرهانات بين الشباب الذين اختاروا لقاء برشلونة والريال من أجل التكهنات بين الأصدقاء والرفقاء الذين اختاروا المقاهي للاجتماع ومشاهدة المباراة التي تحمل في الوقت ذاته مقابلات أخرى على غرار مباراة مورينيو وغوارديولا ومباراة ميسي وكريستيانو، ولعل الأطرف في الأمر أن الفائز في هذا الرهان والذي صدق تكهنه سيتناول الشواء مجانا على حساب من لم يصدق تكهنه، على غرار ما فعله كل من سفيان وأمين وفتحي وعبد الرحمن، وهم أصدقاء من حي ''بلكور'' الشعبي، حيث أعطى كل واحد منهم رقما لعدد الأهداف التي سينتهي بها اللقاء وفي حالة ثبوت احتمال أحدهم ستكون هديته تناول الشواء مجانا في سهرة المواجهة، وما هذا سوى مثال عن الرهانات والتكهنات التي اعتمدها شباب العاصمة لإعطاء المقابلة أكثر تنافسية وحماسا، وبدرجة أكثر دعابة، وفي سياق آخر ومن خلال تجولنا بأحياء العاصمة لاحظنا تواجدا كبيرا لأعلام الناديين وبدرجة أكبر راية برشلونة التي زينت الكثير من محلات الجزائر العاصمة، وبالأخص تلك التي تختص في بيع الملابس، حيث قدر ثمن علم برشلونة ب400 دينار للعلم المتوسط و1000 دينار للحجم الكبير، فيما أكد لنا أصحاب المحلات المتخصصة في الملابس الرياضية أن نسبة الإقبال على الإعلام والأقمصة الخاصة بالنادي الكاتالوني زاد الإقبال عليها بشكل لافت عشية الكلاسيكو الأشهر في العالم. أصحاب ''الشكارة'' من ذوي الإشتراكات ''قلّعوا'' لنيو كامب و''الزوالي كان سلاكها في القهاوي'' وما لمسناه من خلال استطلاعنا في حسين داي لأجواء الكلاسيكو بين الغريمين برشلونة والنادي الملكي، هو اكتشافنا لميول وشغف الجزائريين بمتابعة الدوري الاسباني، سيما فيما يتعلق بالصراع السائد بين قطبي الكرة الاسبانية، حيث لم يتوان أغلبية التجار الكبار بالمدينة والذين يملكون الاشتراكات لمتابعة هذا الداربي الواعد في التنقل إلى عين المكان بغية تسجيل حضورهم بمعقل نيو كامب، فخلال تجولنا أسر لنا العديد من الذين التقينا بهم أن أغلب الذين يملكون محلات تجارية وأصحاب رؤوس الأموال قد تنقلوا بالمئات إلى برشلونة لحضور هذه القمة رغم غلاء تذكرة الملعب التي تتعدى ثلاثة آلاف أورو، عكس بعض الفئات التي ترى أن المتنفس الوحيد لها بالتمتع بفنيات الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي رونالدو هي المقاهي التي عادة ما تكون معقل المناصرين العاديين ''الزوالية'' الذين لا حول ولا قوة لهم عندما يتعلق الأمر بمثل هذه المواعيد، فيما فضلت الأغلبية الأخرى في مشاهدة لقاء الرائد والوصيف في البيوت طالما أن العديد منهم يملكون القنوات المشفرة التي تتكفل بتغطية هذا الحدث الكروي الذي يختلف فيه طابعه عن المواسم الفارطة، باعتبار أن النادي الملكي بقيادة المدرب الظاهرة البرتغالي مورينو يريد الإطاحة بالكاتلانيين في عقر دارهم ومن ثمة إبعاده من هرم ترتيب الليغا وهو الحال أيضا بالنسبة لكتيبة غوارديولا الذي يطمح مرة أخرى إلى تكريس اسمهم في تاريخ هذه المواعيد الكبيرة في إسبانيا، وهو ما جعلنا نعيش حركة غير عادية في أوساط الجزائريين الذين لا يريدون تفويت هذه الفرصة ولو على حساب أشغالهم وارتباطاتهم اليومية. ''ماكان ماكان... والريال راح مع زيدان'' هذا وبتنقلنا في مختلف شوراع وأزقة الأحياء الشعبية في الجزائر العاصمة بداية من الحراش، حسين داي القبة، بيلكور وحتى باب الواد، وأنت تتحدث إلى الشباب في المقاهي والأماكن العمومية يتبادر لذهنك للوهلةالأولى أن الجميع يشجع برشلونة ويعشق رفقاء الاسطورة ميسي وقلب الأسد بويول مع تشكيلة المدرب غوارديولا، وهي تدك شباك الخصوم في مختلف المباريات سواء في الليغا أو البطولات الأوروبية المختلفة، حيث بدا الجميع ينتظر بشغف أن يدك رفقاء ''غزافي'' في فريق ''البلوغرانا'' شباك حارس منتخب إسبانيا ونادي ''الميرينغي'' ريال مدريد، وهذا لتحطيم غرور المدرب البرتغالي جوزي مورينيو الذي ظل يتباهى بقدراته ولمسته في فريق الريال الذي تهاوت شعبيته كثيرا في الجزائر خلال السنوات الماضية، فخلال تجولنا بين الأحياء الشعبية الجزائرية أكد لنا العديد من الشباب أنهم كانوا يتابعون الريال قبل سنوات قليلة ويشجعونه لسبب واحد فقط وهو وجود الأسطورة الجزائرية الأصل زين الدين زيدان ضمن صفوفه، وبذهاب زيدان ''راح الريال''، على حد قول ''إبراهيم''، وهو شاب في العشرينيات من العمر يعمل في إحدى محلات مدينة حسين داي، حيث أوضح أن الريال كان يحظى بمتابعة كبيرة بين شباب حيه ولكن ذلك كان في فترة تواجد زين الدين زيدان وليس الآن أين أصبح أغلب الشباب يحب اللعب الراقي الذي يقدمه برشلونة وحتى أن هناك بعض الأنصار يتابعون أيضا فالنسيا وليس الريال لأن فالنسيا يحمل ألوان فريق المدينة نصر حسين داي وأغلب أبناء الحي يعيشون في مدينة فالنسيا الأندلسية، وأضاف ''إبراهيم'' أن هناك سببا آخر يدفع المناصرين إلى تجنب الريال وهو كثرة النجوم وعدم وجود أبناء الفريق عكس برشلونة الذي يتواجد فيه لاعبون سطع نجمهم مع الفريق، وفي سؤال حول تواجد بنزيمة مع الريال اختلفت الآراء بين الشباب فمنهم من يؤكد أنه سيتابع الريال من أجل المهاجم الجزائري الأصل، ومنهم من يكره الريال لذات السبب ويرفض حتى الحديث عن اللاعب الدولي الفرنسي الذي يعتبره البعض خائنا لأنه فضل فرنسا على بلده الأم، رغم أن الناخب الوطني السابق ''كافالي'' كان قد طلبه أكثر من مرة وسافر إلى ليون من أجل إقناعه، لكن بن زيمة رفض الخضر طمعا في منتخب الديوك وهو ما يجعله خائنا حسب الكثير من المناصرين.