أكّد رئيس جمعية ''الغزال لترقية السياحة وحماية الآثار'' في ولاية البيض، المختصة في علم الآثار، أنه تمّ اكتشاف يوم أول أمس 11 أثرا لديناصورات في منطقة ''لحمر الوافق''، وتحديدا على بعد حوالي 7 كلم عن مقر عاصمة الولاية البيض، حيث أشار مصدرنا إلى أن هذه الديناصورات، منها آكلة اللحوم والنباتات، يرجع تاريخها إلى قرون خلت - لم يحدد عمرها بعد - في انتظار إطلاع خبراء الإختصاص والتقارير الرسمية حول هذه الآثار النادرة في الجهة الجنوبية للوطن. وطالب رئيس الجمعية تدخل السلطات المعنية لإيفاد مختصين وأساتذة في التاريخ والآثار لمعاينتها وتصنيفها، والأهم من ذلك، المطالبة في الوقت الحالي بحماية هذه الآثار وتسييج مواقعها لحمايتها من التلف والسرقة، حيث أنها تعد كنوزا ثمينة ليس لولاية البيض فحسب، بل لكامل الوطن. نشير إلى أنه تمّ العثور في المنطقة في وقت سابق، منذ حوالي ثلاث سنوات مع نهاية سنة 2007، على بقايا هياكل عظمية لديناصورات من فصيلة ''باراليسيان''، والتي عاشت في منطقة البيض منذ 130 مليون سنة، وتوقع باحثون أمريكيون وقتها - زاروها واطّلعوا عليها بمبادرة من وزارة الثقافة - أن يتم التوصل إلى اكتشافات جديدة، الأمر الذي تجسد حاليا، خاصة بعد عثورهم على أكبر مقبرة للعصر الحجري في ولاية البيض، والتي تضم بقايا عظام إنسانية وحيوانية تعود لآلاف السنين. وأوضح الشيخ معمري، الباحث في مجال بقايا الديناصورات من جامعة وهران، أن هذا الإكتشاف مهم جدا، لأنها المرة الأولى التي يعثر فيها على بقايا لهذه الحيوانات المنقرضة في هذه المنطقة الصحراوية من الجزائر، وأضاف أن هناك احتمالات تشير إلى أن العظام المكتشفة تخص ديناصورات من فصيلة ''براكيوزوروس'' القريبة من فصيلة ''ديبلودوكوس''، وهي من الديناصورات الآكلة للحوم، معتبرا بأن العثور على آثار هذه الأخيرة أسهل من تلك الآكلة للأعشاب. هذا ويوجد في منطقة البيض أكثر من خمس مواقع لآثار أقدام ديناصورات متفرقة على كل من مدينة البيض، بريزينة ووافق، مما يجعل من ولاية البيض ذات خصوصية تستقطب العلماء والباحثين، لكن ما يحدث هو العكس إلى حد الساعة، فبعدما تنافس المستكشفون لهذه الآثار على من له السبق في اكتشافها، وبعد زخم كبير في الأيام الأولى للإكتشاف، ها هي اليوم آثار أقدام الديناصورات على حافة واد جارف تنهشها عوامل الطبيعة، بعدما أُهملت بعلم الجميع، فلم تبقَ سوى لافتة وضعتها السلطات المحلية تدل على أن أناسا مروا من هنا، كما مرت هذه الديناصورات يوما ما.