سجلت ولاية البيض في رصيدها الأثري والجيولوجي عدة اكتشافات لمواقع هامة، عبر محطات متنوعة أغلبها لآثار ديناصورات. والبداية كانت من مدينة البيض عاصمة الولاية وبالتحديد على بعد ثلاثة كيلومترات شرقا بطريق الرقاصة أين تم اكتشاف محطتين، إضافة إلى موقعين بشمال المدينة بالمكان المسمى "لخناق" تضاف لها محطة رابعة بمنطقة "بريزينة" ب"لمزيود" من الناحية الشمالية لعاصمة الدائرة، و كان يحمل أهمية كبرى نظرا لقدمه مقارنة بالمواقع المذكورة. كما تم تسجيل محطة أخرى بمنطقة "مكثر" شرق البيض بحوالي 9 كلم وهو المكان نفسه الذي عثر فيه على بقايا عظام لفيل قديم ، أما آخر اكتشاف كان ب"الحمر" وذلك حسب ما أفادت به جمعية "غزال" لترقية السياحة و حماية التراث الأثري والحضاري لولاية البيض. وبهذه المجموعة من الاكتشافات الجيولوجية النادرة، ترى ذات الجمعية أن ولاية البيض أصبحت تحتل المراتب الريادية بحكم حيازتها على مواقع جيولوجية عالمية من حيث النوعية وعدد الباصمات، مما يسمح حسبها بتصنيفها ضمن المواقع الغنية جيولوجيا مقارنة بمحطات عالمية أخرى بإفريقيا وأمريكا. وهو ما تؤكده الزيارات المتتالية لعدد من الباحثين الجزائريين والأجانب وقيامهم بدراسات معمقة حول آثار المنطقة وهذا حسب لعرج خالدي رئيس الجمعية، الذي يرى أن ذلك يعود إلى قناعتهم ببعدها التاريخي وقيمتها العلمية، وندرتها في العالم. وهو ما أكده السيد محبوبي وهو أستاذ جامعي بمعهد علم الأرض بجامعة وهران، والذي أفاد أن البيض تحتل التصنيف الثالث عالميا فيما يتعلق بعملية الاكتشاف الجيولوجي لآثار الديناصورات،التي تحتوي ما بين 40 إلى 200 أثر و بصمة بارزة لخطوات الديناصورات، بغض النظر عن تعدد الحقبات والأزمنة الجيولوجية الخاصة بكل موقع. وهو الأمر الذي سيفتح باب البحث على مصراعيه أمام الباحثين والمهتمين بزيارة هذه المواقع و دراستها ميدانيا من جهة. و من جهة أخرى ستعطي هذه المواقع في حال المحافظة عليها من قبل المصالح المختصة والسلطات المحلية دفعا كبيرا للجانب السياحي الذي تشتهر به البيض من خلال قصور و واحات بلديات بوسمغون، بريزينة، الشلالة، والغاسول.