"اللجوء إلى الوزارة للترخيص للإنتاجات التاريخية.. بين القبول والرفض" الكثير من القائمين على الإنتاج السينمائي في الجزائر والمختصين في الإنتاج عن الثورة الجزائرية وأحداثها وأبطالها، تحدثوا بتحفظ شديد عن المادة الخامسة التي طرحتها وزيرة الثقافة خليدة تومي، بحر الأسبوع المنصرم، في تدخلها في البرلمان والخاصة بالإنتاج السينمائي الوطني التي يتحدث عن الإعمال المتعلقة بالثورة التحريرية. من جهتنا، اتصلنا بعدد من المنتجين الجزائريين وسألناهم عن رأيهم في هذه المادة التي تستوجب إمضاء الحكومة للسماح للمبدعين بتقديم عمل يخص الثورة التحريرية. حاج جيلاني سميرة: "أنا ضد تدخل الوزارة في العمل لأنه يحتكر الإنتاج" قالت صاحبة مسلسل "عيسات إيدير"، المنتجة سميرة حاج جيلاني، عن سؤال يتعلق بهذا الموضوع، إنها غير موافقة على تدخل وزارة الثقافة في الإنتاج السينمائي والتلفزيوني الخاص بأحداث الثورة الجزائرية، لأنه يعد احتكارا وقمعا للإبداع، ويحد من حرية الرأي والإبداع واحترام فكرة الغير، "في وقت نتحدث في الإطار الدولي على الإنفتاح وإعطاء الفرصة للمبدعين". كما قالت إن مشروعها لتحضر لمسلسل وفيلم عن الشهيد البطل العربي بن مهيدي مايزال قائما والتحضيرات جارية، خاصة وأنها تحصلت على الموافقة من لجنة القراءة من وزارة المجاهدين وسيبدأ التنفيذ له مباشرة بعد إعطائها الموافقة من طرف لجنة القراءة، من مصلحة الدراسات التاريخية للثورة المجيدة. فاطمة وزان: "لا يوجد أي فرق بين الوزارة والحكومة" أما السيناريست فاطمة وزان، فقد ردت قائلة: إنه لا تجد أي فرق بين وزارة الثقافة أو الحكومة بما أنهما يسيران في نفس الطريق ويمثلان نفس الدولة، وأضافت فاطمة: "المهم أن يكون العمل جيدا ولا يمس بمقدسات البلاد ولا يوجد أي مساس بالثوابت الوطنية والهوية الجزائرية"، وأضافت أنه ورغم أنها غير مختصة في الأعمال الثورية "رغم ذلك أنا أفكر في مشروع مسلسل ثوري لم أستقر بعد على عنوانه بين "ابن العنف" أو "ابن المستعمر". المنتجة مريم ولد شياح:"الوزارة متخوفة من تشويه التاريخ ومن حقها الدفاع عنه" من جهتها، قالت المنتجة مريم ولد شياح، إن الحكومة من حقها الدفاع عن مقدسات الثورة والوقوف عند كل صغيرة وكبيرة تخص أبطالنا وأحداث من ثورتنا، لأن الأفلام والمسلسلات -حسبها- تعتبر حفاظا على التاريخ ولا يحق أن يكون هناك تشويه أو تغليط، لأن جيل بأكمله سيذهب به إلى الهاوية، لهذا تقول المنتجة مريم إنها مع هذا القانون الذي يدافع على المقدسات الوطنية، كما قالت إنها ضد احتكار أي جهة للإنتاج والإبداع الفني. أما عن إنتاجها الجديد، خاصة وأنها تألقت في السنوات الأخيرة بمجموعة من المسلسلات الناجحة، قالت ولد شياح إنها تحضر لمفاجئة كبيرة جدا لشهر رمضان 2011، من نوع "السيت كوم" بعنوان "خالتي لالاهم"، بالإضافة إلى تحضيرها لمسلسل "أحلام في مهب الرياح" لرمضان 2012. منتجون يمتنعون عن التعليق ويفضلون الصمت من جهة أخرى، حاولنا الإتصال بعدد كبير من المنتجين المختصين، خاصة في الأعمال الثورية منذ مدة، لكنهم رفضوا التعليق عن هذا القانون ورفضوا حتى أن نذكر أسماءهم خوفا من إعطاء رأيهم الذي لا يتوافق كثيرا لا مع وزارة الثقافة ولا مع الحكومة، وهذا ما سيتسبب لهم في المستقبل في منعهم من العمل أو عدم إعطائهم الموافقة على أعمالهم المتواجدة حاليا في لجنة الدراسات، سواء بوزارة المجاهدين أو على مستوى وزارة الثقافة، كما وعدونا بالحديث على كل كبيرة وصغيرة عندما تسمح ظروفهم في القريب العاجل. للإشارة، فإن الكثير ممن سألناهم ورفضوا التعليق، لديهم مجموعة من المشاريع تتعلق بالأعمال الثورية، وهم ينتظرون الموافقة عليها للبدء في العمل.