ما يتم تسريبه مجرد بقايا وثائق تتضمن معلومات عامة ومعروفة أمريكا تتظاهر بأن الوثائق التي نشرت هي تسريبات وبأنها منزعجة منها أكد الدكتور أحمد عظيمي، العقيد المتقاعد وأستاذ العلوم السياسية والإعلام بجامعة الجزائر، أن الوثائق التي يسرّبها موقع ''ويكيليكس'' لا يمكن أن نضعها ضمن خانة ''وثيقة سرية جدا'' كونها أشياء معروفة ولا تحمل أي جديد يذكر، وإنما الإختلاف يكمن في أنها جاءت في شكل وثائق مكتوبة وعليها ختم الخارجية الأمريكية، مبرزا أن الهدف الحقيقي من تسريب هذه الوثائق هو إعطاء صورة على أن الأنظمة العربية مهلهلة وأن العرب يتصارعون فيما بينهم.وقال أحمد عظيمي المحلل في الشؤون الأمنية والدولية، في حوار خصّ به موقع الإذاعة الجزائرية، إن الهدف من نشر الوثائق بالدرجة الأولى هو زعزعة العلاقات العربية- العربية في حد ذاتها، مبرزا أن ما قدّمه الموقع من وثائق إلى حد الآن لا يضرّ بالمصالح بين الدول ولا بمصالح أمريكا مع دول أخرى، فهي تعدّ بقايا وثائق فقط وليست وثائق حقيقية. وأكد الأستاذ عظيمي، أن ما جاء في الموقع من معلومات هي مجرد معلومات عامة ومعروفة لدى الجميع وسبق للصحافة العالمية والعربية وحتى الوطنية وأن تناولتها، فعلى سبيل المثال الكل يعلم أن المغرب منزعج كثيرا من القوة العسكرية الجزائرية، وهو يتمنى أن تضغط أمريكا على الجزائر، كما الكل يعلم بالعلاقات الحميمية القائمة بين القصر الملكي المغربي وإسرائيل وبين بعض الحكومات العربية وإسرائيل، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، يضيف المحلّل الأمني إن ''الكل يدري أن العداء بين دول الخليج وإيران قائم منذ القدم، إذن كل المعلومات التي قدمت معروفة، فمهمة كل سفير في أي بلد هي جمع المعلومات وتقديمها لحكومته حتى تكون على بيّنة بما يقع في هذه الدولة أو تلك''، مبرزا أن إسرائيل هي المستفيدة الكبيرة اليوم من هذه التسريبات لأنها الوحيدة التي لم تمسّها الوثائق المسرّبة والتي بيّنت أنها الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لها مقومات الدولة وليست داخلة في الصراعات، لأن كل الأخبار التي سربها الموقع تعطي صورة على أن الأنظمة العربية مهلهلة وأن العرب يتصارعون فيما بينهم وأن المعلومات المسرّبة تدفع نحو ضرب إيران. كما أشار عظيمي في ذات السياق، إلى أن أمريكا تحاول أن تُظهر بأن الوثائق التي نشرت هي تسريبات وإنها منزعجة منها لذلك يتحدثون عن فضائح أخلاقية وعن معاقبة صاحب الموقع وعن ومقاضاته، وهذه الوثائق ليس لها أهمية بالشكل المتوقّع منها، فالمشكلة ليست في صاحب الموقع وإنما في من يستفيد من هذه الوثائق والتي هي إسرائيل لا أكثر، وأن هذه الوثائق تهدف إلى شيء ما يجب أن نبحث عنه، فإما جاءت لضرب إيران أو خلق بلبلة حول الأنظمة العربية، وهو ما سيظهر في الأسابيع القادمة.