كشف موقع “ويكيليكس” المثير للجدل عن وثائق قيل إنها سرية، تتعلق باجتماعات سياسية ومراسلات دبلوماسية رسمية، وتضاربت الآراء حول جدية ما ينشر على الموقع وعن الجهة الحقيقية التي تقف وراءه ومالكه. وفي هذا الإطار، استطلعت “الفجر“ رأي الأساتذة والباحثين حول الموضوع من زاوية سياسية وأخلاقية للوقوف على صحة الوثائق والأطراف المتضررة والمستفيدة من الحملة أحمد عظيمي: “إذا عزلنا المراسلات فإننا لا نجد شيئا جديدا ومثيرا للاهتمام” يعتبر الباحث والمختص في علم الاجتماع السياسي، الدكتور ناصر جابي، أن الوثائق التي كشف عنها موقع “ويكيليكس” والمتعلقة بالشأن الجزائري، تحسب لصالح الجزائر، “لأنها تعد من الأنظمة التي لا تعتمد على الازدواجية في المعايير”، خاصة فيما تعلق بمواقفها الصريحة تجاه الصحراء الغربية، وأضاف بأن مواقف الجزائر المعلنة قريبة جدا من تلك المنشورة على موقع ويكيليكس، “لأن الجزائر تصنف ضمن الدول التي تنتهج خطا سياسيا واضحا”. وأوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر “أنه ليس بالضرورة ما نشر على الموقع هو نفسه ما يقال في الوثائق المسربة“، والامتياز الوحيد في موضوع ويكيليكس، أنه استطاع أن يكشف عن الوثائق قبل أوانه المحدد ب30سنة، وقال إن الأهم أنه تمكن من تعرية سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية في استعمالها لأساليب غير أخلاقية في تعاملها مع القضايا والمستجدات الدولية. من جهته، قدم الباحث والأستاذ بكلية العلوم السياسية، الدكتور أحمد شوتري، قراءة سياسية تختلف تماما عن التأويلات التي يتم ترويجها، وقال إنه لا يعتقد فشل الولاياتالمتحدةالأمريكية بترسانتها التكنولوجية والقانونية ومؤسساتها الاستخباراتية في حجب الموقع أو توقيف تسريبه للوثائق، وأضاف “إن ثبت بالفعل وجود الموقع بصفة مستقلة أو شخصا اسمه أسانج”. ورجح أحمد شوتري، أن يكون توقيت تسريب وثائق وكيليكس له علاقة بالصراع الدائر بين حزبي الديمقراطيين والجمهوريين في الولاياتالمتحدةالأمريكية حول الانتخابات القادمة، خاصة مع ضعف حزب الديمقراطيين في المشهد السياسي الأمريكي، ولم يستبعد أن تكون الوثائق التي أشارت إلى قيادات وشخصيات ورموز عربية، تندرج ضمن برنامج سياسي جديد سطره البيت الأبيض في المنطقة العربية، بدأت أولى بوادره تظهر مع الانتخابات التشريعية في جمهورية مصر. أما فيما يخص الوثائق التي كشفت بعض الجوانب السلبية عن سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكد أستاذ العلوم السياسية بأنها جد عادية بالنسبة للأمريكيين، بل بالعكس “يتم الترويج لها بشكل تظهر الولاياتالمتحدة على أنها موضوعية“. وفي السياق ذاته، أوضح الخبير في العلاقات الدولية والأمنية، الأستاذ الدكتور أحمد عظيمي، أنه “عند عزل ما ينشر من الوثائق على موقع ويكيليكس الذي أحدث ضجة إعلامية، من دائرة الانبهار والتأثير الإعلامي، فإننا لا نجد شيئا جديدا ومثيرا للاهتمام تقريبا”، مضيفا بأن كل ما نصادفه على الموقع يعتبر مجرد بقايا وثائق عن قضايا لا تستدعي التسريب أو الاهتمام، وقال إن الحرب على العراق وفي أفغانستان تناقلتها وسائل الإعلام بجسامتها.