أدان الرئيس الامريكي باراك اوباما بشدة تسريبات البرقيات الدبلوماسية الامريكية التي نشرها موقع "ويكليكس" معتبرا انها "مؤسفة" فيما دعا مناصرو مؤسس الموقع جوليان اسانج الى تظاهرات للضغط من اجل الافراج عنه. واعلن البيت الابيض أمس السبت ان اوباما ندد في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "بعمل ويكليكس المؤسف واتفقا على ان ذلك لن يؤثر على التعاون الوثيق بين الولاياتالمتحدة وتركيا او يحدث خللا به" وعبر اوباما عن تعليقات مماثلة خلال اتصاله بنظيره المكسيكي فيليبي كالديرون السبت لتهنئته على ما قام به في ما خص مؤتمر كانكون حول المناخ وهو اقوى رد فعل من جانب اوباما على تسريب الموقع للبرقيات الدبلوماسية الامريكية وشدد اوباما وكالديرون من جهة اخرى على "اهمية الشراكة بين الولاياتالمتحدةوالمكسيك" ولا سيما في مجال مكافحة الجريمة المنظمة وامن الحدود المشتركة بين البلدين والتعاون الاقتصادي وتعتبر المكسيك وتركيا حليفتين رئيسيتين للولايات المتحدة، وقد تضمنت البرقيات الدبلوماسية التي سربها ويكيليكس مواقف امريكية عن هذين البلدين وضعت واشنطن في موقف صعب ففي احدى هذه البرقيات التي نشرتها مؤخرا صحيفة البايس الاسبانية يقول السفير الامريكي في المكسيك ان الجنود المكسيكيين الذين ارسلوا لمكافحة عصابات المخدرات "غير مؤهلين لتسيير دوريات في الشوارع او فرض احترام القانون" وفي وثيقة اخرى مؤرخة في 30 ديسمبر 2004 كتب السفير الامريكي في انقرة يومها اريك اديلمان "لقد علمنا من مصدرين ان اردوغان لديه ثمانية حسابات مصرفية في بنوك سويسرية"، مشيرا الى ان تبريرات اردوغان لهذه الثروة الشخصية "واهية" ونفى اردوغان نفيا قاطعا هذه المعلومات، مؤكدا ان ليس لديه "ولا قرش واحد في المصارف السويسرية". واضافة الى اردوغان تناولت احدى البرقيات الامريكية التي سربها ويكيليكس وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الذي وصف في احداها بانه "خطير للغاية"، محذرا ايضا من تأثير نزعته الاسلامية على رئيس الوزراء اردوغان وفي المقابل دعا مؤيدو اسانج في اسبانيا الى تظاهرات في العالم للضغط من اجل الافراج عنه في لندن حيث هو موقوف في انتظار تسليمه المحتمل الى السويد حيث يلاحق بتهمة الاغتصاب. وحث الموقع الاسباني "ويكيليكس الحر" على الانترنت على تنظيم تجمعات في ثماني مدن اسبانية بينها مدريد وبرشلونة. كما من المقرر تنظيم تظاهرات مماثلة في امستردام وبوينس ايريس ومكسيكو وساو باولو وبوغوتا وليما وفي بيان حمل عنوان "من اجل الحرية قولوا لا لارهاب الدولة" دعا الى الافراج عن اسانج. ومن المفترض ان يمثل اسانج امام محكمة في لندن للمرة الثانية الثلاثاء بعد توقيفه بموجب مذكرة توقيف اصدرتها السويد. ويريد المدعون استجوابه في مزاعم امرأتين تقولان انهما تعرضتا للاغتصاب. ويصر موقع ويكيليكس على ان هذه الادعاءات لها دوافع سياسية من اجل الانتقام من اسانج بسبب تسريب حوالى 250 الف برقية دبلوماسية اميركية يعتقد انها وصلت الى الموقع عبر عنصر في الجيش الاميركي وقد نقل اسانج (39 عاما) في سجن واندسوورث الى زنزانة انفرادية بحسب جينيفر روبنسون احدى اعضاء فريقه القانوني وتحدث محامو اسانج في هذا الوقت عن صعوبات يواجهها موكلهم في السجن بالنسبة لاتصالاته وعدم السماح له بادخال جهاز الكمبيوتر. وقالوا ان "معنوياته عالية" وفي هولندا، تجمع حوالى 75 شخصا في وسط امستردام تعبيرا عن تاييدهم لويكيليكس كما قال الناطق باسم الشرطة روب دير فين لوكالة الأنباء الفرنسية وفي البيرو تجمع عشرة من انصار اسانج بشكل سلمي امام السفارة البريطانية في ليما. وقال احد المتظاهرين "ان التضامن ليس له حدود، والظلم هو نفسه في اي جزء كان من العالم".