لا يكاد يمر يوم من دون أن تسمع بإقلاع قوارب الموت “بوطي” محملة بشبان، نساء وحتى أطفال صوب أوروبا. لكن أن تسمع بتواجد رياضيين، فهذا يعد أمرا نادرا، لكنه حدث للأسف الأسبوع المنصرم بإحدى شواطئ عين الترك. وشهدت عاصمة الغرب الجزائري انطلاق قارب حمل بعض الشباب ومعهم حارس المرمى رضا بسايح صاحب 26 ربيعا. ويُعرف عن الحارس حمله لألوان العديد من النوادي على غرار مديوني وهران، سريع المحمدية، فضلا عن تمثيله للألوان الوطنية الشبانية. وتحدث ل”النهار” شارحا الأسباب التي دفعته لمُغادرة أرض الوطن، مؤكدا بأنه يمتلك طموحات كبيرة وسيعود للجزائر من بوابة الخضر. من دون مقدمات، كيف جاءتك فكرة “الحرڤة” وحدثنا عن المغامرة بالتفصيل؟ فكرة “الحرڤة” صارت تثير اهتمامي منذ سنة كاملة، عندما أدركت أنني بصدد تضييع وقتي بالإضافة لمشواري الكروي، وبحكم أنني أقطن في عين الترك ولدي فكرة عن تفاصيل مثل هكذا رحلات، فقد نظمت أموري واخترت القارب الذي يقلني بعناية، رغم أن المبلغ الذي دفعته مرتفع 45 مليون سنتيم، أقلعنا يوم الأحد الفارط ووصلنا بسلام وأنا الآن متواجد في أليكانت. ذكرت أنك أدركت بأنك بصدد تضييع مشوارك الكروي، كيف ذلك؟ بكل تأكيد، أنا حارس يشهد الجميع بأنني أملك إمكانيات لابأس بها، ولكم أن تسألوا المدربين الذين أشرفوا عليّ، على غرار مواسة، بن شاذلي، سالم العوفي، عمر بلعطوي…إلخ، وبكل تواضع أنا من جلبت كأس الجمهورية ل”لازمو” في البليدة بعدما تصديت لثلاث ركلات جزاء، وساهمت في عودة الأكابر للمحترف الأول سنة 2014، لكنني وجدت نفسي مسرّحا، فهل هذا هو الاعتراف؟، بعدها توجهت للحراش وشاركت مع النادي في التحضيرات الصيفية، ليفاجئني بوعلام شارف بأنه غير مرغوب فيّ قبل يوم واحد من ختام سوق الانتقالات، وهو ما دفعني للانضمام لمديوني وهران وهنا بدأت الحكاية. كيف؟ الأمور في الأقسام الجهوية صعبة جدا، فالمسيرون يهضمون حقوقك، ويمنحون لك سوى الفتات، لدرجة أنك تجد نفسك تلعب مجانا، وهو نفس الأمر الذي حدث معي عندما تنقلت لاتحاد مغنية وبعدها سريع المحمدية، وهو ما لم يساعدني على الإطلاق، بحكم أنني أنتمي لعائلة محدودة الدخل، وكان لزاما عليّ تدبر أموري بنفسي، وهنا أدركت أنه لا فائدة من البقاء في كرة القدم الجزائرية.