الضحية محسن خلال حفل زفافه محسن بوترفيف يفارق الحياة بمستشفى ابن سيناءبعنابة والي تبسة ل''النهار'': سنتابع ''مير'' بوخضرة قضائيا السلطات الولائية تمنح سكنا اجتماعيا لعائلة الضحية محسن كشف مدير الصحة لولاية عنابة منجي مستوري في تصريح ل''النهار'' ظهيرة أمس، بمستشفى ابن سيناء الجامعي، عن أن الضحية محسن بوترفيف الذي أضرم النار في جسده قبل أكثر من أسبوع محاولا الإنتحار ببلدية بوخضرة بولاية تبسة، لفظ أنفاسه الأخيرة صباح أمس وبالتحديد عند الحادية عشر والنصف صباحا بقسم علاج الحروق بالمستشفى المذكور. وأضاف المتحدث أن الضحية ظل تحت العناية المركزة منذ اليوم الأول الذي أدخل فيه مستشفى ابن سيناء. وفور سماعه خبر وفاة الضحية محسن بوترفيف تنقل والي عنابة محمد الغازي إلى مستشفى ابن سيناء وقدم العزاء لعائلة الضحية التي كانت بصدد زيارة ابنها، كما شهد المستشفى إقبالا كبيرا لمسؤولي ولاية عنابة الذين قاطعوا دورة المجلس الشعبي الولائي فور تلقيهم الخبر. من جهته، أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة بمنح تصريح لنقل الجثة من ولاية عنابة إلى ولاية تبسة، كما تكفلت السلطات المختصة بولاية تبسة بكامل الإجراءات المتبقية. وأكد مدير مستشفى ابن سيناء الجامعي بعنابة البروفيسور بشطرزي أن الوضعية الصحية الحرجة للضحية خلال الأيام السابقة، حالت دون نقله للعلاج بالخارج، وأضاف أن الطاقم الطبي بقسم علاج الحروق قدم ما بوسعه من مجهودات خارقة لإخراج الضحية من وضعه الصحي الخطير، غير أن خطورة الحروق التي هي من الدرجة الثالثة لدى الضحية تسببت في وفاته كما كان متوقعا بناء على معاينة الدكاترة المختصين. على صعيد آخر، علمت ''النهار'' من مصادر مسؤولة بولاية تبسة أن رئيس بلدية بوخضرة بلقاسم النقازي المنتمي إلى كتلة حزب العمال تم عزله رسميا من مهامه بعد أن حمل المسؤولية كاملة في إقدام الشاب بوترفيف على حرق نفسه، وهو ما أكده والي تبسة مبروك بليوز في اتصال هاتفي مع ''النهار''، حيث قال إن ''مير'' بوخضرة تم فصله بقرار ولائي، مضيفا أن هذا الأخير سيتابع قضائيا من قبل المصالح القضائية المختصة في القريب العاجل. وعلمت ''النهار'' بخصوص عائلة الضحية أن السلطات الولائية قررت منحها مسكنا اجتماعيا مخصصا لأسرة الشاب محسن بوترفيف، إضافة إلى التكفل بها اجتماعيا. والد الضحية محسن ''حسبّي اللّه ونعمّ الوكيل في من دفع ابني إلى الإنتحار'' تنقلت ''النهار''، فور إبلاغنا بخبر الوفاة من طرف والده ''عمي عمر''، كما وعد في اتصال سابق به، بأنه سيوافي مكتبنا بأي جديد في قضية ابنه، حيث وجدنا عشرات المواطنين الذين كانوا في حالة كبيرة من الحزن، ملتفين بالبيت العائلي ل''محسن''، وصوت نواح النساء يخرج من شرفات المنزل الصغير المتكون من غرفتين في إحدى عمارات حي قنز عبد الله بوسط المدينة المنجمية، ومع تقدمنا بخطوات بطيئة، وقف الوالد الذي غزت لحية بيضاء وجهه بمجرد أن رآنا، حيث أدينا واجب العزاء، وبنبرة حزن وحسرة ممزوجتين بألم شديد على فقدان فلذة الكبد، قال ''انتهى كل شيء، وكيلو ربي''، في إشارة منه إلى رئيس البلدية، الذي حدثت معه الملاسنات الكلامية، وأضاف، ''إنه من قام بدفعه إلى الإنتحار، عندما قال له ''احرق نفسك إن كانت لديك الجرأة''، وكشف في حديثه معنا، أنه إنسان مؤمن بقضاء الله وقدره، حتى إنه لبى دعوة الإمام عندما دعاه إلى الذهاب برفقته إلى المسجد من أجل أداء صلاة العصر.